|
وفاء وجلاء
حكمة اقبال
الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 10:13
المحور:
كتابات ساخرة
يمكن ان يكون العنوان اسم لفتاتان جميلتان ، مملؤتان بالحب والأمل ، او اسم لفتاتان عانستان ، ينتظران الحب والأمل ، اللذان طال انتظارهما . ولكن للأسف العنوان هو لتسمية سياسية اطلقت على اليوم الاخير من عامنا هذا الذي سينتهي بعد ساعات ، عام 2011 .
الرئيس الامريكي باراك اوباما ، واثناء حملته الانتخابية قبل اكثر من ثلاث سنوات ، قال دوما ، انه لو وصل الى البيت الابيض ، فانه سيقوم بسحب الجنود الامريكان من العراق . ووصل اوباما الى البيت الابيض ، وواجهه إرث خلفه جورج بوش الابن في حرب العراق ، التي قامت بدعوى القضاء على اسلحة الدمار الشامل ، التي اوهم المقبور صدام العالم بامتلاكه لها ، وليس من غير المعروف الاهداف الاخرى من وراء احتلال العراق واسقاط صدام .
نجح الامريكان في صياغة العراق الذي يريدون ، بالطبع بموافقة القوى التي كانت تعارض صدام ، وانشئ نظام سياسي مبني على المحاصصة الطائفية والقومية ، وانتج ماأنتج من حكومات وبرلمان ، اللذان فشلا ، فشلا ذريعا ، في تحقيق النظام السياسي الديمقراطي ، واقامة دولة مؤسسات قانونية ، وانخرطت كل القوى السياسية العراقية ، حتى التي كانت معارضة لفكرة الحرب ، في التركيبة السياسية تحت قيادة الحاكم الامريكي بول بريمر ، وباقي القصة معروفة للجميع ، ومن ابرزها ان التيار الصدري ظل يندد بالاحتلال ولكنه يشارك في حكومات تحت رعاية الاحتلال نفسه ، واعتقد ان مقتدى الصدر مدين للاحتلال ، لانه وبدون الاحتلال واسقاط صدام ، لظل صبيا يافعا ، لايعرفه سوى ابناء محلة سكنه في النجف ، ولكنه اصبح الان قائدا ، لانه كوّن جيش المهدي من بقايا فدائيي صدام ، وحصل على الدعم ، من جارتنا الحقودة ايران .
وقع نوري المالكي وجورج بوش في تشرين الاول 2007 اتفاقية "اعلان مبادئ حول علاقة الصداقة والتعاون طويلة الامد بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الامريكية". وتضمنت الانسحاب العسكري نهاية 2011 ، وهكذا تم في عهد باراك اوباما ، الذي كان يرغب في الخلاص من نفقات الحرب في العراق ، وتكريس الجهد العسكري في افغانستان ، انسحاب القوات العسكرية الامريكية من العراق خلال الشهر الحالي . الانسحاب تم بقرار امريكي وليس تحت ضغط النضال الجماهيري او النضال العسكري ، فقد انسحبت القوات الامريكية من المدن منذ اكثر من سنتين ، واستمرت القوى التي كانت تدعي محاربتها الاحتلال ، في قتل الابرياء في عمليات عسكرية ومفخخات وعبوات لاصقة ضد المدنيين العراقيين ، وآخرها الخميس الاسود خلال هذا الشهر .
المالكي دعا الى الاحتفال بيوم الوفاء ، وفاء من ؟؟؟ وفاء القوات الامريكية بوعدها بالانسحاب ؟ ام وفاء المالكي بالتزاماته امام الامريكان ؟ التزم المالكي بان تكون للولايات المتحدة اكبر سفارة امريكية في العالم ، واشيع ان عدد موظفيها خمسة عشر الفا . عن اي وفاء يطالبنا المالكي ؟ كل تصريحات القوى السياسية ومناقشاتها الطويلة واجتماعات القادة عند رئيس الجمهورية حول بقاء القوات وموضوع حصانتها انتهت الى ان تحقق امريكا ماتريده في العراق .
بعض القوى السياسية ، المناهضة للاحتلال ، والمشاركة في العملية السياسية ، دعت الى الاحتفال بيوم الجلاء ، وهذا شيئ جميل ، لولا انها ربطت هذا الجلاء بانه انتصار للشعب العراقي وقواه الوطنية . الحزب الشيوعي العراقي المناضل ضد الدكتاتورية ، والذي عارض الحرب لاسقاط صدام ، والذي اشترك في العملية السياسية الجارية منذ مجلس الحكم وبعده ، اصدر عبر مركزه الاعلامي اهم مواقف الحزب من الاحتلال ، وفي مجملها ، مقتطفات من اجتماع اللجنة المركزية 2002 ، واجتماع تموز 2003 ، وافتتاحية طريق الشعب كانون الاول عام 2007 ، ومادة في طريق الشعب في اكتوبر 2011 ، واخرها افتتاحية في كانون الاول الحالي .
معروف وواضح موقف المالكي واجهزته من الحزب الشيوعي العراقي ، ولان المالكي لم يستوعب موقف الحزب من المشاركة في التظاهرات يوم 25 شباط ، فقد امر باخراج الشيوعيون من مقراتهم في الاندلس وابو نؤاس ، رغم انه يعلم ان هناك معاملات ادارية تطالب الدولة باعادة ممتلكات الحزب التي صادرها النظام السابق . لقد تكرر المشهد من جديد ، فقد طلب الحزب الشيوعي اقامة تظاهرات بمناسبة يوم الجلاء في ساحة التحرير ، ورغم ان هذه التظاهرات كانت ستصب في خدمة المالكي ، لكن وزارة الداخلية لم تمنحهم موافقة رسمية ، واضطروا لاقامتها في حدائق مقر الاندلس . هذا الموقف من الحكومة يدعو الى التفكير مليا في موقف الحكومة من الحزب الشيوعي .
مناضل قديم ، من اهالي طويريج ، كنت في ضيافته امس علق بالقول : منذ متى يحتاج الشيوعيون لموافقة للتظاهر ؟؟؟؟
الامريكان دخلوا بارادتهم ، ورغم انف الامم المتحدة ، وخرجوا بارادتهم ، لذلك ، دعونا ننزل الى اسفل السلم ، وننظر في وجوه بعضنا ، لنرى الحقائق العارية كما هي ، وننتظر ان نرى وفاء وجلاء ، حسناوتان ، تبحثان عن الحب والامل ، في ظل عراق ديمقراطي حقا .
لنرفع شعار عام 2012 عام السلم الاهلي ، كل عام وانتم ومن تحبون بطعش تالاف خير .
#حكمة_اقبال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لنتحداه ... بالفرح
-
موافقة البرلمان على استقالة المالكي
-
دولة قانون ؟؟ .. نموذج المثنى !!
-
انتصار مجرمي كنيسة النجاة
-
موكب وزارة الداخلية
-
اورزدي باك المالكي
-
رئاسة الجمهورية ...... فقيرة
-
يوميات دنماركية 13 ، الوزارة الدنماركية الجديدة
-
يوميات دنماركية 12 ، فوز ضعيف وليس تاريخي لاحزاب اليسار
-
فوزي الأتروشي والفرقة الوطنية العراقية في حفل بهيج جنوب السو
...
-
يوميات دنماركية 11
-
نساء جارتنا الكويت
المزيد.....
-
الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم
...
-
التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
-
التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
-
بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري
...
-
مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب
-
الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العر
...
-
حتى المواطنون يفشلون فيها.. اختبارات اللغة الفرنسية تهدد 60
...
-
محاضرة في جامعة القدس للبروفيسور رياض إغبارية حول الموسيقى و
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|