أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - السنة في العراق أكبر من القائمة العراقية















المزيد.....

السنة في العراق أكبر من القائمة العراقية


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3598 - 2012 / 1 / 5 - 23:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سقوط النظام الصدامي اتخذت القوى السياسية معادلة المحاصصة اسلوبا لتوزيع السلطات ، فتقاسمت المناصب السيادية لتتوزع رئاسة الجمهورية بين رئيس كوردي ونائب رئيس شيعي واخر سني ، ثم انطبق هذا المثال على رئاسة البرلمان ، ليرأسه سني مع نائبين كوردي وشيعي ، وهكذا مع رئيس الوزراء الشيعي مع نائبين كوردي وسني . اضافة الى توزيع الوزارات بين المكونات العراقية حسب نسب الانتخابات التي جرت اكثر من مرة .
ورغم شعورنا بالالم والاسف لتقسيم هويتنا العراقية حسب هذه التسميات الطائفية والقومية ، الا اننا مع ذلك نأمل ان يأتي اليوم القريب الذي نستطيع فيه تجاوز هذه العاهة التي تضرب في أس الهوية العراقية لتجعل من العراق ملجأ لا وطنا ، ملجأ يحصل فيه العراقي على لقمة خبز منقوعة بذل التشرذم الذي ينقل الانسان من كائن اجتماعي حسب أبسط تعاريف علم الاجتماع الى كائن انعزالي يخشى الاخر ،ليعيش في خوف دائم ودفاع عن مأواه الشخصي او الطائفي او القومي ، لا عن وطنه الذي يعيش فيه مع الجميع .
لم تكن الانتخابات في أي بلد لتصبح وسيلة لتقسيم الناس حسب هوياتهم الاثنية والدينية والطائفية ، وانما هي – الانتخابات – حالة حضارية متقدمة يختار فيها الفرد حكومته التي تسـيّـر شؤون البلد ، لا ان يختار ابناء عشيرته او اعمامه او اخواله او ابناء طائفته او قوميته ليحتمي بهم من القانون اذا خالفه او من العرف اذا ارتكب اثما او ذنبا .
الانتخابات هي اختيار واع يمارسه الفرد بعد ان أصبحت الديمقراطية وسيلة شائعة لاختيار الحاكم بدلا من الوسائل البالية التي كان الحاكم فيها هو خليفة الله في الارض ، ليصبح الحاكم بامر الله بعد جلوسه على العرش يسوم عباد الله ما يشاء من عقاب ويأخذ البرئ بجريرة المذنب ، كما كان يفعل الطغاة على مر التاريخ.
إن مساندة قوم أو طائفة أو مذهب أو مجموعة من الناس لمرشح في الانتخابات ليصبح نائبا في البرلمان او مسؤولا في الحكومة ، لاتعني ان هذا الشخص هو الطائفة او القومية او الدين ، لان الاشخاص يخضعون لاهوائهم وعواطفهم وقد تقودهم الى آثام وخطايا وجرائم لا علاقة للطائفة او القومية او الدين بها ، ويجب أن تـتـنـزه الطائفة والقومية والدين من أدران خطايا الاشخاص ، ولا يمكن أن نأخذ القوميات أو الطوائف أو الاديان بجريرة منتسبيها ، فالمجرم يجب أن ينال عقابه اذا ارتكب جريمة بمعزل عن تجريم طائفته أو مذهبه أو دينه أو قوميته ، وليس أبلغ مما جاء في القرآن الكريم : ولا تزرُ وازرة ٌوزرَ اخرى .
إن اقتراف أعمال اجرامية أو مخالفات قانونية وقضائية يجب أن لا يحملنا على النظر بعين واحدة ونسيان حقيقة بسيطة هي ان الانسان خطاء ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر .
في غمار وهج السلطة وقوة المال وغرور الانسان قد ينزلق اي مسؤول حكومي سواء في العراق او في العالم الى منزلق الخيانة ، خيانة الامانة التي في عنقه ، فليس غريبا أن يقوم طبيب واجبه معالجة الناس بجريمة قتل الناس او تعذيبهم وهو ما عرفناه في عراقنا .
كما ليس غريبا أن ينزلق زاهد في الحياة الدنيا الى متعة المعاصي واللهو والتهتك ، وهو ما قرأناه في تاييس لاناتول فرانس أو ما عرفناه مؤخرا من اعتداءات قساوسة الكنيسة في اوربا على القاصرين .
وفي هذا السياق يجب أن نعود الى القانون أو الدستور أو القضاء في أية جريمة أو مخالفة قانونية وأن لا ننسى ان مرتكب الجريمة هو المسؤول الاول والاخير عن جريمته وليس أي شخص آخر من طائفته أو دينه أو قوميته أو حزبه .
اما اتهام الهاشمي من قبل ضباط حمايته واعترافهم بارتكاب جرائم قتل وارهاب ،فـنلاحظ ان البعض يحاول ان يسحب هذا الاتهام على المكون السني الذي انتخب الهاشمي لمنصبه ، وبغض النظر عن صحة الاتهام او عدمه ، نرى ان المكون السني أكبر من هذه الجرائم ويجب أن لا تحسب مثل هذه الجرائم على الطائفة او الدين او القومية ، فاذا كان الهاشمي اليوم متهما ، فقد يكون غيره متهما غدا بجريمة وهو من دين أو طائفة أو مذهب آخر ، فان كان كل شخص يرتكب جريمة تحسب على قومه فان أبناء العراق كلهم سيدانون بجريرة افراد وهذا أمر غير منطقي .
إن المكون السني أكبر من أية جريمة يرتكبها أي فرد أو حزب أو مجموعة محسوبة عليه ، أو أي شخص او حزب ساهم – المكون السني - بانتخابه وبلوغه الى السلطة ، لان المكون السني جزء من الشعب العراقي ولا يمكن باي حال من الاحوال أن يكون جزء أساس من الشعب العراقي مجرما ومدانا بجريرة فرد من افراده، وهذا ينطبق على الشيعي والكوردي والتركماني والايزيدي والمسيحي والصابئي وغيرهم .
وفي الوقت نفسه على كل مكون أن ينأي بنفسه عن من يرتكب جريمة ويـُتـركَ أمر المتهم الى القضاء ولا يقدم له الحماية على قاعدة انصر اخاك وان كان ظالما .
القائمة العراقية
نلاحظ ان القائمة العراقية غالبا ما تدعي انها تمثل العراق ، بينما بعض قادتها يعلنون انهم يمثلون السنة ، والحقيقة انها تمثل المواطنين العراقيين الذين انتخبوها من السنة والشيعة وغيرهم ، بدليل ان العديد من النواب والممثلين للقائمة العراقية انسحبوا منها اغلبهم من الشيعة ، وهذا دليل على انها ليست قائمة سنية فقط ، وفي دفاعه عن نفسه ادعى السيد طارق الهاشمي انه يمثل السنة وان الملايين معه وليس الالاف ، وهذا ادعاء غير دقيق ، وأبسط مثال على ذلك ان السيد النجيفي وهو عضو بارز في القائمة العراقية ومنتخب من قبل محافظة لها ثقلها في العملية السياسية ، يرأس مجلس النواب ، لم ينسحب او يعلق عضويته في أهم منصب في الدولة ، وغيره من كبار ممثلي السنة مثل السيد خلف العليان ، والزوبعي ورجال دين كبار مثل رئيس الوقف السني و المفتي السني ، لم ينسحبوا من العملية السياسية بل على العكس وقفوا بالضد من توجهات القائمة العراقية المعلنة ومنهم من تناول رموز القائمة العراقية ومن ضمنهم الهاشمي بالتجريح . وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان بعض السنة يؤيدون القائمة العراقية وكذلك بعض الشيعة ، ولم يتسنى للعديد منهم اعلان رأيه في مطالب القائمة العراقية والمطبات التي تضعها والعراقيل التي تخلقها في مسيرة تقدم المجتمع العراقي وضمان أمنه وسلامته، اما من لا يرى الخيط الابيض من الخيط الاسود من السنة والشيعة فيما تقوم به القائمة العراقية فتلك اثمها يقع على من يعرف ويصمت فقط ، لا على من يجهل بواطن الامور ، ما ظهر منها وما خفي .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات المواجهة بين المالكي وخصومه
- طفولة الربيع العربي ... حمير الله
- عراق الاقاليم ... و تقسيم الهند
- صبغ اللحى ... بمناسبة عيد الاضحى
- اقاليم الفوضى ... العراق بين فكي الرحى
- الانسحاب الامريكي ... امتحان الدولة العراقية الحديثة
- الدولة المدنية أم الدولة الاثنية
- مؤتمر الكورد الفيليين ببغداد مبادرة مباركة
- العشاء مع طالباني أدسم
- مذكرات حمار الرئيس .... ترشيق الوزراء
- شكرا حسن العلوي ... لانريد دولتك
- تظاهرات الجمعة ... هل تستمع الحكومة الى صوت الجماهير
- شباب شباط ... لن يقفوا مكتوفي الايدي !!
- وزارة الدفاع على موائد الافطار
- اسقاط حكومة المالكي .. من يدعو ومن ينفذ
- طبول الحرب على الحدود بين العراق وايران
- السيدة ميسون الدملوجي تبحث عن وزير للدفاع
- كهرباء .... آه ويلاه ياكهرباء
- جريدة الشرق الاوسط تستغفل القراء
- الحكومة تسير ولايهمها نباح الكتاب


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - السنة في العراق أكبر من القائمة العراقية