أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - على أوربا استيعاب رسالة الحركة الاحتجاجية















المزيد.....

على أوربا استيعاب رسالة الحركة الاحتجاجية


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 23:05
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



أوربا تغرق في الأزمة، و وصفات الحكومات و المؤسسات الأوربية لحل المشاكل أصبحت معروفة، وتستثني المعنيين ببرامج التقشف و البرلمانات من حق المشاركة في الرأي و في اتخاذ القرار. ما هي أسباب نزع سلطة السياسة؟ ما هي آفاق أوربا ألاجتماعية و الديمقراطية؟ نحاول في هذه المساهمة إعطاء بعض الأجوبة.
الطبقات المتسلطة في أوربا تعيش اليوم قلقاً مزدوجاً : قلق بخصوص القدرة على الحكم و قلق مرتبط بالقدرة على الخروج من ألأزمة الحالية. القضية المطروحة الآن العلاقة المتوترة بين الاقتصاد و النموذج الاجتماعي من جهة الديمقراطية من الجهة الأخرى. هذه العلاقة وصلت إلى نقطة تعكس صورة للاحتكاك.
لم يكن الأمر دائما هكذا، فعلماء الاقتصاد أطلقوا تسمية " سنوات المعجزة الاقتصادية" على الثلاثين عاما التي تلت الانتصار على النازية، وهي تسمية خاضعة للنقاش، ولكن الثابت إن دساتير ما بعد الحرب أقرت نوعا مختلفاً و جديداً من الديمقراطية، ولم تقتصر القضية على حقوق المواطنين و الفصل بين السلطات. الفكرة الأساسية كانت لا ديمقراطية دون وجود ميل للمساواة. كان هذا هو الانجاز الكبير لدساتير سنوات ما بعد الحرب التي تضمنت الاعتراف بضرورة وضع هيكلية تحد من سلطة الحكام فحسب، بل الحد أيضا من صلاحيات الشركات و الاقتصاد لإقامة عدالة اجتماعية شاملة.

ألاقتصاد يتولى سدة الحكم

استطاعت أوربا بواسطة هيكلية النضال الطبقي الديمقراطية المتمثلة بالأحزاب و النقابات الوصول إلى حل وسط ديناميكي مع الرأسمالية هو التسوية الديمقراطية التي حددت اتجاه الأشكال الملموسة للقوانين و الاتفاقات و العقود و السلوك الجماعي. لقد تضمنت هذه التسوية إشراك تدريجي للفئات المستبعدة سابقا من الديمقراطية، و توسيع تأثير الديمقراطية الشاملة في المواقع التي كانت مستثناة كالمصانع مثلا، ومن جانب آخر كانت لا ترى المواطنة مجرد الحق في التصويت فقط، بل الحق في تنظيم الصراعات الاجتماعية، أي الصراعات بشكل عام، وفي الوقت نفسه تطورت التسوية الاجتماعية في عموم أوربا إلى دولة للرفاه الاجتماعي، ووفقا لذلك لم تعد المواطنة حقاً فردياً للمواطنين الأفراد فقط، بل للحصول على الحقوق الاجتماعية كميل نحو المساواة.
لقد كانت هزيمة حركة الطلبة و العمال في نهاية سبعينيات القرن الماضي مؤشراً لنهاية هذه المرحلة، و مع صعود ريغان و تاتشر للسلطة هبت في الثمانينات رياح جديدة هي رياح الليبرالية الجديدة. وطرحت موضوعة إن الدولة ليست الحل بل المشكلة، حيث قال الرئيس ريغان، لدور الدولة السياسي كش ملك، طبعا فيما يتعلق بوظيفة الدولة في تحقيق التكافؤ الاجتماعي، أما فيما يتعلق بوظائف الدولة الأخرى فقد ظلت الدولة بالنسبة له ضرورية. مقولة رئيسة الوزراء البريطانية تاتشر كانت أكثر تطرفا: "الاقتصاد هو الكل و المجتمع لا يعني شيئاً"، وهذا هو عكس العملية الدستورية التي اشرنا أليها في ما تقدم: لقد تولى الاقتصاد الرأسمالي سدة الحكم مجددا، و بدأت دورة جديدة، دورة العولمة الرأسمالية.
الرأسمالية الجديدة تطلب من الجميع ممارسة المنافسة في سوق خالية من القيود، " الثورة الرأسمالية" اخترقت حتى الاجتماعية الديمقراطية التي ترى في العولمة الرأسمالية فرصة عظيمة، وشكل" الطريق الثالث" لتوني بلير التعبير السياسي الأكثر قوة عنها.
الخصم الحقيقي لهذه العملية خرج من صفوفها ويطلق عليه البعض بشكل مضلل بعض الشيء " الحركة المضادة للعولمة" ، و التي من الأفضل تسميتها " مغيرو العالم". لم تخرج هذه الحركة صدفة من خلال جيل جديد و لغة جديدة، و انما جاءت عبر المنتديات الاجتماعية العالمية و التظاهرات الكبيرة، و حركات السلام، ونعتبر هذه الحركة، حركة القرن العشرين، وهي تنتقد اتساع الظلم بدلا من القوى المحركة له ، و الحركة العمالية تناضل ضد اتساع الظلم، ولكنها تفكر باستمرار في مكمن جذوره، أي الرأسمالية.الحركة الجديدة تضع النقاط على الحروف بخصوص تأثيرات العولمة الرأسمالية: تصاعد الفقر، واشاعة و تدمير البيئة، و تلاحظ تركز الصلاحيات المتشابكة للسلطة، و تتهم المتسلطين بتشويه الديمقراطية و بالاستيلاء غير الشرعي على السلطة و تحددهم بالمؤسسات التالية: صندوق النقد الدولي، المنظمة العالمية للتجارة و البنك المركزي الأوربي، و الشركات فوق القومية. لا حركة الى البنية و التحليل الطبقي أو هي لا تستطيع أن تفعل ذلك، و مع ذلك تعترف الحركة بالبعد الجديد للاستغلال و الاضطهاد و الاغتراب. على المرء إن يفكر بالكيفية التي اكتشفت بها الحركة موضوع حقوق الإنسان حديثا، كيف الحركة تتعامل مع الحركة النسوية و حركة الدفاع عن البيئة، و كيف نربط حركات الاحتجاج العديدة و القوى المشاركة فيها ببعضها البعض، انها حركة الحركات جميعا.
تحول الديمقراطية إلى كاريكتير

دخلت العولمة الرأسمالية الأزمة لأسباب متأصلة فيها، وبالضد من الظاهر الذي يحيل الأزمة إلى أسباب اجتماعية، تكمن أسباب الأزمة في جوهر التراكم الرأسمالي، و في الوقت فان القوى المحركة لنجاح رأس المال المالي المعولم تكمن في انخفاض الأجور و القدرة الشرائية، و البحث عن قوة عمل بأدنى الأسعار، و اختراق الأسواق المالية للاقتصاد، و توحيد الأسواق، و هذه الأسباب هي التي تقف في الوقت نفسه وراء أزمة الرأسمالية. لا تريد الطبقات المتسلطة أي تغير في النموذج الاقتصادي لان كل تغير هناك ضرورة لعلاقات اجتماعية جديدة، وبدلا عن ذلك تضع حتى الديمقراطية في سؤال، لكي تستطيع الاستمرار في طريقها المستهلك القديم.
اعتقد ان الطبقات المتسلطة توصلت إلى قناعة بعدم قدرتها على الاستمرار بالحكم لفترة أطول على أساس التوافق، ولهذا جرى في العشرين عاما الماضية تجاهل الديمقراطية تدريجيا قبل أن تتحول إلى صورة كاريكاتيرية. تجري دعوة الشعب بانتظام للمشاركة بالتصويت، و على ما يبدو هناك برلمانات و اجتماعات انتخابية، ولكن صلاحيتها في اتخاذ القرار جرى تفكيكها تدريجيا، اذ تمت محاصرتها بعناصر جرى فرضها بطريقة فوقية من قبل شبكات قرار لا تصلها أرادة السكان و تم إناطة صلاحية اتخاذ القرارات بها. العملية التي تم من خلالها إعطاء الشرعية لهذه الديمقراطية المزيفة تتخلص بتصوير هذه القرارات باعتبارها أمراً لا مفر منه، و لذلك فهي غير خاضعة للمناقشة السياسية.
الانتفاضة معلقة بالهواء ولكن، كيف ستتجلى رياح الثورة؟ يمكن معرفتها من خلال الإطلالة على نداء حركة الغاضبين " ليس هناك عمل، و ليس هناك مهمة نؤديها، و نحن لا نملك رواتب تقاعدية، و لا نملك بعد الآن حيزاً للصبر" هل هذا برنامج سياسي؟ بمعنى ما نعم، لان النداء يتضمن موقفاً من القضية التي تطرح اليوم على إنها الأهم: هذه الرأسمالية ترفض أية حلول وسطى وليس هناك وسيط بعد الآن بين الطبقات الاجتماعية. أيها الشعب باستطاعتك ان تطلب مني ما تشاء، و انا النظام أجيبك دوما بالرفض.

ألأشرعة في مهب الريح

شروط الولادة الجديدة للسياسة تنحصر في أن تفهم اللغة الجديدة للمحتجين، أو أنها أي السياسة ميتة، و هذا يجب أن يكون المدخل في النقاش حول أوضاع اليسار الأوربي. اشعر هنا أيضا بالارتياح، لان الرياح تهب الآن، ولهذا ينبغي على أحزاب اليسار أن تبحر مع الريح. اتمنى ان يمتلك اليسار القدرة على القول بهدوء تام: " قدراتنا اليوم غير كافية، ولكن هناك جيلاً جديداً ينمو، و هناك طلباً جديداً على الساسة، و هناك لغة جديدة. كنت المعلم في القرن العشرين، و اليوم أود أن أتعلم من هذه اللغة الجديدة، من هذا الطلب،و من أشكال التنظيم هذه" .



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبرص تعامل آخر مع ألأزمة ممكن/ استمرار النجاحات الانتخابية ل ...
- نهوض اليسار في الولايات المتحدة الأمريكية
- بعد رفضها وصفات صندوق النقد الدولي ألأرجنتين تفلت من فخ الدي ...
- تغير المسار نحو نظام اجتماعي جديد*/ تحول اجتماعي ايكولوجي .. ...
- الوحدة في التنوع/ امريكا اللاتينية: تحالف جديد للتكامل يستثن ...
- اانجيلا ديفز حول حركة -لنحتل وول ستريت-: الحركة فرصة لتجديد ...
- حول العلاقة بين أحزاب اليسار و الحركات الاجتماعية الجديدة/ ن ...
- قمة العشرين تجبر اليونان على إلغاء الاستفتاء و المعارضة تطال ...
- شبح الاشتراكية يجوب أروقة البرلمان الألماني !
- تجاوبا مع جهود السلام ومطالبات اليسار/ -إيتا- تنهي كفاحها ال ...
- حزب اليسار الأوربي: نحو جبهة أوربية للمقاومة و لطرح المزيد م ...
- حركة الاحتجاج ضد سلطة الرأسمال تجتاح العالم
- اليسار الفنزولي يعلن عن تأسيس التحالف الوطني الكبير الشيوعي ...
- الحركة الاحتجاجية في شيلي طليعتها الحركة الطلابية وهدفها الت ...
- برامج -إنقاذ اليورو- و بدائل اليسار
- اليسار في امريكا اللاتينية في بداية القرن الحادي و العشرين* ...
- ايطاليا تحتج على خطط التقشف و النقابات و قوى اليسار تقود الح ...
- من أجل أممية جديدة*
- فشل الرأسملية
- تسوية الميزانية في الولايات المتحدة الأمريكية / الفقراء سيتح ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - على أوربا استيعاب رسالة الحركة الاحتجاجية