كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 20:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في التاسع والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر ودعت الحكومة التركية الشوفينية العالم الحالي, 2011, بمجزرة دموية بشعة راح ضحيتها 36 مواطناً كرديا وبعض الجرحى لم يكن ذنبهم سوى وجودهم في قراهم الواقعة على الحدود التركية العراقية وفي أراضي كردستان تركيا. لم تكن هذه العملية هي الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة إن استمر النهج الشوفيني المقيت للحكومة والقوات العسكرية التركية على حاله إزاء حقوق الشعب الكردي القومية العادلة والمشروعة والتي يناضل من أجلها منذ عقود عدة ورفضهم الاعتراف بحق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه.
إن من المؤسف والمحزن حقاً أن تقف الكثير من دول العالم التي تدعي دعمها لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها على وفق مبادئ الأمم المتحدة واللوائح والعهود والمواثيق الدولية بهذا الخصوص ضد نضال الشعب الكُردي التحرري في إقليم كردستان تركيا وترى فيه خروجاً عن القواعد الدولية وإرهاباً, في حين لا تريد أن ترى بوضوح عدالة هذا موقف النضال التحرري للشعب الكردي من جهة, كما لا تريد أن ترى السياسات الشوفينية للدولة التركية ورفضها المتواصل الاعتراف بحقوق الشعب الكردي وممارسة الإرهاب الدولة ضد الشعب الكُردي, ومصادرة حرياته وحياته الآمنة.
إن هذه السياسة الدولية التي تمارسها أغلب الدول الكبرى والاتحاد الأوروبي تؤكد ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين إزاء القضايا الكردية في المنطقة. ففي الوقت الذي تقف الحكومة الأمريكية مثلاً إلى جانب الشعب الكردي في العراق للحفاظ على فدراليته, وهو موقف سليم من حيث المبدأ, تقف في الوقت نفسه بالضد من نضال الشعب الكردي في إقليم كردستان تركيا في سبيل حقوقه القومية العادلة, إذ تعتبره إرهاباً وتعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية! إن هذه السياسة مكتوب لها الفشل وستقود إلى عواقب وخيمة على المنطقة, إذ لا يمكن للشعب الكردي في إقليم كردستان تركيا أن يكف عن النضال وعن الدفاع عن نفسه ما دامت الدولة التركية تمارس سياسات شوفينية وعدائية ضد الشعب الكردي, وما دامت قواتها العسكرية تمارس القتل اليومي ضد المناضلين, كما حصل يوم أمس إذ تم قتل اثنين من المناضلين الكُرد في إحدى القرى الكردية من جانب قوات الجندرمة التركية السيئة الصيت.
إن من واجب الكُرد في كافة أقاليمهم التضامن الصلب والفعال مع الشعب الكردي في إقليم كردستان تركيا ومع ضحايا الإرهاب التركي من أجل إدانة عمليات القتل والمطالبة بوقفها.
كما إن من واجب قوى التضامن العربي والعالمي إبداء مشاعر التضامن ضد السياسات التركية الشوفينية والعسكرية التي أودت بحياة هذا العدد الكبير من الناس الأبرياء.
لنعلن جميعاً شجبنا وإدانتنا لهذه الجريمة البشعة وتضامننا الثابت مع الشعب الكردي دفاعاً عن حقوقه المشروعة والعادلة في إقليم كردستان تركيا.
31/12/2011 كاظم حبيب
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟