أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الرأي السديد














المزيد.....

الرأي السديد


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 00:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحد أصدقائي ، لايحبُ الممثل المصري المعروف " يحيى الفخراني " ، وعندما ناقشته في سبب ذلك ، قالَ ببساطة : انه يشبه جارهُم قبل ثلاثين سنة ، حيث كان هذا الجار يزعجه في الذهاب والاياب ! . وإبني لايعجبه " كريستيانو رونالدو " ، لأنه يشبه سائق التراكتور في الزقاق المُجاور ، والذي يستخدم المُنبه " الهورن " العالي الصوت ، كُلما مّر في شارعنا ! . وعشرات الأمثلة الاُخرى ، والتي تُظهِر ( أحياناً ) اللامَنطق في آراءنا ، بِصدَد مُختلف القضايا . واُريد ان اُعّرِجَ هنا ، الى تجربتي الشخصية في هذا المجال ، وإسقاطاتها على المواقف والآراء السياسية والاجتماعية ...
منذ نعومة أظفاري ، ومنذ سنوات الطفولة الاولى ، تأثرتُ بمُحيطي المُفعَم بالتجاذبات السياسية .. فوالدي الذي كان يُجيد القراءة والكتابة قبل تأسيس الدولة العراقية .. كانتْ له علاقات ممتازة مع الفلاحين الأميين البسطاء في منطقة العمادية ، يتعاطف معهم ويرشدهم ويكتب لهم " العرائض " التي تجد طريقها الى أروقة الحكومة الملكية ، وأحياناً ينتزعون بعض الحقوق من الآغوات الإقطاعيين .. عموماً كسبَ والدي في وقتٍ مُبّكِر ود وإحترام العديد من الفلاحين ، كما حازَ على عداء بعض الآغوات الإقطاعيين .. وإنظمَ الى حزب " هيوا " أو الأمل .. حيث اُلقيَ عليه القبض وسُجن لمدة عام تقريباً في سنة 1939 .. وإستمرَ على نفس النهج في الاربعينيات والخمسينيات ... وبعد فشل حركة الشواف في الموصل في 59 والتي ساهمَ معظم أهالي العمادية بمختلف ميولهم ، في الدفاع عن الجمهورية ضد مؤامرة الشواف .. حصلَ ما يشبه الإصطفاف في العمادية ، وتصاعدَ الجدل والتنافس الحاد بين ، مؤيدي الحزب الشيوعي العراقي من جهة ، وجماهير الحزب الديمقراطي الكردستاني ، من جهةٍ اُخرى " حيث كانا الحزبَين الوحيدَين في الساحة آنذاك " .. وإندلعتْ ما سُمِيَ بعدئذٍ " معركة سوق العمادية " ، والتي نتج عنها العشرات من الجرحى من الطرفَين .. ومن تداعيات ذلك الصراع ، لجوء الحكومة الى فرض عقوبة الإبعاد ، على الناشطين السياسيين ولا سيما المحسوبين على الحزب الشيوعي .. والإبعاد ، كان يُسمى [ النَفي ] ، وترجمته العملية ، هي فرض الإقامة الجبرية على الناشط في منطقة بعيدة عن منطقته الأصلية " والذي من حقه ان يأخذ معه عائلته معه " .. وكنتُ حينذاك في الخامسة من العمر ، حين اُخْضِعتُ قَسراً الى الرحيل عن مرابع طفولتي ، الى " ناحية كنعان " في لواء بعقوبة .. بقيت هنالك سنة واحدة ، ثم إنتقلنا الى بغداد ، التي نشأتُ فيها منذ بداية الستينيات لغاية منتصف الثمانينيات .
عموماً ... ثقافة نهاية الخمسينيات والستينيات .. تلك السنين الصاخبة والمليئة بالأحداث والإنقلابات ، ترسختْ الى حدٍ ما ، في نفوس الكثيرين مِنا .. وأعتقد ان تأثيراتها السلبية عموماً ، مازالتْ تفعل فعلها ، بين الحين والآخر .. ولا زُلنا نرضخُ الى بعض شروطها اللاعقلانية تارةً ، والعاطفية الساذجة تارةً اُخرى . أرى ان ذلك من الأسباب المُهمة ، التي أدتْ وتؤدي ، الى الشك بالآخَر وعدم الثقة بهِ وبالتالي عدم تقَبُلِهِ ... وكذلك الى الدفاع الأخرق واللامنطقي ، عن المُشابه لنا او المنتمي إلينا ، حتى لو كان مُخطئاً بصورةٍ واضحة ... وكما يبدو ، فأن هذه الظاهرة ، لاتقتصر عليّ أو على منطقتي ، وإنما هي عامة الى حدٍ ما .
" معركة سوق العمادية " قبل أكثر من خمسين سنة .. مؤشرٌ على إحدى أبرز سلبياتنا ونواقصنا .. فلم يكن من النادر ، ان تجد شقيقَين في اُسرةٍ واحدة ، احدهما شيوعي " كما يَعتَقِد " والآخر ديمقراطي كردستاني أو بارتي " كما يعتقد أيضاً " .. يتعاركان ويتصارعان ... ورُبما يبدو ان هذا الأمر جيد ظاهرياً ، من ناحية عدم الإنجرار الى " الولاءات الفرعية " ، مثل العشيرة او الدين او حتى الأخُوة .. بل الإصرار على المبادئ التي يتمترس خلفها كُل حزب ... لكن المُفارقة ، هي انه لم تكن الغالبية العظمى من الناس ، ورغم حماسهم وإندفاعهم ، وإصطفافهم وراء الحزبَين .. يفقهون شيئاً يُذكَر عن الشيوعية ولا عن الديمقراطية الكردستانية !!.. بل ان خُطب القادة السياسيين ، تلك الخُطب المليئة بالشعارات الرنانة أصلاً ، والتي يؤولها القادة المحليون حسب مزاجهم أحياناً وينثرون فوقها البهارات .. هي التي كانتْ تشحن الجماهير وتجعلها تقف بمواجهة بعضها البعض ...[ وياللغرابة ، ما أشبَه اليوم بالبارحة ، فما زالتْ تصريحات وخُطب السياسيين الكُثُر هذه الأيام ، تُؤزم الأوضاع وتؤجج الشارع ] !.
حتى اليوم ... لازُلتَ أنا الذي أدّعي المَعرفة .. لازلتُ في عقلي الباطن ، اُصّنِف الناس على اُسُسٍ بائسة .. ففلان لايعجبني ، لأن أبوهُ قبلَ ستينَ سنة ، كان قد تسببَ في إعتقال أبي .. أنا الذي اُكّررُ بأن " وازرة لاتزر وزر اُخرى " ، لا اُفّكِرُ بأن هذا الشخص رُبما ، بل على الأرجح .. ليسَ له علاقة بأخلاقيات والدهِ ، وانه مُختلِف .. اوإن الدُنيا تغيرتْ والمفاهيم تبدلتْ !.
لازالت هنالك ، عقليات مُتحكمة ، مُعتمدة على وقائع حدثتْ قبل نصف قرن ، تُبنى عليها مواقف من جماعات وأفراد .. ويجري التعميم الغبي .. فالعائلة الفلانية غير جديرة بالثقة ، لأن أحد أفرادها كان من أوائل المُرتزقة قبل عقود .. هذا من الناحية السياسية ، أما إجتماعياً .. فما أسهل ان يتم تسقيط عائلة بِرمتها ، بحجة ان إحدى نسائها كانتْ مُنحَرفة كما " يُشاع " .. فالإشاعة وحدها كافية لتمريغ السمعة في الطين !.
......................................
كَمْ من الصعب ، تَعّلُم إمكانية النطق برأي سديد ، رأيٍ مُنصِف وعادل ... سواء بصدد المسائل السياسية او الإجتماعية .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصائبُ والتَيار
- إصلاحات جذرية .. دهوك نموذجاً
- هل تحبون المسيحيين ؟
- مُجّرَد دعايات كُردستانية
- طارق الهاشمي ، المُطارَدْ
- الأمور عال العالْ !
- جاك شيراك المُدانْ
- المالكي في واشنطن
- أ ل ع ر ا ق
- إنتخابات مجالس محافظات الأقليم / 4
- بعض تداعيات حرق مقر الاتحاد الاسلامي في دهوك
- تجاوزات اُسامة النُجيفي
- القوات الامنية قليلة في الأقليم !
- مُهاترات المالكي / النُجيفي
- الله فوق الجميع
- إنتكاسة خطيرة في دهوك
- أيهما تُفّضِل : الأمان او الحقوق ؟
- وَعي الجماهير العراقية
- مصر .. فصلٌ جديد من الثورة
- الرأسمالية المتوحشة


المزيد.....




- أنور قرقاش بعد إطلاق النار في سلطنة عُمان: لا مكان للعنف في ...
- إدانة السيناتور بوب مينينديز في اتهامات بالفساد تشمل تلقى رش ...
- غوارديولا وكلوب على رأس المرشحين لقيادة إنجلترا خلفا لساوثغي ...
- -لا انسحاب من السباق ومن واجبي إنجاز هذه المهمة-.. رسالة باي ...
- الحرائق في ألبانيا دخلت أسبوعها الثالث.. تستعر وتتمدد
- بعد ترشيح ترامب له لمنصب نائب الرئيس.. مذكرات جي دي فانس تتص ...
- إسبانيا.. إصابات في حادث انقلاب حافلة ركاب في برشلونة
- -وجبة قاتلة- تكشف بعض أسرار عبادة التماسيح في مصر القديمة
- -حزب الله- يعلن قصف كريات شمونة بعشرات صواريخ -الكاتيوشا- (ف ...
- سيارتو: العالم يتابع باحترام مهمة أوربان بشأن السلام في أوكر ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الرأي السديد