أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - تهنئة لبشار الأسد














المزيد.....

تهنئة لبشار الأسد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 03:03
المحور: كتابات ساخرة
    



الحقيقة أن ردة فعلي الأولى , و من اتصلت بهم في تلك اللحظة , على خطاب بشار الأخير اتسمت بشيء من الارتباك , لسبب واحد فقط , هو أن الرجل بدا هذه المرة مختلفا بالفعل , واثقا من نفسه , أكثر بكثير من ذلك الغر الذي كان يلقي نفس الترهات في المرات الثلاثة الماضية باضطراب واضح , تساءلنا معا , لماذا , ما الذي منحه مثل هذه الثقة فجأة , و الناس ما تزال تهتف في الشوارع , و المراقبون العرب يزرعون سوريا جيئة و ذهابا , صحيح وسط نفس الرصاص الذي يقتل السوريين , لكن هذه المرة هناك شهود , أيا يكونوا على الدم المسفوك , هل هذا فعلا بسبب "انقسام المعارضة" , لكن المعارضة بكل أقسامها هي مجرد ضيف على الثورة , وصل متأخرا فقط لكي يتلقى التهاني , هل لأن التدخل الخارجي "المرعب للنظام" يبدو اليوم أبعد من أي وقت آخر , هل هو بسبب السفن الروسية , لكن النظام ليس مبتدأ في لعبة القوى الدولية و هو يعرف منذ زمن , ربما منذ بدأ الحديث عن هذا التدخل , أنه غير واقع , على الأقل في المدى المنظور , هل خسرنا كثوار تفوقنا الأخلاقي , و لو جزئيا , على سلطة غاشمة لا تملك إلا الرصاص و الموت في مواجهة ثورة شعبها , بحيث أصبح الديكتاتور يشعر أنه قد استدرجنا إلى حيث يريد , فجأة أذكر ليو تولستوي , و أيضا غياث مطر , إبراهيم عثمان , صحيح أننا لم نعد كما كنا عليه في آذار الماضي , صحيح أيضا أنك عندما تصبح شبيها لخصمك القبيح تخسر , أحيانا أكثر مما تتوقع , عندما نصبح و لو جزئيا طائفيين كالنظام , عندما يصبح القتل أحد وسائل الثورة اليومية , عندما نصبح أقرب من أي وقت لأن نشبه الديكتاتورية التي نحاربها , فإننا عمليا نخسر الكثير , مهما بدا العكس , ليست المشكلة في استخدام السلاح , بل في أن تستخدمه لتصنع حياة أفضل , لا لتصنع موتا أفضل , كان غياث مطر يؤمن أنه لا يمكن محاربة القبح و الموت بالقبح و الموت بل بالجمال و الحياة , على الأقل كهدف , عندما تصبح الغاية تبرر الوسيلة , عندها يصبح من السهل جدا أن نفقد الاتجاه نحو أنفسنا , هل أحس الرجل أن حزب الكنبة – الصامت هو أبعد اليوم عن الالتحاق بالثورة لهذا السبب أو خوفا من الدم و الرصاص الذي يعدهم به بشار الأسد و قتلته , لكن الجواب يأتي سريعا , اليوم قتل في حمص بقذائف الهاون عدد من السوريين الذين كانوا يهتفون لسيد الوطن من طائفة سيد الوطن نفسها مع صحفي فرنسي , إذا وضعنا هذه الصورة المأساوية إلى جانب مجزرة الميدان يوم الجمعة الماضي , إلى جانب الاعتداءات المتكررة على مراقبي الجامعة العربية , يمكن بسرعة اكتشاف السبب الفعلي وراء الثقة "الزائدة" و غير المبررة للديكتاتور في خطابه الأخير , إن الرجل الذي أمر للتو بكل هذا , الذي وقف هناك يبتسم و هو يكاد يسمع و يرى ما يفعله جلاوزته في كل مكان , قد أصبح قاتلا محترفا , قادرا على النظر في عيني ضحيته و هو يسقط مضرجا بدمائه دون أن يرف له جفن , لقد أصبح أخيرا قادرا على التصرف كزعيم عصابة واثق من نفسه , مجرم يستطيع أن يذرف دموع التماسيح على من يقتلهم بدم بارد , بالفعل يستحق بشار الأسد منا اليوم التهنئة , فهو يسخر بالقلوب المرتعشة , لقد أصبح قلبه قلب أفعى , لا يعرف التردد أمام ضحيته , أصبح الأسد اليوم أكثر خطرا من أي وقت مضى , لقد أدرك معنى رغبة السوريين بالحرية , و هو أيضا حسم أمره , نهائيا , كأكثر السوريين , لذلك أخذ القتلة يستهدفون كل شيء و بوسائل موت جديدة , كل شيء و كل شخص يمكن لموته أن يعني تأبيد النظام , مع ذلك يقترب آذار مرة أخرى , آذار جديد قادم , و سيأتي معه الربيع , لسوريا , بعد شتاء طويل , بارد , و دامي

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل السلطة للجماهير , كل السلطة للتنسيقيات
- تحذير إلى شباب التحرير
- ارفعوا أيديكم عن ثورة الشباب السوري
- دفاعا عن الأناركية في مواجهة الحملة الإخوانية , دفاعا عن روح ...
- تحيا الأناركية
- نحو انتصار ثورة الحرية , نحو إضراب 11 كانون الأول
- مرة أخرى عما قاله الشيخ العرعور
- عن عليا المهدي و عرينا
- تعليق على ما قاله الشيخ العرعور
- الرفيق العزيز فؤاد محمد , الرفاق في اليسار العربي و العالمي
- قبل أن نقول وداعا للشبيحة
- تداعي الديكتاتورية في سوريا و باب الحرية المفتوح
- الديكتاتور و الرب
- مرة أخرى : لماذا لن يسامحنا الرب
- لماذا لن يسامحني إلهك يا أخي ؟
- عن موت القذافي
- لكن الإله الجديد أيضا غير موجود , وهم , ككل الآلهة القديمة و ...
- تعليق على موضوع عن قصتي مع الإلحاد
- عن قصتي مع الإلحاد
- قصتي مع الإلحاد


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - تهنئة لبشار الأسد