زيتوني ع القادر
الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 14:14
المحور:
الادب والفن
لقطتان
بقلم : زيتوني ع القادر
.
لقطتان
(1 )
لم يقف عن دق المنبر بعصاه الغليظة لم يكف عن ضربات الميكروفون بسبابته الخشنة ليحدث حشرجة خشنة ومقززة ومنفرة….الزبد يتطاير من فمه…رذاذه يصل وجوه اصحاب الصفوف الاولى…اسنانه مكشرة ولحيته كثة وسخة مفزعة….
كان خطابه مخيفا عن يوم القيامة واهواله...
قدم لنا صورا مفزعة عما اعده الرب لعباده : لا حور عين ولاكواعب اترابا ولا ماء سنسبيلا ولا فاكهة ابا , العذاب الشديد والويل الكبير..الحنظل وكؤوسا دهاقا نساء معلقات من اثدائهن …رجال تكوى جباههم و… بسفافيد مجمرة..بطش وانتهاك لكل حرمات الانسان الوان من العذاب وطرق متنوعة من التنكيل لا ياتيها بشر من بينايديه ولا من خلفه .. انها صورة امبراطور يفتك بالخارجين عن طاعة عرشه والمناهضين لقوانين مملكته.
داخلي ارتجفت و تساءلت:
هل يتحدث عن رب؟؟
ام عن زعيم فرق الجهاد الحديثة؟؟
ام عن حاكم عربي؟؟
…………………………………
(2)
يوم قبل هذه الجمعة دار بيني وبين حكيم قريتنا حديث ذو شجون.
حكيم قريتنا رجل شهم و-رقبة(شجاع)- كريم ومعاون لكنه يسكر ويهوى النساء والزهو ولا يعرف حدود الله.. وما يفتك يشتكي منه –الله-لانه يحس انه يتابعه كثيرا ولا ينصفه فرغم جهوده في التهريب والحليب(تهريب البنزين) والقمار لم يترفه.. وحتى السيارة التي تمكن منها كثيرة العطب وكثيرة الطلب.. لذا كم مرة خاطبه مباشرة وترجاه ان يتركه لمصيره ويتكفل بعباده المؤمنين الذي ينكل بهم الامريكان في كل مكان..وحكيم قريتنا نسميه: دراقيلا لانه قوي وخشن ومع ذلك نحبه ونشهد له بحكمه الكثيرة وقصصه اللامزة العديدة:
بالمقهى بادرني:
-كم هو عدد سكان امريكا؟
......
وعدد سكان الهند؟
........
-والصين؟
واروبا؟
واسيا؟
وامريكا الجنوبية؟
و…….و….و…..
قلت ولما هذه الاسئلة؟
قال : اردت ان اقول لك ايها الفاهم:
اكل هذه الملايير من البشر وفيهم من يصنع الطائرة لكم لتحجوا ومن اخترع السيارة و…و…و… و.وجعل لكم حتى الماء الدافئ بمساجدكم ومنازلكم لتغسلوا.. بعد كل هذه الخدمات يدخلون النار لانهم خاطئون وتذهبون انتم الى الجنة لانكم على حق ؟؟
وانتم لا تنتجون حتى ابرة؟؟
بهت وسكت.
عبد القادر زيتوني
#زيتوني_ع_القادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟