|
كيف يحق للمجلس العسكرى استخدام صمت حزب الكنبة كرأى له!!!
حمدى السعيد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 14:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طالب الهندسة المفصول بسبب عبارة “يسقط حكم العسكر”: العميد قال له: “أنت يا أبو… اللي هتسقط حكم العسكر” .....عبد الرحمن شتيوى الطالب بأكاديمية مصر للهندسة بالمنصورة ، والذي فصل يوم الثلاثاء الماضي بسبب كتابته عبارة “يسقط حكم العسكر” على سور الكلية ، أنه بعدما كتب العبارة على السور بواسطة “اسبراى” ألقى أمن الكلية القبض عليه و اصطحبه إلى عميد الكلية الدكتور إبراهيم عليوة ، والذي قال شتيوى أنه سبه و أهانه قائلاً : ” “أنت يا أبو شخة أنت اللي هتسقط حكم العسكر “...
وأضاف شتيوى في شهادته عما حدث له ، أن العميد ظل يمدح في المشير و المجلس العسكري .... في حين اتهم الطالب بأنه ممن يريدون الزج بالبلاد للفوضى و الخراب ، وتابع شتيوى ” العميد قال لي أنت مين يا للا اللي حرضك تعمل كدا .. أنت تبع مين؟” ....وأكد شتيوى أنه تم بعدها تحويله للشئون القانونية وتحويله للتحقيق حتى تم إخطاره بفصله أسبوع ابتداء من يوم الثلاثاء 27/1 ، مشيراً إلى أن محاميه أخبره أنه سيحول لمجلس تأديب ويتم خلاله التنبيه عليه بعدم تكرار الواقعة ، وأنه قانونياً لا يجب أن يفصل يوماً واحداً لان قرار الفصل غير مسبب ، مشيرا إلى أن محاميه قال له ” لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم فصلك حتى ولو ليوم واحد مشيرا إلى أن قرار الفصل الذي تم تعليقه غير مسبب وغير مذكور به أسباب الفصل .... يذكر أن هناك واقعة مشابهة حدثت بكلية الهندسة بجامعة المنصورة ، عندما تم تحويل الدكتور محمد عبد المطلب الأستاذ بالكلية للتحقيق بسبب كتابته لعبارة “يسقط حكم العسكر” أيضاً على لوحة الشرح أثناء المحاضرة ، إبان أحداث شارع “محمد محمود” ......
ما حدث لشتيوى يعبر بصدق عن مقولتى التى تقول : ان الفساد السياسى جزء من فساد المجتمع , وبتعبير ادق يعتبر الفساد السياسى احدى علامات فساد المجتمع ....وحين يفسد المجتمع تسود ثقافة فاسدة تنشر بين الناس امراضا كثيرة وتحول الفاسدين الى ابطال , والفساد المؤسسى الى انجازات , وهلم جرا ....عندما تكون الشرطة فاسدة وخارجة عن عملها الحقيقي وهو حفظ الأمن والأمان للبلاد وملاحقة المجرمين العابثين بأرواح الشعب ، وتتحول من عملها الحقيقي إلى قوة متغطرسة قامعة لحرية الشعب فهي الآن لا فرق بينها وبين مسمى «البلطجيــة».....
وعندما يجتمع القضاء المشهود له زوراً «بالنزاهة» ليكون الحكم في قضايا الدولة ثم ينحاز كل الانحياز وراء البلطجية قامعي الحريات وفاقعي العيون ليهدر حقوق الشعب ويضيع آمالهم في إحقاق العدل يصبح القضاء المأوى والراعى الرسمي للبلطجية.....وعندما يكون إعلام الدولة الذي من المفترض أن يكون إعلام للشعب ذاته عارضاً لمشاكله ومتطلباته هو الدور الحقيقي للتصفيق والتطبيل لأفعال الشرطة وتخاذل القضاء ومحرض على الشعب فيصبح الإعلام «الرقاصة والطبال»....هذه القوى الثلاث بلا شك إن كانت سمتهم العدل فهم قادرون على إعلاء شأن أي أمة مهما صغرت حجمها وضعفت قوتها....وإن كانت سمتهم «الظلم» فترقب إسقاط أي دولة مهما كانت عظمتها وقوتها....لن تنهض مصر أبدا ما دمنا نعيش تحت جبروت وطغيان شرطة تمارس البلطجة والترويع للشعب ، وقضاء مضيع للحقوق ، وإعلام مضلل عن الحقيقة....وكل هذا تحت حماية ورعاية المجلس العسكري ليبقى الوضع على ما هو عليه.. كما كان يفعل مبارك ونظامه الذي لم يرحل بعد وما زال قائم بكل أركانه.....يا شعب مصر إن كنت تريد الحرية والعدل والأمان قولا وفعلا وعملا فعليك بإصلاح هؤلاء الثلاثة: الشرطة والقضاء والاعلام ... وإن تغاضيت عنهم واكتفيت بالمطالبة فأبشرك بأننا «ضايعين ضايعين ضايعين»....واعلم جيدا.. أن الثورة لا تطالب بل تأمر ....
وخير مثال على صدق ما اقول ما حدث بعد تبرئة قتلة ثوار السيدة زينب..... حيث تسبب الحكم القضائي الصادر ببراءة المتهمين بقتل شهداء السيدة زينب، إلى إشعال نيران الغضب في صدور أهالي شهداء السويس، الذين قاموا بالتجمع بمنزل أحد أسر الشهداء، وأقسموا قسما جماعيا جاء نصه" نقسم بالله العظيم أن نقتص لدم شهداء السويس بأيدينا".....وقال علي جنيدي، المتحدث باسم أسر شهداء السويس، إننا كنا على ثقة من صدور مثل هذا الحكم ببرءاة المتهمين بقتل شهداء ومتظاهري السيدة زينب، بعد أن شاهدنا سير جلسات محاكمات قتلة الثوار في جميع المحافظات والقاهرة، والتي تسير بنفس الشكل والأسلوب، حتي يتمكنوا في النهاية من الإفراج عن قتلة الشهداء، ولهذا قررنا مقاطعة جلسة محاكمة قتلة ثوار السويس المقرر عقدها يوم 18 يناير المقبل".....وأضاف، سننفذ ما قمنا بالقسم الجماعي من أجله وسوف نقتص من قتلة الشهداء بأيدينا، خاصة بعد أن ظهرت صفقة المجلس العسكري مع وزارة الداخلية بحصول القتلة على البرءاة والتي تم تنفيذ بنودها ببراءة قتلة شهداء السيدة زينب.....وأوضح جنيدي، أن حكم براءة المتهمين بقتل ثوار السيدة زينب ذكرني بمشهد قرار الإفراج عن المتهمين بقتل ثوار السويس ، الذي علم به الجميع بمحكمة جنايات السويس قبل صدور الحكم....
وأكد تامر رضوان، شقيق أحد شهداء السويس، لا نطالب سوى بالقصاص من أركان النظام وهو ما اتفقت عليه أسر الشهداء في جميع المحافظات، فقد قمنا بالاتصال بأسر الشهداء في الإسكندرية ومحافظات أخرى وقمنا بالاتفاق على النزول في 25 يناير المقبل لنقوم بتنفيذ القصاص، لافتا إلى أنه بجانب القصاص من رموز النظام السابق، سنقوم بالقصاص من سفاح شهداء السويس إبراهيم فرج وأولاده الموجودين داخل سجن طره، والذي يحاول خلال هذه الأيام الإفلات من العقاب عن طريق استخدام المال، مستغلا التباطؤ المتعمد من جانب القضاء في قضايا المتهمين بقتل الشهداء.....
قال لى صديق من حزب الكنبة او كما يطلقون عليهم الاغلبية الصامتة : (العاقل يصمت فى هذا الزمن الردىء ) فسألته : عن اى شىء يصمت المرء تحديدا .. فقال : عن اى شىء حيث لا امل فى اصلاح اى شىء ...... وتعجبت من هذه النبرة اليائسة التى اصابت صديقى وكثيرين مثله ...... وسألته : هل يصمت المرء فعلا لانه لا امل فى اصلاح اى شىء ؟ وهل يصمت ضميره حينئذ ؟ وهل يستطيع كبت نفسه ؟ ....... فأجابنى بصورة قاطعة : وهل من العقل ان يقامر المرء بمصيره المهنى او مستقبله الوظيفى او حتى السياسى او بسمعته او مصير اسرته ؟ او هل يضيع الانسان كل شىء من اجل صوت الضمير , واضاف يجب ان يكون الانسان فى منطقة الحياد السلبى ... تركنى صديقى اعانى من دوار فى رأسى بسبب حديثه معى , فكلامه واقعى ومقنع اذا نظر المرء الى اى مؤسسة فى المجتمع المصرى بعد الثورة ...... ولكن هل معنى هذا ان العقل يعنى تراجع قوى الاصلاح ..... وهل وصلنا لنفق مظلم هكذا من حيث تعايش الفساد والصمت معا ؟!...
من المستحيل أن يثور الشعب بأكمله ليكونوا في وجه الحاكم الجائر ، ولكن في ظل الثورة المصرية التي احتشد لها الملايين.. طلع علينا المجلس العسكرى واذنابه واتباعه بصطلح "الأغلبية الصامتة"..!! وقالوا ان المجلس العسكرى يمثل الاغلبية الصامتة ... ولكنى بالعقل تدبرت مصطلح (الاغلبية الصامتة ) وقلت فى نفسى : كيف يحق لهم أن يستخدموا صمت أحد ما كرأي لهم..؟!!بمعنى.. أنت الآن صامت على موضوع ما ولم تبتدي فيه رأيك... فلا يحق لأحد أن يقول أنك صرحت بالموافقة أو بالرفض لهذا الموضوع...... فهذا شأنك انت ...... وإلا سيعتبر تزوير علني في الآراء كما يتم التزوير في أصوات الانتخابات سابقا وحاليا .....
كل مدقق يعلم تمام العلم إن أفعالهم هذه تدل على أقليتهم البائسة والمحصورة في أشخاص تعد على أصابع الأيدي مستغلين صمت الكثير من الشعب لاستخدام آرائهم لصالحهم.. فليس كل صامت على شيء يصبح مؤيدا أو رافضا له.. لأنه لم يصرح في الأساس برأيه!!!.....من حكم التاريخ ان لايرى الطاغية وهو يسوق شعبة نحو الهاوية سوى مجده الشخصى ......هذه هى عبرة التاريخ القديم والمعاصر ..... لقد سحب فرعون مصر - فى عصر موسى - الشعب المصرى كله وقاده نحو البحر حيث اغرقه فيه .....كان يرى مجده خلال حركته , وكان يتصور ان تأديبه لموسى مسألة شخصية بحتة تتصل بكرامته ...... فكيف يكون فرعونا والهاًًً فى مصر ......ثم يأتى من يحدثه ان هناك الهاً لاشريك له ..... لقد غاظه موسى مرتين : مرة بدعوته الى الايمان بالله , ومرة حين اراد ان يخرج ببنى اسرائيل من مصر ....لم يكن فرعون طاغية يدارى او يوارى ,لقد اعلن فى اسباب تعبئته الجيش عن السبب الرئيسى للتعبئة فقال بنص القرآن : (وانهم لنا لغائظون) - وهذه هى الاسباب التى ساقها الطاغية فرعون لجمع الجيش : ان عدد العدو قليل , انهم يغيظوننا , اننا مستعدون وحذرون وسوف نهزمهم ....
ونلاحظ ان فرعون لم يخف نواياه ولم يستتر وراء ادعاءات كاذبة .... ولم يتحدث عن الخطر الذى تمثله دعوة موسى على الحالة المالية فى مصر .... او ما نسميه نحن اليوم النظام الاقتصادى .حين تخرج منها العمالة رخيصة الثمن ...... لم يتحدث فرعون عن كرامة مصر او سلامتها او أمنها بل تحدث عن تأثير الدعوة على مشاعره هو واحاسيسه ......لقد كان غيظه وحده كافيا لتحريك الجيش المصرى .......... وهكذا قاد فرعون زهرة شباب الشعب المصرى الى مصيره التعس الذى ينتظره حيث تحولت امواج البحر الى نعوش له .... وكأن التاريخ يعيد نقسه ولكن بسيناريو اخر ... الفرعون هو المجلس العسكرى بكل ما تحت يديه من قوات وادوات وقضاء واعلام مضلل ... وموسى هم شباب الثورة او الورد اللى فتح فى جناين مصر !!!
على من يدعي أنهم "أغلبية صامتة" كيف يحق لكم أن تقولو أنكم تمثلون 75% من الشعب المصري وأنتم تستخدمون أفواه لا تملكون آرائها ، وبذلك تستحقون أن يطلق عليكم "الأغبية الضائعة" لأنكم بغبائكم أظهرتم بأنكم أقلية وأنكم ضائعون وسط الملايين التي أسقطت رأس الطاغية المخلوع....إنهم كما ادعى الطاغية "القذافي" عند تصريحه بأن الملايين ستزحف لمحاربة الثوار ومع ذلك سقط بأقليته وبحجمه الحقيقي لدى شعبه....
حمدى السعيد سالم
#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجلس العسكرى واخطاء ( جالن )
-
التمزق النفسى والتصدع الاجتماعى دعوة للانسحاب من الحياة
-
احرار مصر يبكون الشهداء ... وعبيد العباسية يبكون جلاديهم
-
غادة كمال شاهدة على وحشية وبربرية الجيش
-
الرد على اكاذيب وافتراءات المجلس العسكرى
-
الثورة والمجلس العسكرى طرفى نقيض
-
انت اخويا ولا ....
-
الجنزورى سيدخل مجلس الوزراء على اشلاء القتلى!!!!
-
لن ابكى ....
-
ما اشبه الليلة بالبارحة
-
خصخصة الحروب تحت غطاء دولة فرسان مالطا
-
احتاجك كى اعيش
-
رؤية التيار المدني و رؤية التيار الديني لحل مشكل مصر
-
نظرية الحساسية
-
المجلس العسكرى يستخدم الحرب النفسية القذرة لاجهاض الثورة
-
اهداء الى حبيبتى التى احاول ان اكرهها بكل جهدى ولكنى ازداد ح
...
-
صراع الافيال ( التيار الدينى ) لحكم الغابة مع الاسود (المجلس
...
-
جرح بملامح انسان
-
قررت ان اكرهك
-
ساعدوا مصر على شفاء مصابها فنحن مصابها
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|