أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هشام القروي - القاعدة في أوروبا














المزيد.....

القاعدة في أوروبا


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في العدد 3 من مجلة "واشنطن كوارترلي" القيمة ( صيف 2004) تحليل للسيد روهان جوناراتنا عن الوجه الجديد لتنظيم "القاعدة " بعد عملية مدريد يستحق أن نتوقف عنده. يقول روهان إنه خلال فترة العامين والنصف عام- بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 على أكبر الرموز الاقتصادية فى الولايات المتحدة الأمريكية- شن تنظيم القاعدة والجماعات ذات الصلة به هجمات على أهداف غربية فقط فى نصف الكرة الجنوبى فى أماكن مثل بالى، الدار البيضاء، السعودية، باكستان، تركيا، الشيشان، وتونس.
وعلى الرغم من هجمات الحادى عشر من سبتمبر والتهديد المستمر، فقد ظلت أوروبا مركزاً نشطاً لدعم النشاط الإرهابى ونشر الفكر الداعى له وتمويله وتجنيد أعضاء له.
وفى الوقت الذى تم فيه اصطياد وتجنيد خلايا داعمة للإرهاب من خلال البنية الاقتصادية الاجتماعية والسياسية والثقافية لمجتمع المهاجرين والمشتتين من المسلمين، فإن أجهزة الأمن والمخابرات والقوانين الأوروبية لم تتمكن إلا من رصد الخلايا العاملة والنشطة فقط.
وقد اعتبر من غير الجائز سياسياً أن يتم تعديل الإطار التشريعى لاستهداف عدة مئات من الخلايا الداعمة للإرهاب على الأراضى الأوروبية. بل إن بعض الأوروبيين اعتقدوا أن تنظيم القاعدة يتجنب شن هجمات على القارة الأوروبية بسبب سياسة دولها فى التسامح مع البنية الأساسية الداعمة للإرهاب.
وعلى الرغم من أن الهجمات المتتابعة ضد أهداف يهودية وبريطانية فى اسطنبول فى نوفمبر عام 2003، قد أظهرت نية وقدرة وفرص تنظيم القاعدة لمهاجمة أوروبا، فإن أجهزة الأمن والمخابرات والقوانين الأوروبية لم تأخذ هذا التهديد مأخذ الجد. ولقد أظهر ما وقع فى تركيا بوضوح أن تخطيط الإرهابيين لشن هجمات قد يظل قائما لعدة سنوات دون أن يتم اكتشافه حيث لا يوجد تقدير ملائم للتهديد أو جهود ملموسة لزيادة كفاءة الاستخبارات بواسطة اختراقها القطاعات السياسية المتطرفة لمجتمعات المهاجرين والمشتتين فى أوروبا.
وحتى الحقيقة التى أظهرت أن ثلاثة من بين الأربعة طيارين الذين نفذوا هجمات الحادى عشر من سبتمبر قد تم تجنيدهم من قلب أوروبا، فإنها لم تخلق فى أوروبا نفس الشعور بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة كما فعلت الولايات المتحدة. وبدون أن تصبح أوروبا ضحية لهجمات إرهابية ضخمة فقط رفض القادة الإوروبيون القيام بما هو ضرورى لحماية أراضيهم ومثلهم مثل عدة دول حول العالم، فقد احتاجت الدول الأوروبية للأسف لصيحة استيقاظ.
إن تنظيم القاعدة تعلم وهيأ وكيف بنيته واستراتيجيته لمقاومة ومواجهة أى إجراءات تم اتخاذها لتدميره بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر. ففى البداية، وبعد أن فقد أعضاء تنظيم القاعدة مكان تدريباتهم الفنية ومركز عملياتهم الأساسى فى أفغانستان كان عليهم الاعتماد على الجماعات ذات الصلة بالتنظيم حتى يستمروا فى البقاء. وبسبب المطاردة ، فلقد بدأ تنظيم القاعدة فى القيام بعملياته من خلال هذه الجماعات ذات الصلة به.
وعلى الرغم من أن التهديد تغير مصدره فقد استمرت أجهزة الأمن والمخابرات الأوروبية فى التركيز على تنظيم القاعدة. وعلاوة على ذلك فإن الخلايا الإرهابية فى أوروبا تعلم مدى خطورة أن يتم مراقبتها بواسطة أجهزة الأمن والمخابرات الأوروبية. وحتى يتجنب أعضاء القاعدة الوسائل الفنية لمراقبتهم فقد طوروا قدراً كبيراً من التنظيم والأمن لعملياتهم.
ولأن المصادر البشرية كانت قليلة داخل الأجهزة الأمنية، فلم توجد أية وسيله لمعرفة ماذا كان يحدث فى الجيوب المتطرفة داخل مجتمعات المهاجرين والمشتتين. إن عمليات الاعتقال بدون إذن قضائى هي من الأشياء المحرمة فى أوروبا. وتظل الوسيلة الوحيدة لكشف الأعداء أو التخطيط لعمل إرهابى، هو توظيف مصدر بشرى لاختراق هذه الجيوب, وهى إمكانية لا يتسنى تحقيقها فى وقت قصير. إن غزو الولايات المتحدة شبه المنفرد للعراق وتكيف شبكة الإرهاب مع الحياة فى أوروبا وعدم رغبة الأوروبيين فى تغيير نمط حياتهم حتى يمكنهم من التعامل مع التهديد الإرهابى، كل ذلك صعد من هذا التهديد بدرجة ثابتة كما ازدادت قابلية أوروبا للتعرض لهجوم إرهابى. لقد كشف الهجوم الذى شنه تنظيم القاعدة فى الحادى عشر من مارس عام 2004 على العاصمة الإسبانية مدريد، بوضوح الشعور الزائف بالأمن فى أوروبا كما أكد أن الغرب مازال الهدف الرئيسى لتنظيم القاعدة والجماعات ذات الصلة به.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2 -زيارة- لكوندي
- -زيارة- لكوندي:
- لعبة اسرائيل في العراق
- انتخاب. كوم السعودي
- العراق كمرآة
- أتراك وأوروبيون
- تركيا والهوية الاوروبية
- توجسات بعد اجتماع أوبيك
- ما جرى داخل فتح أواخر عهد عرفات
- من يخلف حسني مبارك؟
- تقرير عن المملكة
- حول فكرة- نهاية الغرب -
- ما بعد عرفات بدأ ... بإطلاق النار على خلفه
- ضغط أكبر متوقع على العرب بانتصار بوش
- حكومة كرامي تواجه صمود الصحافة
- الانسحاب من غزة
- دولة ياسين الحافظ
- ...دولة ديمقراطية ثنائية القومية
- مسألة انضمام تركيا الى اوروبا تصطدم بالشواذ
- انتخابات أفغانستان أتعبت المراقبين !


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هشام القروي - القاعدة في أوروبا