النكاح مقابل الغذاء

خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 00:09
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

نشرت الصحافة البريطانية هذا الصباح موضوعا إنسانيا في غاية الأهمية و يتعلّق الأمر بالإتّجار بالأطفال و بيع الفتيات الأفغانيات و الرضّع منهنّ مقابل المال .
و يعتبر الغد العيد الميلاد العاشر للحرب التي تشنها القوات البريطانية والأمريكية ضد حكم طالبان بأفغانستان ، و لذلك خصّصت صفحات الجرائد جزأ هامّا يتضمن تقييما للحالة الإجتماعية مع التركيز على ما قد تحقّق من مكتسبات في مجال حقوق المرأة.
وتصدّرت الصفحة الأولى لصحيفة " لندن إيفنينغ ستاندرد " صورة لطفلة بفستان عرس أبيض تحمل باقة زهور ،لم تتعدّ سنتها الثامنة ليتمّ بيعها لضابط يعمل بالشرطة مقابل المال واعتُبرالموضوع فاجعة سائرة المفعول رغم المادة القانونية التي تم إدماجها منذ سنتين للحد من هذا التصرف البشع وحماية لحقوق المرأة بأفغانستان .
إلا أن ما قدمته التقارير الصحفية و تقارير الأمم المتحدة لا يبعث على الإرتياح ، إذ لا تزال المظاهر التقليدية سائدة و هي أكثر تعسّفا كلما تعلق الأمر بالشّق الضعيف للمجتمع ألا وهوالمرأة و الطفل .
واعربت تصريحات بعض المستشارين البريطانيين عن تخوفها من الأحداث المهولة التي تمّر منها الفتيات الأفغانيات في غياب العقوبات التي قد تصدرها الحكومة ضدّ هذا الشأن ، وللتعريف فإن السن الأدنى للزواج بالقانون الأفغاني هو ستة عشر سنة .
والحقيقة أن أكثر من نصف الفتيات بأفغانستان يتم تزويجهن دون سن الخامسة عشر و غالبا ما تُستعمل الفتيات لهذا الشأن (عمليات التزويج مع البالغين أوالشيوخ ) في حلّ النزاع بين الأفراد أو القبائل إلخ ....
و تقول أحد التقارير الصحفية أن صفقة بيع الفتيات الصغيرات قد تصل 20،000$، و أن المقبلون على هذا النوع من الصفقات ( النكاح مقابل الغذاء) هم تجار الأفيون وافراد العصابات و الوسطاء في هذا النوع من الزيجات أو زعماء (إنتهازيو ) الحرب .
و أقرت دراسة اليونسيف التي تمت منذ 2000إلى 2008 أن أكثر من % 43من النساء الأفغانيات تم تزويجهن كقاصرات ، و بعضهن دون سنّ البلوغ ( قبل العادة الشهرية ) .
وفي عام 2009 أقرت هيومان رايتس ووتش مع يونيفيم ( وكالة تابعة للأمم المتحدة ) أن 57من العروسات كنّ قاصرات أي دون السادسة عشر أثناء الزواج ورغم التعديلات القانونية إلا أن شيئا لم يتغير إذ يبدو أن الإنتصار كان ولا يزال من حليف العادات القبلية العتيقة .

و في ذات العام تم إدخال بند إبعاد العنف ضد النساء ، لكن ذلك لم يدخل حيّز التنفيذ إلا في 10مقاطعة عوض 34 .
و في إطار العنف ضد النساء تتعرض مئات الفتيات القاصرات للموت أثناء الولادة بأفغانستان لا لشئ إلا لأن جهازهن التناسلي غير مكتمل بعد للإنجاب .

#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)       Khadija_Ait_Ammi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات