الراية البيضاء

بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 15:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يتحدث رولان بارط عن الكتابة البيضاء ويعرفها بتلك الكتابة التي لا تستطيع فيها الذات التخلص من ما يميزها من عبارات وألفاظ ويعطي لها نموذج كتابة هبرت الذي يفتتح دائما مقالاته في مجلة "الأب دوشين Duchène le père" بألفاظ من نوع "تفو"، "اخ"، "طز" وغيرها. كما يتحدث كذلك موريس بلانشو عن الكتابة البيضاء، ومادام لدينا في مجال التربية والتكوين كتابا أبيض، بل مادام الأوروبيون سبقونا إلى الكتاب الأبيض في التربية والتكوين، وما دام رفع الثوب الأبيض في زمن الحروب هو إعلان للرغبة في الاستمرار في الحياة، فلماذا لا يتم التفكير في حل أبيض لقضية الوحدة النهائية لأقاليمنا الجنوبية المغربية. حل أبيض يرفع فيه الجميع بما فيه حتى الأمم المتحدة الراية البيضاء.
الراية البيضاء هي راية النضال الوطني الديمقراطي الذي سيناضل فيه الجميع بما فيها حتى الهيآة الدولية المناصرة للعدل والسلام من أجل تغيير ثقافة الحقد والكراهية، من أجل القضاء على سياجات المستوطنات التي يفرضها تجار السلاح والدمار البشري، من أجل فتح الحدود والتواصل على الأقل ما بين أمم وشعوب شمال إفريقيا.
مستنزفي خيرات الشعوب المتخلفة وان كانوا يتموقعون ظاهريا على مستويات محددة من الصراع فإنهم في آخر المطاف يديرون نفس العجلة المفرغة التي تذر أموال اقتصاد الريع، لهاته الأسباب، واحتراما لشهداء تحرير التراب المغربي من الاستعمار الأسباني، الشهداء الذين سقت دمائهم الزكية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وسقطت ولا زالت تسقط وستسقط مادام التخلف والإقصاء هو عنوان المرحلة، واحتراما للمناضلين والموظفين العموميين الذين أدوا خدمات إنسانية من تطبيب وتعليم وتنظيف وبناء، و بدون التمييز بين العرق اللغة أو الدين، احتراما لهؤلاء جميعا، واحتراما للأطفال والأمهات البريئات يجب رفع الراية البيضاء، راية الشجاعة والكرامة الإنسانية، راية المستقبل والتحدي البشري للأوهام الزائلة وللمصالح الضيقة... للتاريخ أوصاف أخرى، وللجغرافية وحدتها الطبيعية. للتاريخ رجال يذكرون بما صنعوه من مقاومة الذل وكل أشكال الظلم، وللجغرافية كذلك رجال ونساء يطوعونها ويستخرجون منها ما طاب من نعم الله. أما ما عدا هذا فانه يدخل ضمن الزائلات.

#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات