عباس ألنوري
الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 21:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد تعب الشعب العراقي وذاق كل أنواع المرارات لأكثر من أربعين عاما الماضية
وتجرع الكوارث وذاق الجوع والترهيب والتهجير وكان شاهداً على سقوط أكبر دكتاتور عرفه
…......الشعب العراقي طيلة تاريخه الحديث
وبعد أن استعانة القوى المعار ضة للنظام الدكتاتوري بأمريكا وجيشها للخلاص من الدكتاتورية وحكم الفرد والحزب الأوحد ووقع الشعب في فخ القوات المحتلة و تحت رجمة مفخخات الأرهابيين من أتباع القاعدة والصداميين وبمباركة ودعم قوي من دول لا تريد
…..الخير للعراق
وما قدمه الشعب العراقي من تضحيات جسام لخوض عدد من الانتخابات وفرز قيادات لخدمته وتحقيق أمانيه في العيش بحياة كريمة ...لا يصدق ما حدث من صدمه وكارثة لا مثيل لها بأن من أقسم على أن يسهر لتطبيق الدستور والدفاع عن حقوقه يكون قائداً ومحركاً لأقذر العمليات الارهابية...أليست هذه هي الخيانة العظمى ...إن صدق القضاء وثبتت التهم
لو كان أقرب الناس لي متسترا على جريمة لأخبرت عنه, ولو أن كان من كان قد دعم أو ساهم من قريب أو من بعيد في قتل الناس وعرفت بذلك لشهدت ضده لأنهم جميعا
...مجرمين ولا فرق بينهم وبين المنفذين للجرائم
فكيف الحال برئيس الوزراء يتستر على شخصية كانت وراء تفجيرات سامراء وكارثة جسر الأمامين الكاظمين عليهما السلام حينما كان الدكتور الجعفري رئيسا للوزراء..لماذا لم يسمع الشعب العراقي طيلة هذه السنين من هو المجرم الحقيقي...وما هي الحقائق ولماذا أخفيت...!و
لقد وقع السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي على اعدام الطاغية في أوئل أيام حكمه وسجل له في التاريخ شجاعته...ووقف بقوة في صولة الفرسان لضرب الخارجين عن القانون لكنه يتستر على أكبر الجرائم لأن الأمريكان طلبوا منه التريث أو لأنه تخوف من حرب أهلية لأن المتهم ينتمي للمذهب السني وما قدمت من تبريرات فلا يمكن قبول الأعذار حينما يتعلق الأمر بالدم ...وليس هناك أي مجال لقبول أي عذر عندما يتعلق الأمر بالخيانه العظمى
لقد حاول الكثيرون من سياسيين منسيين أو مهمشين ومثقفين ومنذ بداية عام 2003 محاربة الطائفية والعمل من أجل العراق وذلك من خلال اندماجهم في حركات واحزاب غير مذاهبهم وقومياتهم لا من أجل سلطة أو مصلحة شخصية أو من أجل الحصول على مبلغ بخس...بل فقط لأن حسهم وطني وفكرهم نير وتخوفهم من الانقسامات والكوارثر
وأغلب الكتل تنوع كوادرها , حتى المراجع العظام حفضهم الله تعالى ساهموا من أجل الوحدة واللحمة الوطنية وعلى رأسهم السيد المرجع الأعلى علي السيستاني أطال الله في عمره الشريف
مع أن أغلبهم خسروا ماديا ومعنويا وأتهموا بأنهم باعوا مذهبهم لأنهم أصطفوا مع قادة من مذهب آخر ...والعبد الفقير أحدهم
أتأسف على الذين يتهجمون عليَ لكوني عملت مع هذا أو ذاك أو دافعت عن هذه القيادة وأنتقدت قيادات أخرى دون أن يتحرروا من الحقائق ويتسائلوا لماذا هذا الاختيار هل هو غباء أم ناتج عن فكرة وحس وطني أم من أجل السلطة ولله الحمد لم أقبل أي منصب ولا من أي طرف مع أني كنت مقرب من عدة أطراف شاركت وساهمت في العملية السياسية وحتى أني شاركت فعليا ضد النظام البائد منذ أواخر السبعينات وقدمت التضحيات والشهداء وقمعت وسجنت ونفيت لأكثر من ستة وعشرون عاما بعيدا عن عائلتي وأولادي وأمي وأخواتي وأصدقائي و و ,و
لا أريد الدخول في تفاصيل حياتي لكي أدافع عن نفسي ولست الوحيد والمعني, ولكن هدفي هو كيف لنا أن نعمل من أجل العراق وشعبه بطريقة نجنب الشعب المهالك
والكوارث
حدث العاقل بما لا يليق فأن صدق فلا عقل له...نقولها ولكن
هل مقعول بأن نائب رئيس الجمهورية يضع نفسه وتاريخه ومنصبه بيد بعض من حماياته بأنه مباشرةً يأمرهم بالقتل والتفجير ...لا أتصور أغبى الناس يفعله
لماذا لا يستأجر قتلة وما أكثرهم وبعيداً عن الشبهات دون أن يعرف ارتباط الأمر بنائب رئيس الجمهورية ...هناك من قتل مقابل 100دولار وهذا معروف في عراق بعد 2003 لأن البطالة قتلت الناس جوعا فمنهم من لجأ للارهاب والسرقات ومن غرر بههم والعصابات ملئت المجتمعات العراقية
القانون يقول المتهم بريء حتى تثبت ادانته, ولكن الاعلام وبعض السياسيين حكموا عليه دون محاكمة ودون محامي ودون أن نعرف مدى صدق الادعاءات وسبب هذه الضجة الاعلامية المباغتة بعد خروج الجيش الامريكي من العراق
هل المنطق والعقل يقبل أن شخصية في قمة الهرم السياسي والحكومي يخاطر لثمن عملية اجرامية ويدفع مبلغ 3000دولار او أقل أو أكثر بصورة مباشرة ويشكر المجرم
والمنح الذي كان يمنحهها للأرامل...والمرضى الذين يرسلهم للعلاج على حسابه وكل المشاريع الانسانية الذي قدمها...كلها كذب وتغطية لواقع اجرامي كان معروف من قبل ثلاثة اعوام لكن وضع الغطاء عليه بسبب التوافقات السياسية أين العقل والمنطق من هذا كله...أم أستحمروننا عوض أن يستعمروننا
أن أهم أمر يجب أن يحدث أن القضاء العادل يأخذ مجراه ويقول كلمته الفصل بحق نائب رئيس الجمهورية الاستاذ طارق الهاشمي فأن ثبت ما هو متهمٌ به فهي ليست جريمة عادية ولا عدد من الجرائم بل هي خيانة عظمى من الوزن الثقيل...وأن يحاسب كل من تستر عليه خلال الفترات التي اثبتت تورطه ومشاركته وقيادة ودعمه للارهاب...وليعرف الشعب العراقي من هي الدول التي مولة وساهمت ودعمت وتسترت...ويجب على الحكومة وجميع القوى الوطنية العراقية مطالبة العالم بحقوق المظلومين من هذ الدول
وعلى رأسهم تحميل الولايات المتحدة الأمريكة مسؤولياتها القانونية الدولية تجاه حماية العراق وشعبه لأن العراق لازال تحت طائلة الفصل السابع
الخيانة العظمى يجب أن تطبق على كل مسؤول عراقي ساهم أو تستر بشكل وآخر على قتل الأبرياء من أبناء الشعب العراقي
المنفذين للجرائم قتلة وأدوات بأيدي تلك القيادات التي دخلت هرم السلطة في العراق وحسب قول السيد رئيس الوزراء أن لديه ملفات كثيرة بحق قيادات أخرى...لماذا التستر عليهم؟ لا تضع تاريخك ونضالك ضد الدكتاتورية في طائلة الخيانة العظمى!و
أن حل هذه القضية القانونية من خلال توافقات سياسية هي في حد ذاتها خيانه عظمى,
فهل يقبل الشعب العراقي بمجموعة خونه تحكمهم؟
, والغريب في الأمر أغلب الاطراف المتورطة تطالب بالحل القضائي ,المتهم والذي يملك ملفات الاتهام والقوى السياسية التي تحاول فض النزاعات وتقريب وجهات النظر وحل المشاكل...فقط نقطة الخلاف أين وليس كيف...أليس من المنطق أن تتوصل الجهات لحل وسطي لكي تبان الحقائق للشعب العراقي ويعرف من هم معه وفي خدمته ومن هم أداة بأيدي أجندات دول لا تريد الخير للعراق
أحقاً الخيانة العظمى تبسط لحل سياسي يرضي الاطراف كلها وعلى حساب دماء الأبرياء
إذن فهي حقاً الخيانة العظمى
المخلص
عباس النوري
2011-12-28
#عباس_ألنوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟