صفاء سلولي
الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 18:19
المحور:
كتابات ساخرة
من أنتم؟...بل من هم؟...
هم أشخاص أردنا لهم أن ينتقلوا من صفتهم الآدميّة إلى صنم يقدّس و يعبد.
أشخاص صاروا آلهة: الحبيب بورقيبة مثلا هو مناضل سياسيّ حفظ التّاريخ اسمه بوجهيه الأبيض و الأسود.
سمعنا اسمه يردّد مرارا في المظاهرات التّونسيّة في بداية الثّورة. أصوات تعالت تنادي "يعيش بورقيبة..." كيف ننادي بحياة الموتى؟ هذا مخيف...هل مللنا وجود أصنام حيّة فأردنا هدمها بإحياء أصنام ميتة؟
ظلّ هذا الصّوت حاضرا في منابر الحوار... صوت يمجّد و يدافع بشراسة عن رموزه المشوّهة إذ شوّه الصّورة الحقيقيّة للتّاريخ لينفخ في صورة أرادها أن تكون رمزا بل قدوة بل إلها يعلو بقدسيّته على النقد و التّعديل و التّنقيح.
صوت قد ينادي أشخاصه من الماضي فيكون بورقيبيّا و يوسفيّا و ناصريّا و قد يستدعيها من الحاضر فيكون غنّوشيّا و همّاميّا و مرزوقيّا...بل قد يصل الصّوت إلى مرحلة التّماهي الصّوفيّ في عقيدته الوثنيّة فيشعر بحلول ربّه فيه فيتكلّم من خلف قناعه الذّي يراه شفّافا صافيا.
تبّا لهذه العقيدة الجديدة: متديّن سلبيّ و صنم قابل للتّفتيت في أيّ لحظة.
بئس رمز يصّاعد إلى السّماء...
#صفاء_سلولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟