|
إنطباعات 4
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 23:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلال تواجدي في ديار بكر ، توّفرتْ لي ، فُرصٌ عديدة ، للإلتقاء مع أشخاصٍ من مُختَلَف الإتجاهات والميول السياسية .. أدناه بعض إنطباعاتي العامة : - سيطرة حزب العمال الكردستاني و" الأحزاب التي تفرعتْ عنهُ لاحقاً ومن بينها حزب السلام والديمقراطية " ، واضحة على المشهد السياسي الاجتماعي ، في المنطقة عموماً .. ولم يكن حزب العمال ، يسمح لأي حزبٍ او تنظيمٍ ، بالنمو والتطور خارج نطاق نفوذهِ .. بل كان من المُمكن ان يتعرض الذي ، ينتقد الحزب علانيةً او يُنافسه بِجدية .. الى التصفية الجسدية ! .. كان ذلك يحدث حتى سنوات قليلة ماضية .. لكن اليوم هنالك هامش ولو ضئيل ، لإبداء الرأي ، وتَحّمُل وجود الآخر المُختَلِف . ومن مظاهر ذلك ... إلتقائي بأشخاصٍ من أهالي ديار بكر ، متحمسين للحزب الديمقراطي الكردستاني / العراقي ، ومُدافعين عن كُل سياساته ، وإنتقادهم اللاذع لحزب العمال الكردستاني ، وحتى إنكارهم لوجود أية سلبيات في أقليم كردستان ! . وكذلك شخصيات اُخرى مُتبنين لتوجهات الإتحاد الوطني الكردستاني / العراقي .. وشخصيات اُخرى ولاسيما من المحامين المُستقلين . لكن مما لاشك فيه ، فأن الأكثرية المُهتمة بالشأن السياسي ، ولاسيما من الشباب ، يميلون الى حزب السلام والديمقراطية ، وبالتالي الى حزب العمال الكردستاني . إلتقيتُ بِرجلٍ كان أخوه الأكبر ، قَد قّدمَ خدمات كبيرة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني ، منذ السبعينيات ، بل وإلتحق بهم لسنواتٍ طويلة وأخلَصَ لهم .. ولقد رّد الحزب ، الجميل ، بتقديم الكثير من الإمتيازات الى هذه العائلة .. والرجُل الذي قابلتُهُ ، قال : انه مُمتن للحزب الديمقراطي ، حيث انه إستلم قطعَتَي أرض وأموالاً نقدية جيدة خلال السنوات الماضية .. وانه يمتلك داراً في زاخو وآخر في دياربكر !. علماً ان لهذا الرجل نفسه ، المُوالي للحزب الديمقراطي الكردستاني ، إبنٌ شاب حُكِمَ عليه بالسجن سبع سنوات وشهرَين ، لأن الشرطة صّورته في مُظاهرة وهويهتف بحياة عبدالله اوجلان !. ........................................... سمعنا قصصاً ، عن القُرى الحدودية في " شرناخ " التي حدثتْ فيها ، المذبحة الرهيبة قبل أيام فقط ، وراح ضحيتها أربعون من المدنيين ، نصفهم أعمارهم تتراوح بين 12/17 سنة .. كانوا في رحلةٍ [ روتينية ] ، الى الجانب العراقي من الحدود ، للتزود بالقليل من النفظ الأبيض للتدفئة ، وبعض السكائر ، التي يستفيدون من فرق السعر ، لتأمين بعض إحتياجاتهم البسيطة .. تحت انظار النقاط الحدودية التركية كالعادة .. فنُصَبَ لهم كمين مُحكَم ، وحوصروا في مكانٍ ضيق .. لكي تُجرى عليهم تجربة جهنمية ، من خلال طائرة تركية بلا طيار ، مُنتَجة حديثاً ، وبإستخدام أسلحة مُحرمة دولياً .. والعالم كله رأى اللقطة الشهيرة ، بعد الحادث بساعات .. حين صافحَ أردوغان ، رئيس الأركان التركي .. بحرارة مُهنئاً أياه على هذا النجاح الباهر ! . إكتفتْ الحكومة التركية ، بإبداء [ أسفها ] على الضحايا المدنية التي سقطتْ جراء الغارة !. ........................................ إلتقينا بأحد أفراد عائلة معروفة في منطقة " الجزيرة " ، طالما ساهمتْ في دعم وإسناد الأحزاب الكردية العراقية ، في أصعب الظروف .. حيث كانتْ حلقة الوصل بين العابرين من والى سوريا ، وتأمين وصولهم الى الحدود العراقية ... قال مُحّدثنا : "... ان نوشيروان مصطفى ، كان ضيفاً عندهم طيلة أسابيع ، مُختفياً في نهاية السبعينيات .. لحين تأمين الطريق الآمن له ورفاقه للوصول الى المناطق الجبلية داخل كردستان العراق .." ... وأردف : اننا أهل هذه المنطقة ، نتميز عن غيرنا ، بأننا كُنا دوماً شوكةً في خاصرة الحكومة ، وكُنا ولا زُلنا مُقاومين .. وليسَ هذا فقط ، فنحن رفضنا إستبداد حزب العمال الكردستاني أيضاً ! .. فنحن لانُريد ان يتحكم فينا أحد !. سائق تكسي مُثقف من أهالي الجزيرة ، قال : " .. كُنا نُعاني الأمّرَين من جراء تعسُف وظُلم الآغوات في منطقة الجزيرة وشرناخ وغيرها ، والذين كان العديد منهم من أزلام الأنظمة التركية ، تقليدياً ... لكننا اليوم تخلصنا من سيطرة ونفوذ الإغوات ، ولم يَعُد أحد يحسب لهم حساباً يُذكَر ! . سألته : منذ متى حصلَ هذا التغيير ؟ أجاب : بدأ التغيير منذ ظهور حزب العمال الكردستاني بداية الثمانينيات ، وترسخَ في السنوات الأخيرة .. والفضل يعود الى حزب العمال !. ................................................. إلتقينا بأطباء من ديار بكر والجزيرة ، قّدموا خدمات جليلة الى اللاجئين الكرد العراقيين ، في المُخيم الكبير في أطراف ديار بكر في السنوات 1988 وما بعدها .. ولم يقتصر دورهم على الرعاية الصحية والطبية ، بل انهم جازفوا أحياناً كثيرة ، في المساعدة على تهريب بعض المطلوبين للحكومتين التركية والعراقية . إلتقينا بالعديد من أهالي ديار بكر ، الذين تجاوزوا كُل الممنوعات التركية في تلك الفترة ، وقدموا المساعدات الى اللاجئين بسخاءٍ ، معّبرين عن تضامنهم ووقوفهم قدر المستطاع مع إخوانهم كُرد العراق . ان كُرد العراق ، ولاسيما الذين كانوا في المُخيمات في دياربكر وكَه فه ر وجَلى وغيرها ، ينبغي ان لاينسوا ، المواقف النبيلة لأهالي تلك المناطق .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنطباعات 3
-
إنطباعات 2
-
إنطباعات 1
-
الرأي السديد
-
العصائبُ والتَيار
-
إصلاحات جذرية .. دهوك نموذجاً
-
هل تحبون المسيحيين ؟
-
مُجّرَد دعايات كُردستانية
-
طارق الهاشمي ، المُطارَدْ
-
الأمور عال العالْ !
-
جاك شيراك المُدانْ
-
المالكي في واشنطن
-
أ ل ع ر ا ق
-
إنتخابات مجالس محافظات الأقليم / 4
-
بعض تداعيات حرق مقر الاتحاد الاسلامي في دهوك
-
تجاوزات اُسامة النُجيفي
-
القوات الامنية قليلة في الأقليم !
-
مُهاترات المالكي / النُجيفي
-
الله فوق الجميع
-
إنتكاسة خطيرة في دهوك
المزيد.....
-
السجن النافذ لمن يلقي التحية النازية.. أستراليا تقر قوانين ج
...
-
بث للمرة الأولى من كاميرتي مراقبة.. فيديو متداول في لبنان يظ
...
-
بعثة ليبيا الأممية تشكل لجنة استشارية
-
المدعية العامة الأمريكية الجديدة تحل مجموعة نشطت في ملاحقة ا
...
-
الأزهر يرفض تهجير الفلسطينيين: خدع القرن الماضي لن تتكرر
-
مدعون عامون من 12 ولاية أمريكية يطالبون بتقييد وصول وزارة إي
...
-
النيجر .. الجيش يعلن مقتل 10 جنود على الأقل في كمين
-
-نافذة من دمشق- تتناول تداعيات كشف -قيصر- عن هويته
-
تحرير عنصرين من القوات السورية خُطفا خلال حملة أمنية قرب الح
...
-
أمريكا تصادر طائرة ثانية لرئيس فنزويلا.. ومسؤول: كنز من المع
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|