|
حقوق الإنسان والمنافقون
صادق المولائي
الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 21:44
المحور:
حقوق الانسان
لائحة حقوق الإنسان لم تكن وليدة الصدفة او وليدة الشعور بالندم على التعامل غير الإنساني والاخلاقي مع الشعوب او من أثر تأنيب ضمائر الحكام ورجال السياسة لما اقترفت ايديهم من جرائم بحق البشرية، بل انها فرضت على الأنظمة الحاكمة ورجالها من قبل اصحاب الأقلام الغيورة، فرسان الفكر والمبادئ والقيم والثقافة ممن حملوا على اكتافهم هموم الشعوب المضطهدة واحزانها، وناضلوا حتى الممات من اجل رفع حالات الظلم والاضطهاد والعنصرية بكل صورها واشكالها من طريق الانسان من دون النظر الى عرقه او لونه او شكل ونوع ديانته ومعتقده. حتى تم قبول جميع ماورد في تلك اللائحة من قبل غالبية الدول، وان كان قبول بعض أنظمة تلك الدول ظاهريا، إلا ان تلك الخطوة تـُعد انتصارا للإنسانية ضد الطغاة والأنظمة العنصرية والرجعية.
فطالما هناك فرسان تناضل بالكلمة والإرشاد بلا أجر ومقابل لتوعية الآخرين لما يحاك خلف الكواليس من دسائس من قبل مصاصي دماء الشعوب، فحتما سترضخ تلك الأنظمة وازلامها يوما لإرادة فرسان الفكر والكلمة الحرة لتعمل على احترام حقوق الانسان، او تزول وتحاسب بفعل إرادة الإنسان الذي يتطلع الى مستقبل يكون للقانون سيادة حقيقية وتامة على الجميع من دون أية حصانة للمسؤول. الذي ثبت بالدلائل لدى الجميع ان اغلبهم يكون عادة في مقدمة العابثين والمتجاوزين على القانون مستغلا منصبه وعنوانه حتى اثناء مروره في الشارع، ومن مثيري الفوضى ومسببي المشكلات وجلب الويلات لابناء البلد، ناهيك عن انهم من آوائل المستفيدين من المال العام بشكل غير شرعي وأخلاقي.
يسعدنا بلا أدنى شك حين نرى او نسمع او نقرأ ان هناك مؤتمر قد عُـقد او ندوة تثقيفية او حديث حول حقوق الإنسان في بلدنا، الذي نراه للأسف الشديد ارضا خصبة لولادة الطغاة وبيئة جيدة لترعرعهم وتفرعنهم، مما يجعل النظام ومؤسساته مصنعا للفساد المالي والظلم العنصري والإضطهاد العرقي. أملا ان تكون تلك النشاطات تهدف حقيقية لتوعية الإنسان الى كيفية إنتزاع حقوقه من قبضة مؤسسات النظام، لا ان تكون مجرد وسيلة لسحب الأموال من المال العام ان لم نقل سرقتها.
كما نأمل ان يقف مقيموا تلك الندوات واصحاب الخطب والكلمات في صف المستضعفين دفاعا عنهم، امام إرادة المتجبرين والمستكبرين في الارض من الذين لا يخشون الله وحسابه ولا القانون وعقابه ويستخفون بإرادة الشعوب.
ولكن ما يؤلمنا في هذا الموضوع هو عندما تكون تلك الندوة من قبل احد المنافقين، ممن لا يعرفون معنا للعدالة والحق والوجدان والضمير والأخلاق والقيم والشرف والرجولة، ولا يؤمنون بمبادئ حقوق الإنسان ان لم نقل يستهزؤن بها مع شياطينهم، ويسخرون من الفقراء والجياع والمساكين، ويضحكون على ذقون البسطاء بعقد هكذا ندوات.
احد هؤلاء المنافقين شخصت عليه المؤشرات التالية من قبل العاملين معه:
• يضع كاميرات مراقبة وتجسس فوق رؤوس الموظفين في دائرته ويتلصص حتى على همساتهم، ألا تعد كاميرات التجسس تجاوزا على الإنسان وحقوقه؟ • يسعى لتسخير بعض الموظفين ليقوم بنقل آراء ومواقف واحاديث الموظفين إليه حول ما يجري، لمحاربة من يخالفه الرأي واجباره على ترك العمل. ألا يعد هذا السلوك جريمة بحق الإنسان وحقوقه؟
• يتعمد بتأخير الموظفين حتى بعد انتهاء ساعات العمل المقررة من دون ان يسجل للموظف ساعات عمل اضافية بسبب التأخير المتعمد. ألا يعد ذلك التأخير الذي يكون بدون أجر تعويضي إنتهاكا لحقوق الإنسان؟
• لا يوجد عقد عمل مبرم ما بين المدير والموظف، ألا يعد هذا التصرف خرقا للقوانين واعتداءا على الإنسان وحقوقه؟
• الندوات لا يحضرها سوى موظفوا الدائرة التي يعتبر هو مديرا لها مع عدد قليل من المدعوين لا يتجاوزن عددهم اصابع اليدين، مع التنويه ان الوجوه نفسها تتكرر في كل الندوة. ولا يُـقدم للحاضرين في الندوة سوى قليل من الماء مع قدح بلاستيك من الشاي او قنينة بيبسي فقط، هذا ويمنع ذلك عن الموظفين، كما يمنع منعا باتا ان يقوم اي موظف بطرح سؤال خلال الندوة او يشارك في مداخلة حول المحاضرة. هذا وان غالبية الموظفين يعلمون ان هناك مبالغ كبيرة تسجل كنفقات وصرفيات للندوة، على ان قسما منها دفعت الى المحاضر من دون ان يستلم فلسا احمرا واحدا ومن دون علمه، في حين ان المحاضر قد حضر للتحدث حول موضوع الندوة مجانا. ألا يعد هذا الأمر نصبا واحتيالا واستخفافا بالقوانين وبالإنسان وحقوقه؟
بالإضافة الى تجاوزات وتلاعبات مالية وادارية اخرى كثيرة، على من سلمه تلك الادارة والمسؤولية ان يحاسبه على افعاله ان اراد، وهذا ليس من شأننا ولا يخصنا.
هنا يمتلكنا الألم والأسف عندما يبادر هكذا شخص بعقد ندوة عن حقوق الإنسان، ولكن سيأتي اليوم الذي سيحاسب قانونيا بعد ان يفتضح أمره امام الملاء وتنكشف اوراقه، وهذا اليوم ليس ببعيد .. في الختام نريد ان نسأل ألا يصح ان نطلق على هكذا شخص صفة المنافق أم لديكم وصفا آخرا أنسب؟
#صادق_المولائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نص رسالة المولائي الى الشيخ النعماني
-
الكورد الفيلية وحلم التغيير
-
لماذا لا تعيد الدولة ممتلكات الفيليين واعتبارهم بقرار ؟
-
المؤسسات الإعلامية كيف ستتدبر أمرها فيما لو ؟
-
خبر سار للكورد الفيليين .. تقرر إعادة حقوقهم المغتصبة كاملة
-
ماذا عن حقوق سجناء الكورد الفيليين أسهواً سقطت أم عمداً ؟
-
من غير الفيلي يا حكومة العراق مازال مظلوماً ليومنا هذا ؟
-
ثقافة النظافة . . . دعوة لإنقاذ بلدنا وأنفسنا بالنظافة أولاً
-
العدالة والمساواة والحرية حاجات ... هل يعجز الإنسان أن يوفره
...
المزيد.....
-
يوم أسود للإنسانية.. أول تعليق من الرئيس الإسرائيلي على أوام
...
-
حماس: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت تصحيح لمسار طويل من الظلم
...
-
رفض إسرائيلي لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو
...
-
منظمة الفاو تحذر من وصول المجاعة إلى أعلى درجة في قطاع غزة،
...
-
مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. كل ما نعرفه للآ
...
-
مذكرة اعتقال ضد نتنياهو.. أول تعليق من مكتبه وبن غفير يدعو ل
...
-
زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في
...
-
حماس ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق ن
...
-
حماس تحث المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة جميع القادة الإ
...
-
هولندا تعلن استعدادها للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية ب
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|