أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - سوريا والإرهاب في العراق















المزيد.....

سوريا والإرهاب في العراق


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1063 - 2004 / 12 / 30 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل بدء العمليات الحربية التي أسقطت النظام الفاشي في العراقي، عقدت سوريا وإيران تحالفاً استراتيجياً لإفشال تحرير العراق ومنع إعماره ووضع العراقيل أمام إقامة نظام ديمقراطي فيه. وراحت الحكومتان تدعمان الإرهاب في العراق بكل قوة وفي ذات الوقت تحلفان أغلظ الإيمان ببراءتهما من هذا الدعم براءة الذئب من دم بن يعقوب. وقد ساعد ذلك رفض الحكومة العراقية فضح تورط هاتين الحكومتين في العمليات الإرهابية عدا التصريحات الخجولة التي تصدر بين حين وآخر من هذا الوزير أو ذاك ودون الإفصاح صراحة عن اسم الدولة أو نشر اعترافات الإرهابيين الأغراب المعتقلين في وسائل الإعلام.

وفيما يخص إيران، فقد كتبنا مع غيرنا، مراراً عن دور التيار الديني بقيادة على خامنئي في دعم الإرهاب في العراق وفتاوى الملالي في حرق العراق والتضحية بنصف شعبه من أجل طرد الأمريكان. وفي هذا المقال أود أن أشير إلى سوريا التي يواصل وزير خارجيتها نفي أي دور لها في تدمير العراق، والإدعاء أن حكومته تواصل العمل المشترك مع الحكومة العراقية للسيطرة على الحدود لمنع تسلل الإرهابيين. طبعاً، ليس هناك أي عاقل يصدق كلام الوزير السوري، لأن الواقع أبلغ من الادعاءات الواهية، كما تبين من اعترافات العديد من الإرهابيين الذين تم إلقاء القبض عليهم، والصور التي تجمع عدداً منهم مع مسؤولين سوريين، كما جاء في تصريحات الأستاذ حسن العلوي لصحيفة التايمز اللندنية في الأسبوع المواضي والتي حاول تبرئة نفسه منها فيما بعد، دون أن ينفي حقيقة الصور. والعلوي معذور على نفيه لأنه يعيش في سوريا ويحمل جواز سفر سوري، كما قال، وهو مرشح لمنصب سفير فيها.

وأخيراً، (طلعت الشمس على الحرامية)، كما يقول العراقيون. فقد أفادت الأنباء (أن وفداً من القوى العراقية زار دمشق ودعا إلى ضرب الحرس الوطني و الشرطة العراقية مشيراً إلى أن المقاومة "مشروعة لقوات الاحتلال وللحرس اللاوطني ولأجهزة الشرطة المساندة للاحتلال وللعملاء" حسب وصفه. واعتبر الوفد بالمقابل أن العمليات التي تستهدف الأبرياء هي " من صنع الموساد " واصفا التعذيب الذي تعرض له علي حسن المجيد ( الكيماوي ) بأنه " تعذيب غير إنساني " (حيان نيوف، إيلاف، 26/12/2004).

الكل يعرف أن الحكومة السورية، كأية حكومة ديكتاتورية شمولية وبوليسية، إضافة إلى كنها بعثية، لا يمكن لمثل هذا الوفد أن يدخل أراضيها ويدعو إلى ذبح العراقيين بهذه الصفاقة والعلنية، ما لم يكن بموافقة ومباركة، بل وبدعوة وتحريض المسؤولين السوريين أنفسهم، خاصة وقد تلقى الترحاب من المنظمات "الشعبية" البعثية مثل (التجمع السوري). ويضم الوفد مجموعة من قياديين لمنظمات صورية صنعها حزب البعث العراقي المنحل كجزء من عملية تدمير العراق بعد سقوط نظامه المقبور. وهؤلاء يشكلون الآن الوجه المرئي للإرهابيين، وتحت مختلف المسميات (هيئة علماء المسلمين، الجبهة الوطنية لتحرير العراق، الهيئة الشعبية للثقافة والرياضة، وجمعية المرأة العراقية،..) وغيرها من الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان. وممثلو هذه "التنظيمات" يتمتعون بمنتهى الحرية للظهور في وسائل الإعلام وتحت مختلف الواجهات للتحريض على قتل العراقيين، ليس في سوريا وغيرها من البلاد العربية وفضائياتها فحسب، بل وحتى في العراق. ويا للمفارقة، فإن هناك حملة من قبل بعض السياسيين العرب وعلى رأسها عمر موسى، وحتى بعض العراقيين الذين يطرحون أنفسهم كديمقراطيين مثل الشريف على، الحالم بعرش العراق، يطالبون بمشاركة هذه النماذج في العملية السياسية باسم المصالحة الوطنية. ولكن هل حقاً يسعى هؤلاء وراء المصالحة؟
كذلك نعلم من المواطنين العراقيين في الخارج الذين زاروا العراق عن طريق سوريا، أنهم يواجهون أسوأ معاملة مذلة من شرطة المطارات والحدود السورية، فما أن يعرف هؤلاء عن العراقيين القادمين من الخارج أنهم ضد ما يسمى بالمقاومة في العراق، حتى يوجهوا لهم الإهانات، لا تقل سوءً عما يواجهه العراقيون في الأردن. ولكن ما أن يحاول العراقي بالتظاهر إنه مع المقاومة حتى تتغير المعاملة معه إلى التعاطف والدعم وتقدم له التسهيلات.
ونعود إلى تقرير إيلاف فيضيف: (وقال بيان صادر عن التجمع السوري ، إن زيارة الوفد العراقي لسورية هي جزء "من زيارة لبعض الدول العربية و الجامعة العربية لشرح موقف القوى الوطنية من الانتخابات للقوى الشعبية العربية").
إذْن الغرض من الزيارة واضح وهو شن حملة دعائية ضد الانتخابات والعمل على إفشالها ودعم المقاومة البعثية الفاشية ضد الشعب العراقي والديمقراطية. ولا ينسى الوفد العتيد أن يبرئ "المقاومة" من جرائم قتل الأبرياء العراقيين، وما أسهل الإدعاء في هذه الحالة بإلقاء التهمة على الموساد. وهذا اعتراف ضمني واضح من ممثلي الإرهاب البعثي أن الأعمال الوحشية التي ترتكبها المقاومة البعثية ضد العراقيين هي من البشاعة بحيث يضطرون فيها إلقاء تبعتها على الموساد. وهذا يعني أن البعثيين أشد خطراً على العراق وعلى العالم العربي من الموساد. لأن الموساد لم ترتكب مثل هذه الجرائم في فلسطين المحتلة، ولا في الجنوب اللبناني أيام احتلال إسرائيل له، فلماذا ترتكبها في العراق؟ ولكنه الغباء العربي بامتياز الذي لا يضاهيه أي غباء في العالم.
كثيراً ما سمعنا الناطقين باسم "هيئة علماء المسلمين" يبرؤون أنفسهم من أية علاقة بحزب البعث، بل ويدَّعون أنهم كانوا مضطهدين في عهد النظام الساقط بل وحتى ينتقدون صدام أحياناً. ولكن رئيس الوفد والناطق باسم هيئة العلماء المسلمين، مثنى حارث الضاري، دافع دفاعاً مستميتاً عن المجرم القيادي البعثي علي حسن المجيد الملقب بعلي الكيمباوي، عندما ادعى في دمشق بأن الأخير تعرض إلى " تعذيب غير إنساني ". إنه فعلاً كلام بعثي "أصيل". فكأن هناك تعذيب إنساني وتعذيب غير إنساني. لا شك إن التعذيب البعثي بإلقاء الضحية في أحواض التيزاب وقطع الأطراف بالمنشار الكهربائي ودفن المعارضين وهم أحياء، هو التعذيب الإنساني الذي عود البعثيون الشعب العراقي عليه. أتمنى فعلاً لو تعرض علي الكيمياوي للتعذيب، ولكن هذا مستحيل، فلو مارس المسؤولون العراقيون التعذيب ضد الإرهابيين البعثيين لتوقف الإرهاب خلال أيام. ولكن المعتقلات العراقية الحالية هي بمثابة فندق خمسة نجوم لهم. وهذا هو تقرير صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية، يؤكد أن بعض المعتقلين بتهمة الإرهاب رفضوا حتى الإدلاء بأسمائهم. وهذا يكذٍّب أي إدعاء عن حصول التعذيب في العراق.

سوريا "البطلة" هذه تقوم بعرض عضلاتها على الشعب العراقي وتؤوي الإرهابيين البعثيين والإسلاميين وممثليهم وهناك معسكرات لتدريب الإرهابيين وتحشد إعلامها ضد دمقرطة العراق. ولكن تاريخها يؤكد أنها بطلة من ورق. فقصة عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردي PKK مازالت حية في الأذهان، حيث كان الرجل لاجئاً في دمشق وما أن أنذرتهم الحكومة التركية وأمرتهم بطرده وإلا ستأتيهم القوات التركية لسحق نظامهم. وبمجرد هذا التهديد صار الأسد، الأب، حملاً وديعاً، فسارع وأمر بطرد عبدالله أوجلان لينقذ نظامه من الانهيار، وكانت فضيحة كبرى عن الشجاعة والدخالة والمروءة العربية!!! فما أشجعكم!! أما إيواء سوريا لقتلة الشعب العراقي من الإرهابيين البعثيين والإسلاميين، فسوف يأتي الوقت المناسب لنرى فيه شجاعة الأسد الابن والتي ستكون نسخة من شجاعة الأب، فقد عودنا هؤلاء، في الهزيمة كالغزل.. عيش وشوف!



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية وإشكالية الطعن بشرعيتها
- كاد المريب أن يقول خذوني.. خامنئي نموذجاً
- البعث يعمل على إشعال حرب طائفية
- حول تصريحات السيد الشعلان الأخيرة
- لماذا ينتخب العراقيون مرتين؟
- الدين والسياسة.. مرة أخرى
- شيخ الأزهر يوزع صكوك الغفران مقابل ذبح العراقيين
- الانتخابات في موعدها انتصار للديمقراطية؟
- متى ينال المجرمون جزاءهم؟
- محنة سنة العراق
- تأجيل الانتخابات العراقية انتصار لصدام والزرقاوي
- في العراق.. الطائفية أقوى من الوطنية
- الشرطة العراقية والموت المجاني؟
- حذار من تكرار خدعة بن العاص في الفلوجة
- ماذا يعني فوز بوش للولاية الثانية؟
- لماذا نداء المجتمع المدني ضد التدخل الفرنسي في الشأن العراقي ...
- المثقفون الأحرار في مواجهة فقهاء الإرهاب
- متى تتوقف المجازر في العراق؟
- دور الأردن في تخريب العراق
- حول(عقلية التدمير) والدقة العلمية..!!


المزيد.....




- نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
- -غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب ...
- أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
- مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
- من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات ...
- حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا ...
- بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ ...
- هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
- الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
- -نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - سوريا والإرهاب في العراق