جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3599 - 2012 / 1 / 6 - 23:28
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
التقيت مرة بكردي من كردستان الشمالية و اراد ان يعرّف حزب العمال الكردي PKK من خلال قصة قصيرة اراد ان يكتبها و لكنه تركها. رسم صورة لبيت كردي على الرمل و رسم صورة لجندي تركي جاء ليخربه و في نفس الوقت اصر التركي ان يسكت الكردي تحت تهديد السلاح.
لقد فهمت البيت كرمز للمجتمع و الثقافة او بالاحرى الهوية الكردية التي حطمها التركي. فالتركي يمنح نفسه كفاعل الحرية المطلقة لتخريب البيت الكردي و لكن لا تنسى نحن نعرف جيدا ان هذه الحرية المطلقة هي العامل الاول و الاخير في سقوط الفاعل لان الانسان لا يتعرف على القيود و لا يتعلم الاحترام اذا لم يلعب دور الفاعل و المفعول به بالتساوي. فمصيره بالاخير هو السقوط كمصير جميع الدكتاتوريات.
نعم كيف يمكن ان يسكت انسان يسرق هويته؟ كيف يمكن اطلاق اسم الارهابي على شخص يدافع عن ابسط حقوقه في اللغة و الثقافة و البيت؟ يحاول حزب العمال الكردي ان لا يخرج من دور المفعول به ابدا و لكن ليضمن لشعبه ابسط حقوق الانسان و الحرية كفاعل في نفس الوقت.
نعم لقد مضت فترة طويلة على تحول البيت الكردي الى المفعول به فقط في جميع اجزاء كردستان و اخيرا و تقريبا لاول مرة بعد تأسيس جمهورية مهاباد القصيرة الامد في ايران من 22 يناير كانون الثاني الى 16 ديسمبركانون الاول 1946 اصبح يلعب الكردي العراقي دور الفاعل مع تحديد صلاحياته و مهاجمته من جميع الجبهات ليرجع اخيرا الى دور المفعول به.
لم يتعود التركي والعربي و الفارسي ان يكون رئيس الجمهورية فاعلا كرديا و لو بشكل رمزي و لذلك تكثر النكات عنه. و لكني لا ريد ان يصل الكردي اطلاقا الى الحرية المطلقة كفاعل لاننا في دور المفعول به فقط نتعلم القيود و احترام الاخر.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟