أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - السوريون: سنة بلا رأس ومعارضة بلا رؤية














المزيد.....


السوريون: سنة بلا رأس ومعارضة بلا رؤية


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 3595 - 2012 / 1 / 2 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كلنا قرأنا قصة الراعي الكذاب في طفولتنا وحكيناها لأطفالنا حين كبرنا. ولكن يبدو أن قلة منا فهم هذه الحكاية أو أدرك أنه لا يزال ضحية مثل هذا الراعي. لقد دار الحول وانتقل السوريون إلى السنة الجديدة من دون أن يكون لها رأسها المعتاد الذي يحتفلون به بالطريقة التي تظهر أنه شعب جميل وحضاري تمارس كل منطقة منه طقوسها الجميلة بهذه المناسبة. فالبعض يكتفي بالشواء والشرب والغناء والبعض ينزل إلى الشوارع ، والكل يبدو الفرح والبهجة على وجهه. أما هذه السنة فكانت قصص القتل والتدمير والخوف وقطع الطرقات هي السمة العامة المشتركة.
عشرة شهور مرت تقريبا والسوريون مجبرون على التسمر أمام شاشات التلفاز وهم يستمعون إلى الراعي الكذاب وهو يصرخ بأعلى صوته معلنا أن الذئب هجم على الغنم. عشرة شهور والكل يبحث عمن يقول له أو يتنبأ بما يمكن أن يحدث غدا. وخلافا لأهالي القرية الذين لم يتحركوا بعد المرات الأولى لنجدة الراعي، لا يزال قسم من السوريين يهب مسرعا كلما نادى الراعي مكررا كذبته أو نكتته السمجة. منذ الأسابيع الأولى وبعض السوريين لا يزالون يصدقون قيادات معارضة الخارج التي تقول لهم كل يوم: سقط النظام السوري. ولأن هؤلاء القادة المعارضين في الخارج لا يعرفون أنه من الخطأ تحديد مواعيد دقيقة في القضايا السياسية المعقدة مثل الحالة السورية، أو لأن التطمينات كانت تأتيهم من جهات يعتقدون أنها كليّة القدرة والمعرفة، وقعوا في هذا الخطأ الكبير وورطوا بعض الناس إذ دفعوهم إلى حمل السلاح والانخراط في أعمال لا يمكن وصفها إلا أنها ضد مصلحة الشعب السوري.
فمنذ الأيام الأولى قالوا إنها مسألة أيام ويسقط النظام، وبعدها حددوا الأول من رمضان موعدا لهذا السقوط، وجاء الأول من رمضان فجددوا الموعد ليصبح في عيد الفطر، وبما أن العيد مضى ولم يتحقق وعدهم مددوا الفترة إلى عيد الأضحى ثم السادس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2011. ولأنهم وجدوا أن البعض لا يزال يصدق أن الذئب هجم على الغنمات، مددوا الفترة إلى رأس السنة. ولأن رأس السنة لم يأت على السوريين هذه السنة، وجد البعض منهم أنه من الذكاء والنباهة والحنكة السياسية أن يجعل موعده الجديد غير محدد بيوم معين فجعل سنة 2012 بكاملها موعدا لتحقيق مالم يستطع تحقيقه.
ولكن الذين فهموا قصة الراعي الكذاب وكان لديهم الحد الكافي من النباهة والاجتهاد في المرحلة الابتدائية، لا بد أن يكونوا انتبهوا إلى أن هناك ثغرات في شخصية الراعي تجعله غير مؤتمن على أغنام القرية. ولم يعد جائزا أن نسمع نداءه ولو أكله الذئب. فمن يقول إن النظام السوري يخفي الدبابات في مداخل البنايات( وهو رئيس معارضتهم في الخارج) لن نصدقه ولن نثق به كي يرعى أغنامنا. وهو نفسه لا يستحق ثقتنا وتفاؤلنا بمستقبل شعبنا حين يوقع على اتفاق مع هيئة التنسيق الوطنية ( وصورة الاتفاق الموقعة منشورة لمن يريد الاطلاع عليها) وبعد ساعات قليلة ينكر ويتهرب ويدعي أنها مجرد مسودة اتفاق.
وليت الأمر انتهى هنا. فقد وجه المعارض الآخر عمارالقربي إهانة مماثلة لعقول كل السوريين حين ادعى أن النظام السوري حفر أنفاقا تحت المستشفيات لإخفاء الدبابات عن عيون مراقبي الجامعة العربية. كان يمكن لمثل هذا التصريح العبقري أن يمر بسلام لولا أن أحد الناشطين المصريين طالب بوضعه في الحجر الصحي( لأنه أطلق تصريحه الخارق من القاهرة) لئلا ينتقل " الهبل السوري" إلى المتظاهرين المصريين في ميدان التحرير. أليس في هذا إهانة لكل سوري؟ أليس من حقنا مقاضاته بتهمة تسخيف العقل السوري؟
عشرة شهور تشكل كابوسا على صدور السوريين. ولا يستطيع أحد أن ينكر وجود أزمة كبيرة في سوريا وأن هناك أعمال قتل وتخريب وتدمير للبنية التحتية، وأن هناك أعمال قتل وقتل مضاد واعتقالات. لكن من خلال معرفة ما يجري على الأرض، ومن خلال شهرين قضيتهما في سوريا وتجولت في أكثر من مدينة بقصد رؤية ومعرفة الواقع بأفضل شكل، تبين لي أن هناك أكثر من راعي كذاب يصرخ ليلا نهارا بأن هناك عشرات الذئاب وليس ذئبا واحدا. وأنا من خلال مشاهداتي ولقاءاتي بالناس وصلت إلى قناعة مبكرة أن هناك مبالغات تفوق الوصف وأكاذيب مضخمة عشرات المرات عن أعداد القتلى، وأن القاتل في أغلب الأحيان يقدم على أنه ضحية والضحية يقدم على أنه جلاد.
والآن أنا على قناعة أن مراقبي الجامعة العربية سيكون لهم فائدة واحدة على الأقل. فعلى الرغم من احتمال التلاعب بالتقرير النهائي، وعلى الرغم من قناعتي أن الغاية في النهاية هي نقل القضية إلى مجلس الأمن، لا بد أن قسما من هؤلاء المراقبين سوف ينقل الحقيقة إلى الناس كما هي. وأنه سيقول إن هناك مجموعات إرهابية تمارس عمليات القتل والخطف والتمثيل بالجثث بحق الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب. وسوف يتبين للناس في الخارج كما تبين لكثير من المعارضين في الداخل أن المطالبة بالحرية والديمقراطية شيئ وما يريده دعاة التدخل الخارجي وعصاباتهم شيئ آخر. وأن الشعب السوري قادر على تحقيق مطالبه المشروعة بالطرق السلمية وبأدوات سياسية بعيدا عن أعمال القتل والحرق والتدمير ومن دون الاستقواء ب"العدالة الأمريكية والأوروربية " التي رأيناها في العراق وليبيا وأفغانستان وغيرها.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب يهزمون أنفسهم إن لم يجدوا من يهزمهم
- مرة أخرى يفعلها أخوة يوسف
- من الصراع في سورية إلى الصراع على سوريا
- السلطة الفلسطينية وفرصة الضحك الأخيرة
- إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا
- هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟
- هل هي بداية تآكل النظرية الصهيونية؟ما معنى أن يقول إسرائيلي- ...
- ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي
- ويسألون لماذا نكرههم
- الغرائزية الدينية في خطاب القنوات الفضائية
- وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب
- ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز
- حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام
- ماذا تنتظرون من ميتشل والشهور الأربعة؟
- لم يعد الطغاة طغاة بعد انضمام بوش إليهم
- إرهاب الديمقراطية إغلاق القنوات الفضائية نموذجا
- مشايخ الأزهر وفتوى- الحق في خنق الخلق-
- التسامح...القيمة المنسية في قراءة - عزازيل-
- عباس نموذج لعقم النظام العربي
- يكاد عباس يقول خدوني


المزيد.....




- هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي ت ...
- المغرب.. غزارة الأمطار تغرق شوارع طنجة
- مأساة تزلج تتكرر بعد 63 عاماً، حادث طائرة واشنطن يعيد كابوس ...
- عضلة أنسجة اصطناعية تنمو مع القلب.. حل علمي مبتكر قد يعالج ا ...
- بيسكوف: -بريكس- لا تعتزم إصدار عملة موحدة بل منصات استثمارية ...
- -ترامب لن يستسلم-.. تعليق إسرائيلي على الضغوط الأمريكية على ...
- مشاهد قريبة وجديدة للحظة تصادم مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق ...
- أمريكا تحذر لبنان: لا مكان لـ-حزب الله- في الحكومة الجديدة
- باشينيان يقترح تعديل نص النشيد الوطني الأرمني ويحدد -القافية ...
- تقنية حديثة تكشف أسرار مدينة مفقودة عمرها 600 عام مدفونة تحت ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - السوريون: سنة بلا رأس ومعارضة بلا رؤية