أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت عباس - عويـلُ الفـتاة














المزيد.....

عويـلُ الفـتاة


بهجت عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للشاعر الألماني فريدريش شيلر
ترجمة د. بهجت عباس

تتـجمَّـع السّـُحـُب سريعـاً،
يهفهف شـجر البلّـوط في الغابة،
وجـنبَ الشاطئ الأخضر،
حيث تتكسّـر الموجة بعنف وبعنف،
تجلس فـتاة صـغيرة
وتنتحب في الليل المعتكر،
وعينها من البكـاء كـليـلـة.

" القـلبُ مـات،
والدّنـيا خالـية،
ولا تعطي شيئاً لتحقـيق أيًّ أمنية بعد هذا،
أيّها المُـقدَّس، أرجـِعْ طفـلـَك إلـيك،
لقد ذقتُ سـعادةَ الدّنـيا،
فقد عشتُ وعشقتُ! "

تجري الدّمـوع مدراراً دون جدوى،
والنّـُواحُ، لا يوقـظ المـوتى،
ولو عرفتُ شيئاً ما يعـزّي القلبَ ويَشـفيه،
بعـد اختـفاءِ مُـتـعةِ الحبِّ اللذيـذ،
سوف لا آبـى هِـبَـةَ السَّمـاء.

" دع ِ الدّمـوعَ تجـري من غير طـائل،
لا يستطيع النّـُواح أنْ يُـوقظَ المـوتى،
السَّعادة الأشـدّ ُ حـلاوةً للقلب الحـزين،
بعـد زوال مُـتعـةِ الحبِّ الجميـل،
هي النّـُواحُ والآلامُ التي يُـخلِّـفها الحبّ ُ."

وهذه ترجمة القصيدة ( بتصرّف ) لتكون شعراً :

عنـدما تكسـو سـماءَ الكـونِ طيّـاتُ الغـيـوم ِ
وتنـاغي شجـرَ البلـّوط في الغـابة هبّـاتُ النسيم ِ
قربَ ذاك الشاطئ الأخضرِ في الأعماق من ليلٍ بهيم ِ
تجلس الحسناءُ والآهـاتُ مـنها عبَـراتٍ تـتـفجَّرْ
عينـُها ملآى بدمـع لا تـرى المـوجَ بعنفٍ يتكسَّرْ
" ياإلهـي مات قلبي وخلتْ دنـيايَ إلاّ من همـوم ِ

وأمـانيَّ الـتـي عـشتُ لهـا أحـلـمُ دَهـرا
ذهبـتْ مـثـلَ سـرابٍ وانقضتْ دنياي هَـدرا
فلَـقَـد عشـتُ وأحببتُ وكـان العـمر زهـرا
أيّـُها الأقـدسُ أَرجِـعْ طفـلَـكَ الغـالي إليـْكا
وخُـذِ القـلبَ الذي ذاب هـُيامـاً فـي يَـديـْكا
فأنـا الآن أرى الدّ ُنيا ظلاماً مُـدلَهِمّـاً مستمـرّا "

ودموعي فوق خديَّ كنهـرٍ ليس يـُطفي أيَّ جَمـرِ
ونُواحي ليس يـُجدي المَيْتَ أنْ يُـوقَظَ من أعماقِ قـبرِ
لـو عرفتُ الذي يشفـي القلب مـنْ وصْـبٍ وهَـجرِ *
بـعدمـا يـذهـبُ سِـحـرُ الحـبِّ كالطيفِ الجميلِ
بـعدمـا يخـبـو لهـيبُ الـوجـدِ في روح الأصيلِ
لَرَشفتُ الحـبَّ والمُـتعـةَ دومـاً دون تفكـيرٍ بأمري

" فدعِ الدَّمـعَ عـلى الوجْـنـاتِ يجـري دون طـائلْ
إنَّ هذا النَوحَ لا يُـوقظُ مـوتى غادروا شمسَ الأصائلْ
إنَّ أحلى مـا يُـزيلُ الكَـرْبَ عنْ قلبٍ أصابته الغوائلْ **
بـعدَ عيـشٍ كان حُـلواً صـار كالـعلـقـم مُـرّا
إذ ذوتْ وردةُ روضٍ نشـرتْ بالأمـس عـطـرا
هو مـا خلَّـفَه الحبّ ُ نُواحـاً وعذابـاً مُـتواصـلْ "


* الوصَب : المرض
** الكَرب : الحزن، والغوائل : الدواهي



#بهجت_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبز وخمر – للشاعر الألماني هولدرلين - 1770-1843
- من أشعار هاينريش هاينه
- كيوبيد كرسّـام منظر طبيعي
- ألمانيـا
- الصحافة الإلكترونية ودورها – الحوار المتمدن نموذجاً
- عشرون وثيقة وهوية عراقية لا تكفي لإقناع السفارة العراقية في ...
- هل حاضرنا امتداد لماضينا ؟
- للتهدئـة Zur Beruhigung
- آفتان في مرض السكر ( النوع 2 ) - فرط الإنسولين والهيموغلوبين ...
- كائنات غريبـة في فلـوريس
- مطر شديد سيأخذ في السّـقوط
- هوية الفرد الجينية
- مطر شديد سيأخذ في السّـقوط
- Der Hirtenknabe الصبيّ الراعي
- الخلايا الأولية ( البدائية ) الجنينية Embryonic Stem Cells
- البروستاتا غدة هامة وقد تكون خطرة
- من شعر شيلر - ترجمة د. بهجت عباس
- Das Sklavenschiff - سفينة العبـيد
- ملاح همجي
- الإشتياق


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت عباس - عويـلُ الفـتاة