أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مصطفى ملو - جميعا من أجل إلغاء الاحتفال بما يسمى-ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال-














المزيد.....

جميعا من أجل إلغاء الاحتفال بما يسمى-ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال-


مصطفى ملو

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 16:37
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


في 11 يناير من كل سنة تحل ذكرى ما يسمى بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال,هذه المناسبة التي أراد لها مهندسو التاريخ المغربي المعاصر المفترى عليه,أن تصبح حدثا هاما يحتفل به كل سنة,ويتخذ عيدا و طنيا و يوم عطلة.
و بهذه المناسبة التي أريد للمغاربة أن يصدقوا فحواها و حيثياتها,ويظنوا أن المغرب نال "استقلاله",بتلك الورقة المسماة "وثيقة المطالبة بالاستقلال",لا بد لنا أن نتساءل كما ينبغي للمغاربة أن يتساءلوا,هل تلك الورقة -فعلا-والتي بذلت الجهود و كرست النضالات-نضالات المسفيدين منها-,لنجمنتها و جعلها ملحمة تاريخية و حدثا تاريخيا عظيما,هل هي فعلا من أتت بالاستقلال؟وهل حصل يوما أن تحرر شعب في مشارق الأرض أو في مغاربها من نير الاحتلال بورقة أو وثيقة تسمى وثيقة المطالبة بالاستقلال؟وهل الاستقلال يطلب من المحتل أم ينتزع منه؟
أعتقد جازما بأن أي مغربي عاصر الاحتلال الفرنسي أو لم يعاصره,سيكون جوابه كما يلي: قسما لولا المقاومة المسلحة و لولا أرواح الأطفال و النساء و الشيوخ و دماؤهم الزاكيات الطاهرات التي سقطت و سالت في الجبال,ولولا المقاومين الحقيقيين الذين سطروا تاريخا عظيما بدمائهم الزكية و لقنوا المستعمر أسمى دروس المقاومة و الاستبسال,لما تحقق ما نسميه اليوم ب"الاستقلال",أما الطرف الثاني المستفيد من تلك الوثيقة و ما سبقها وما تلاها من مفاوضات و معاهدات و اتفاقيات مع المستعمر,تحت أو أعلى الطاولة,فأكيد أن جوابهم سيكون باعتبار تلك الوثيقة هي الكتاب المقدس و العصا السحرية التي عجلت برحيل فرنسا,وكأن ما كانت تخشاه فرنسا هي تلك الزمرة المحمية التي أسرعت لعقد الاتفاقيات و الصفقات معها,حفاظا على مصالحهما,أو كما جاء في الوثيقة المقدسة" المصالح المشروعة لفرنسا".
دون الدخول في مضامين هذه الوثيقة التي تبرز و تبين منطق الخضوع و الخنوع و الاستسلام و تغليب المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة و روح الأنانية التي كان يتصف بها مهندسوها باعتبارهم محميين من قبل فرنسا,وباعتبارهم ورثة أهم المناصب و الخيرات بعد "انسحابها",ودون الدخول في التفاصيل السابقة و اللاحقة لهذه "المعاهدة",التي كانت ترمي إلى خدمة المصالح المشتركة للطرفين(فرنسا و الموقعون عليها),قلت دون الدخول في كل هذه التفاصيل,يتضح ل"لأحمق" قبل "العاقل" -على حد تعبير المغاربة-,بأن هذه الورقة ليست هي من أتت بالاستقلال و لا حتى ساهمت فيه,بل على العكس من ذلك تماما,إذا كان الغرض الأول و الأخير منها هو نسب "الاستقلال",لأشخاص أتوا في آخر لحظة و استغلوا علاقتهم مع فرنسا و دراستهم بها,كما استغلوا"أمية" المقاومين الحقيقيين ووطنيتهم التي لا يزعزعها مزعزع لينصبوا و يحتالوا عليهم و على كل الشعب المغربي بهذه الوثيقة,والمؤسف أن الحيلة ما تزال سارية المفعول,حيث ما يزال الاحتفال و التزمير و التطبيل لهذه الأسطورة التي تعتبر ثاني أكبر أكذوبة في التاريخ المغربي المعاصر بعد أكذوبة الظهير البربري التي ابتدعها نفس مبتدعي"وثيقة المطالبة بالاستقلال".
من هذا تأتي أهمية إعادة كتابة التاريخ الوطني بأقلام وطنية حرة و نزيهة,وهو المبدأ الذي ناضلت و ما تزال تناضل من أجله الحركة الأمازيغية,التي تلقى مطالبها و نداءاتها الآذان الصماء,لأن الذين يستمدون شرعيتهم من تلك الأساطير لا يمكنهم أن يقبلوا بمن يشكك أو يطعن فيها,فما بالك بمن يفضحها,لأن فسخ سحرهم و أساطيرهم و طلاسمهم هذه,تعني لا محالة نهايتهم.
و في مقابل الاحتفال بهذه المناسبات المبتدعة و اعتبارها أعيادا وطنية و تخصيص أيام عطل لها,مازالت مناسبات ذات دلالات و عمق تاريخيين تقابل بالإقصاء و التهميش كذكرى معركة أنوال و لهري و بوكافر...وهي المعارك الحقيقية التي أتت ب"الاستقلال",بعيدا عن البلاطات و التآمر و خدمة المصالح الخاصة لأطراف بعينها و التي للأسف لا تعرف عنها الأجيال الحالية الكثير,لأن صناع و ثيقة المطالبة بالاستقلال صمموا لهم تاريخا آخر.
من أهم هذه المناسبات كذلك السنة الأمازيغية التي ستحل علينا بعد يومين و التي تحتفل بها جميع شمال إفريقيا في حين يهملها و يهمشها مهندسو التاريخ المحرف الذي يريدونه تاريخ لنا,وبهذه المناسبة أقول سنة أمازيغية سعيدة لكل شمال إفريقيا و تحية المجد و الخلود لصناع التحرر الحقيقيين,كما أطلق دعوة للغيورين على تاريخ المغرب و رموزه للوقوف في و جه الأساطير التي تمرر باسم التاريخ,وإلغاء الاحتفال بها.



#مصطفى_ملو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردا على العثماني بخصوص -المرجعية الإسلامية-
- من أجل الأرض والإنسان الأمازيغيين
- توضيحات هامة عن الأقلية والأغلبية
- ردا على -إنهم يبايعون ويصلون للعلم الأمازيغي بدل العلم الوطن ...
- لهذه الأسباب سيفوز الخليفة على عصيد
- القذافي من مجرم ضد الإنسانية إلى بطل من وجهة نظر إنسانية.
- ما مدى مصداقية استطلاعات الرأي -الإليكترونية-؟
- تناقضات حزب العدالة والتنمية الإسلاموي
- دمشقيو المغرب
- عندما تصبح مهمة الصحافة هي التحريض وإثارة الفتنة؛-
- غرائب واستفهامات حول الثورة الليبية
- العلمانية أولا والديمقراطية ثانيا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مصطفى ملو - جميعا من أجل إلغاء الاحتفال بما يسمى-ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال-