أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرحان الركابي - مراّة الزمن المعكوس














المزيد.....

مراّة الزمن المعكوس


سرحان الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


في الصباح استيقض الشاب بتكاسل عندما تسللت حزم الضوء الباهر عبر النافذة وداهمته الى غرفة نومه , نهض بصعوبة بالغة واحساس من الضعف والوهن يجتاح كيانه الذي بدا غريبا هذا اليوم . العالم نفسه وكل الاشياء من حوله تبدو غريبة
ما هذا العكاز المركون بجانب سريره ؟؟
تسال في نفسه , لعل احدهم وضعه لغاية لا يعلمها هو , تجاهل الامر وخطى نحو المراّة ليرى صورة ذلك الكائن الغريب الذي يتخبط وسط غرفة موصدة الابواب
تعثر بطاولة صغيرة كان يضع عليها منفضة سجائره وحاجيات اخرى تخصه , استغرب كيف لم يلاحظ وجودها بالقرب من سريره ؟؟ وما هذه النظارة الموضوعة بجانب الطاولة ؟؟
انحنى بظهر متصلب وامسك النظارة بيده الراعشة فقربها الى عينيه ..
بدى فضاء الغرفة اكثر وضوحا .. الان يستطيع رؤية اعقاب سجائره المتناثرة , اثاث الغرفة . الفوضى العارمة في كل زاوية وكل مكان . اوراقه التي نخرها الدود . ملابسه التي تهرات وغدت بلون القش المتعفن .
جالت عيناه الكليلتان وتفحصتا الخراب والفوضى التي تعم المكان . شعر برعشة تعتري جسده الذي يترنح مثل شجرة برية تحت مهب الرياح
لا يستطيع ان يقف باعتدال دون الاستناد الى جدار او سرير او اي متكاْ اخر
مد يدا متغضنة بانت فيها العروق والعظام على هيئة تضاريس وعرة وامسك بالعكاز .
الان يستطيع ان يقف باستقامة وبامكانه ان يتحرك من مكانه , استدار نحو المراّة .. وقف متهالكا يبحلق في المخلوق الغريب الذي انعكست صورته في المراّة , راى رجلا عجوزا منحني الظهر وقد اختفت عيناه خلف عدسات سميكة , فوجيْ الشاب بذلك العجوز الذي يلهث في الفضاء المعكوس في قعر المراّة .
رفع يده وتحسس شعر راسه وذقنه الذي غدا نتفا من قطن ناصع البياض , تلمس برعب جلد رقبته المتهدل . وتابع بذهول الاخاديد والتغضنات التي تملاْ صفحة وجهه الشاحب الذي بدا كخرقة صفراء بالية .
شك في الامر , او لعله شك في القدرة الانعكاسية للمراّة . اذ ليس من المعقول ان تكون هذه صورته هو الشاب الذي نام ليلة البارحة متوسدا احلامه واماله المؤجلة , قد يكون هذا مجرد كابوس يداعب جفونه المثقلة بالنعاس , وقد تكون خدعة بصرية مثل تلك الحيل السينمائية التي كثيرا ما شاهدها في الافلام , ومن يدري فقد يكون العلم توصل الى اجهزة من هذا النوع الذي يستطيع تعجيل الزمن , فقد ينام الانسان شابا ثم يستيقض ليجد نفسه عجوزا هرما , وغاص في الاسئلة التي تزاحمت وغدت مثل سحابة خانقة تكتم انفاسه
خرج من الغرفة متعثرا بعكازه , سار بهدوء وسكينة كي لا يثير اخته التي كانت تعد الافطار في المطبخ وامه التي تجلس على طاولة الافطار , وبصوت وادع ولطيف قال لهما صباح الخير …...
صرخت اخته برعب وظل صدى صوتها يدوى في ارجاء البيت بينما وقعت امه على الارض كجثة هامدة
استغرب , قال في نفسه , ما هذا ؟؟ هل اطلقت وابلا من النار ؟؟ ام القيت تحية الصباح ؟؟
وقف عند راس امه , اراد ان يقول لها انه ابنها . انه عصام وليس لصا او رجلا غريبا , لكنه قبل ان يتفوه بكلمة واحدة انقض عليه حشد من الناس وكبلوه بشال امه والقوه مثل كيس طحين في سيارة مكشوفة... انطلقت به السيارة بعيدا عن البيت
في الشارع سمع احدهم يسال , ما هذهالضجة التي تحدث هنا , ؟؟
اجابه اخر , لا شي عزيزي , مجرد لص عجوز تسلل الى بيت ام عصام وقد القي القبض عليه …



#سرحان_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمت الضحايا
- عروس
- ما عاد صوتي يصل اليك
- هل يوجد نموذج لحكم اسلامي متفق عليه
- ايها الحرف الناطق
- التضحية بالقائد بدل الخروف
- اوتار سومرية
- العلاقة بين الدين والجنس ( الجزء الثاني )
- العلاقة بين الدين والجنس ( الجزء الاول )
- سلام عبود يكتب عن ثقافة العنف ثم يدعو الى العنف
- حذاري ان يتعرض الشعب الليبي لما تعرض له العراق
- العراق بحاجة الى اصلاح وليس الى ثورة
- الخطاب الاخير للقائد الضرورة
- الانتفاضة في ليبيا بداْت والنظام يتستر
- انتفاضة البحرين المنسية
- قصيدة بنو النيل
- انتفاضة الشرق المتاْخرة
- تحية وداع للرئيس زين العابدين بن علي
- منابع التكفير في الاديان ,, الجزء الخامس
- اوان الحمى


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرحان الركابي - مراّة الزمن المعكوس