أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد نوح - إشكالية الدين والسياسة في تونس















المزيد.....

إشكالية الدين والسياسة في تونس


سعيد نوح

الحوار المتمدن-العدد: 3591 - 2011 / 12 / 29 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤخرا صارت مصطلحات كالعلمانية والليبرالية تثير جدلا واسعا في الشارع العربي ، وخاصة في وقت يستغل فيه البعض جهل العامة من الناس بهذه المصطلحات ، وقد انطلقت تلك النظرة السلبية من فكرة خاطئة مفادها أن الليبرالية والعلمانية تعاديان الدين، وذلك على الرغم من الحضور اللافت للدين فى الحياة العامة ودوره فى السياسة فى الكثير من الدول والمجتمعات التى تطبق الليبرالية والعلمانية .
وعلى الرغم من كل الانتقادات التي توجه لهذين المفهومين و الإشارة أن كليهما يرفضان الدين ويحاربان دوره إلا أن بعض المفكرين حاولوا إيجاد صيغ توفيقية تستبدل التساؤل عن كيفية الفصل بين الدين والدولة بسؤال آخر هو كيف ينبغى تنظيم العلاقة بين الدين والسياسة، مع ضمان الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وقد طرحت العلاقة بين الدين والسياسة بشكل مباشر في كتاب : " إشكالية الدين والسياسة في تونس .. أزمة مشروع التحديث وظهور حركة النهضة " للباحث المغربى أبو اللوز عبد الحكيم . صدر الكتاب عن دار " رؤية " بالقاهرة. في المقدمة يطرح أبو اللوز عبد الكريم أن العلاقة بين الدين والسياسة لم تطرح كإشكالية على الوعي الإنساني سوى في حقب محدودة من تاريخ المجتمعات أي في فترات التناقض والتفاوت بين قيم الدين وقيم المجتمع ، وحتى هذه الحالة لا يمكن أن يحدث إلا في ظرفيات تاريخية مخصوصة ؛غذا كان الدين مفروضا بالغزو ، أو غذا كان المجتمع قد تجاوز الفكرة الدينية القديمة وطور نظاما دينيا جديدا ، وقبل أن يعةد الدين ليطور بدوره نظاما جديدا يتوافق مع قيم المجتمع ، عن طريق عمليات التجديد وإعادة البناء التي تعرفها مقولاته حسبما طرح برهان غليون في " نقد السياسة " .
يحتوي الكتاب على بابين: الأول بعنوان : " الجبهات التوافيقية" ، ويضم فصلين الأول بعنوان : " التوافق على مستوى المجال الدينى " ، والثانى بعنوان : " التوافق على مستوى المجال السياسى " أما الباب الثانى فهو بعنوان :" المركبات التوفيقية " ويضم فصلين هما " مظاهر النزعة التوفيقية عند الغنوشى " و" آثار التوفيقية على الفكر الإسلامي" . وإشكالية العلاقة بين الدين والسياسة لم تطرح كإشكالية على الوعى الإنسانى سوى فى حقب محدودة من تاريخ المجتمعات، أى فى فترات التناقض والتفاوت بين قيم الدين وقيم المجتمع، وحتى هذه الحالة لا يمكن أن يحدث إلا فى ظرفيات تاريخية مخصوصة إذا كان الدين مفروضا بالغزو أو إذا كان المجتمع قد تجاوز الفكرة الدينية القديمة وطور نظاما دينيا جديدا.
و راشد الغنوشي فصل بين العقيدة الدينية والعمل السياسي والأهم من ذلك أنه فصل بين عقيدة النهضة التي تمثل مرجعيتها الدينية والفقهية والفكرية وبين شروط الممارسة السياسية في مجتمع متفتح لا مكان فيه لتحويل العقيدة إلى سياسة والسياسة إلى عقيدة.
و يُعد هذا الكتاب أول كتاب يصدر فى مصر عن الحركة الإسلامية فى تونس؛ محللا وراصدا ومؤرخا؛ و يتناول بشكل تفصيلى أزمة مشروع التحديث فى تونس وحركة النهضة الإسلامية، ويرصد بدايات الإسلام السياسى فى تونس الحديثة، مع ظهور راشد الغنوشى المولود عام 1941 وتوجهه نحو مصر للتعلم ثم سفره إلى باريس للحصول على الدكتوراه فى الفلسفة، ويبدأ الباحث كتابه بالإشارة إلى أن المجتمعات القديمة عرفت علاقة متميزة بين الدين والسياسة وفى ظل غياب اطر دولتية أعتبرت هذه العلاقة شرطا أساسيا لبناء النظام الاجتماعى فى هذه المجتمعات حيث أسست لعلاقات التعاون والتضامن وخلقت إطارات للتواصل المعنوى والمادى كشرط لازم لقيام حياة اجتماعية.
ويرى الباحث أن حركة النهضة التونسية سجلت عام 1984 قطيعة مع المرجعية الإخوانية ومفاهيم الثورة الإيرانية لتصل إلى حالة من التكيف مع الخصوصيات المحلية. وفيما بعد شهدت علاقات الحركة بالسلطة نوعا من التوافق مع قدوم زين العابدين بن على الحكم وإعلانه الرغبة فى اجراء اصلاحات سياسية وحاولت الحركة العمل بشكل قانونى، إلا أن السلطة رفضت بعد قليل الاعتراف بالنهضة كحزب سياسي بدعوى أن زعماءه ما زالوا تحت طائلة القانون وسادت حالة من القطيعة بين الحركة الإسلامية والنظام الحاكم طوال السنوات العشرين الماضية.
ويتناول الكاتب الملامح الأساسية لخطاب راشد الغنوشى محللا ومدققا، حيث نجد الرجل يتحدث عن توسيع الدوائر القومية؛ معتبرا الدائرة الأولى هى دائرة الإسلام وهى دائرة عقائدية، وحضارية ، ونضالية؛ وفى ذلك يقرر أن المجتمع الإسلامى مجتمع تعددى اعترف بحق المواطنة للمسلم واليهودى والمسيحى ولم يستثن عنصرا من العناصر المكونة للمجتمع من حق المواطنة.
أما الدائرة الثانية فهى دائرة العروبة وفيها يُقرر أنه لا ينبغى أن يتصور أحد أن هناك عداء بين الإسلام والقومية، وأن القومية العربية رباط أساسى يساهم فى تقوية الكيانات السياسية. ويشير الباحث إلى أن فكر راشد الغنوشى محاولات عديدة للتوفيق بين القيم الديمقراطية والإسلام، لذا نجده يطبق نظرية المقاصد فى الحديث عن الديمقراطية فى الإسلام ويقارن فى ذلك بين فكرة الإجماع فى الفقه وفكرة الأغلبية فى السياسة .
ويحدد الباحث ملامح المشروع السياسى للحركة الإسلامية بأنه يتفق مع الديمقراطية ويطالب بالحرية والعدل ويقبل بالتعددية. الجدير بالذكر أن الفصل الاول من دستور تونس لعام 1959 ينص على ان "تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، الاسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها". ويؤكد الكثيرون أن العلمانية ليست ضد الدين وإنما فصل الدين عن الدولة أو فصل الدين عن السياسة". والمشكلة التي تواجه تونس في تلك اللحظة الراهنة والمفصلية من تاريخها أن الدولة هي التي تهمين على الدين، وويرى البعض أن تونس لن تخرج من هذا المأزق إلا إذا تمّ إنهاء هيمنة الدولة على الدين أو هيمنة الدين على الدولة وهذا يتماشى مع الديموقراطية ودولة القانون واحترام الحريات والمساواة للجميع وبين الجميع". و هناك أرضية تسمح للجميع بالاستمرار في تجاور وتعدد . ومن يتابع نشاط حركة الاتجاه الإسلامي يرى أن المرجعية الدينية والفكرية التي استندت إليها في تلك الفترة انتهت بهم إلى حالة من الاغتراب عن الثقافة السياسية الوطنية وزجت بهم في خطاب معياري قيمي . واليوم وبعد أكثر من ثلاثين عاما على تأسيس الحركة وما رافقها من تجارب هل تستطيع الحركة تبني أفكارا أكثر واقعية وبراغماتية بعيدا عن الإسقاطات المستوردة من حقبات مختلفة من التاريخ الإسلامي.
الكتاب : إشكالية الدين والسياسة في تونس
دار النشر : رؤية للنشر والتوزيع
سنة النشر : 2011
عدد الصفحات 440



#سعيد_نوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب العقل النقدي والتمسك بالنقل والمتن على حساب النص من أهم ...
- خدني المظاهرة يا حبيبي معاك / شهادة أدبية
- سعيد نوح رئيس لمصر .. كتب عليك يا ابن نوح أنك مخلوع مخلوع
- علاقة اللغة والمجاز ورؤية الإنسان للكون في كتاب المجاز واللغ ...
- الفصل الأول من رواية ملاك الفرصة الأخيرة
- الفصل الثاني من رواية ثلاثية الشماس
- قصة قصيرة:الشيخ قاسم
- قصة :عريف أول
- قصة :في انتظار اللقاء الثاني
- قصة: ثلاثية الشماس
- قصة : كما يجب عليك قبل أن تحتل المقعد الأخير
- مقال
- قصة حذاء عمي اللميع
- جزء من رواية :الكاتب والمهرج والملاك الذي هناك
- جزء من رواية كلما رأيت بنتاً حلوة أقول يا سعاد


المزيد.....




- بنغلادش: مئات الطلاب يقومون بدوريات في دكا تزامنا مع الذكرى ...
- وزير خارجية العراق يصل إلى تركيا في إطار المحادثات الأمنية ب ...
- كيف تطورت المفاوضات والجهود الدولية سعياً لوقف إطلاق النار ف ...
- المهنيون يجتمعون لدعم قائمة “الوحدة”
- هزات أرضية بقوة 5.7 درجة شرق تايوان
- اليابان ترفع درجة التحذير من -زلزال عنيف-
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1845 عسكريا أوكرانيا وتحرير ب ...
- الخارجية السورية تنعى سفيرها في بيلاروس
- وصول قوة روسية إلى منغوليا للمشاركة في مناورات -سيلينغا-2024 ...
- الصين تطلق تحقيقا في فساد واسع بدور الجنازات


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد نوح - إشكالية الدين والسياسة في تونس