حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 3595 - 2012 / 1 / 2 - 02:14
المحور:
الادب والفن
في ليلنا الطويل ،
ثمة قلق التفت جذوره بأبعاد الخراب،
وأنت ِ تسمعين عاصفة الظلمات،
وإنني أحدّق في فاجعة الغيوم،
وراءها القمر مضطرب ،
و تتأمل الفراشات العيون المنهكة وتنتظر المطر.
أيتها الهائلة !
أنت ِ من أهل هذا العصر ومن صلب موسيقى الماء.
انهضي متكئة على كتف الأفق الرحيب،
فأنت ِ تفهمين لحن النمو ّ و الطيران!
أينما تكوني،
فالسماء دوما لك ِ،
والنوافذ و الأحلام و العشق والأرض.
انهضي يا مكرمة العقل و الطيران!
لنأخذ سلة من بغداد ونملأها بالأحمر والأخضر !
ليست وظيفتك أن تدركي سرّ النرجس والياسمين،
لكن عليك الطيران في سماوات الأزهار،
والسباحة في نهر الحق والحقيقة
الجاري فيما بين جمال الفجر وبين نيران أبو العزيزي.
انهضي أيتها الكبيرة!
فلستِ بعيدة عن بستان على شطآن دجلة ،
أشجاره أشد خضرة من غفوة الحوريات.
انهضي يا حالمة !
فقد انبجست أساطير الأرض كلها ،
على بعد خطوتين من زهرة عزلتك،
وإنني أسمع أنينا يأتي من نهر الدكنة:
انهضي ! انهضي!
فقد نفد صبر القافلة .
انهضي يا رفيقة القافلة الرائية،
قبّلي الرفيق الأول في القافلة،
و القي بتحية المُضي إلى الرفيق الأخير .
ولنمض ِ إلى الأفق الملفوف بقوس قزح الأحلام السائرة فوق بحر الآلام.
لقد آن أن نبني زورق الظفر،
لنذهب بعيدا عن أرض لا يُسمع فيها المنادي يوقظ الأبطال في غابة التعب !
انهضي ، يا صديقتي الصادقة!
فقد ورثت ِ الماء و العقل و الشمس .
انهضي يا مكارم !
فوراء هذا المحيط الدامي مدينة الحوريات التي تعشق خطى قافلتنا،
وتحبُّ شرب أنفاس التجديف في زورق العبور إلى النور.
و أنت تملكين الأرض وإن قلبها هو قلبك،
تفهمين خفقان الورود،
وتعلمين بمصير الماء وحواضر الشجر الأخضر.
انهضي ، مكارم!
انهضي!
2012-01-02
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟