أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي بداي - 69 عام ..عمر الدكتاتور القاتل














المزيد.....


69 عام ..عمر الدكتاتور القاتل


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 17:26
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في سبعينيات القرن الماضي ، كنت في بداية الدراسة الثانوية وكنت أحد الزوار الدائمين لمعرض بغداد الدولي وكانت أجنحة الدول والشركات تتفنن في إستقطاب الزوار بتوزيع الهدايا والمجلات المصورة، فكان الجناح الياباني يوزع مجلة اليابان اليوم وهي مجلة ملونة رائعة تعرض صور الحياة اليابانية ومظاهر التقدم وينحرف الجناح السوفياتي قليلاً عن مهمة الترويج التجاري ليوزع كتباً آيديولوجية وموتمرات الحزب الشيوعي السوفياتي وخطابات بريجينيف التي كان المحرر يحاول نقل أجواءها للقاري فيضع كلمة ( تصفيق) بعد كل فقرة و(تصفيق عاصف) بين فقرة وبين فقرة وأخرى ثم لينتهي الى ( تصفيق عاصف متواصل) بعد إنتهاء الخطاب . أما الجناح الكوري الشمالي فكان يحرص على توزيع كتب كفاح "كيم إيل سونغ" ومنها كتاب فاخر بورق صقيل بعنوان " كيم إيل سونغ الزعيم العظيم للأربعين مليون نسمة للشعب الكوري" .. كانت برودة وصرامة مفردات تمجيد الفرد وتقديسه تتسلل من بين الكلمات وتشد السطور ببعضها لتشكل كتلاً صماء، متجمدة، ميتة تحاول عبثاً أن تلامس مشاعر القارئ فتوصل له رسالة إجبارية هي أن "كيم إيل سونغ الزعيم العظيم للأربعين مليون نسمة للشعب الكوري هو كل شئ "... وأن كوريا كلها لاتساوي شيئاً بدونه .. كم حاولت أن أكمل خمسة صفحات من هذا الكتاب الضخم ؟ كم حاولت أن أتعرف من خلاله على حياة الكوريين كما عرفتني مجلة اليابان اليوم على حياة اليابانيين؟ لقد منعتني اللغة الحديدية الثقيلة التي كانت تطرق أذني من إستيعاب الأفكار التي أراد المؤلف الآيديولوجي تسويقها، ثم حاولت أن أقاوم رغبتي في رمي الكتاب في المزبلة بحجة تأجيل قراءته الى وقت لاحق، لكني لم أتمكن لامن قراءته ولا رميه في المزبلة لأن ورقه الصقيل والجهد المصروف على إخراجه كان يمنعني فبقي في المكتبة كجثة محنطة .. تماماً مثل جثة "كيم يونغ إيل" التي وضعت في التابوت الزجاجي جثة هامدة خالية من الحياة ومن أية فائدة.
لم أفاجأ بعد ذلك بسنين حين رأيت هستيريا النحيب بعد إعلان موت "كيم إيل سونغ" ولا حين مات إبنه "كيم يونغ إيل"، فكيم يونغ إيل هو في الحقيقة "كيم إيل سونغ" بل هو كوريا كلها فكتلة الأربعين مليون نسمة من الشعب الكوري الصماء التي ربما تكون تضاعفت الآن، قد أعدت ضمن نظام مسخ لايرحم على أن ترى نفسها في القائد الذي يجب أن لايموت ، وحين يتحتم أن يموت يتوجب على وجه السرعة أن يعلن الناس عن حلول الكارثة فيعلو الصراخ والعويل ويعلن الحداد ويُعوض الميّت بآخر من ذات الفصيلة أي كيم الأصغر..والأصغر الى يوم يبعثون..إنه نظام عبودية وتقديس الشخص الذي لايمكن أن يبرر ، فحتى لو كان آل سونغ خلال سني حكمهم قد حلّوا مشاكل السكن والضمان الصحي والعمل بل حتى لو بنوا جنة الله على الأرض فهذا كله لايبرر سمفونية الصراخ والعويل والنحيب التي لامثيل لها والتي ماإنفك الشعب الكوري يعزفها جماعياً منذ إسبوع . السياسي ليس كالعالم أو المخترع الذي يوظف كل قدراته للإتيان بجديد يخدم الأرض ومن عليها ، إذ مهما كان إنجاز الإنسان السياسي تبقى السياسة والقيادة السياسية مسألة نسبية لاتفترض أن يكون الناجح بها أسمى من غيره، ولا أكثر إخلاصاً ولا أكثر صدقاً ولا أكثر فائدة، إن لم نقل أن معظم القادة السياسيين الناجحين قد حصل على لقب " القائد" بعد أن خاض بنجاح في مستنقعات من دم الضحايا ، وعبر سلسلة تجارب ناجحة من المؤامرات ، والدسائس، والدوس على كل مايعترض طريقه بإتجاه القيادة من أجساد وقيم ..
الدكتاتوريون متشابهون ، كل منهم لايكتفي بسني الإستبداد التي قضاها حاكماً أوحداً بل يحرص على إعداد خليفته من بين أبناءه بوقت مبكر وبحجج شتى، "صدام حسين" و" معمرالقذافي" و"علي عبد الله صالح" و"كيم إيل سونغ" و"كيم يونغ إيل" و "حافظ أسد" و " حسني مبارك" والقائمة قد لاتنتهي..
لكن إبني الصبي فاجأني بإكتشاف غريب : الدكتاتوريون ينتهون بعمر واحد أيضاً "69 عام!".. إنظر مات "صدام حسين" و كان بعمر69 تماماً كعمر "حافظ أسد" 69 عام ، ثم سقط " معمرالقذافي" وكان عمره 69 وتنحى "علي عبد الله صالح" وكان عمره 69 ثم نفق "كيم يونغ إيل" وكان عمره 69 وسينتهي "عمر البشير" بعد ثلاث سنوات حين سيبلغ 69 من العمر..قلت له بدهشة: حقاً هو تشابه غريب لكنه لايسري على الجميع ، فها هو "حسني مبارك" قد جاوز الثمانين و"زين العابدين بن علي" كذلك ، لكن الصبي كان مستعدا ً للرد على إعتراضي: القانون يسري على الدكتاتورين من فئة الدكتاتورين القتلة وليس فئة الدكتاتوريين اللصوص!




#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يالها من مزعطة!
- ياصاحب أشرف العمائم
- حوار حول الاقليات
- صديقتنا أمريكا
- سياسة اللجوء الأوربية.. أسئلة حائرة
- أخلاق اليساريين - بمناسبة محاولات بعث الروح في الصدام اليسا ...
- مأزق الديموقراطية العراقية و الثورات العربية
- هل جن دولته؟
- وا طنطلاه
- أصدقائي التوانسة ..إحذروا من أسوا العابدين بن....
- ثلاثة أوهام لتبرير إستعباد الناس بإسم الدين
- 2011 عام العالم العراقي -عبد الجبار عبد الله- بمناسبة ذكراه ...
- البحث عن أخبث رجل في العالم
- رد السيد علي الدباغ على مقالة علي بداي
- حقيقة تزوير المالكي لشهادة وزير التربية
- لو اسس عراقيو الخارج حزبهم الخاص
- الانتخابات عيد العراقيين الوحيد
- هل تسعى جهة ما لتدمير العراق سرا بالسلاح الايكولوجي؟
- الجعفري يبدا حملته الاتخابية بمعلقة عنصرية
- اممية المشرفين على -الحوار المتمدن - في زمن الطوائف


المزيد.....




- يقدمون القرابين لـ-باتشاماما-.. شاهد كيف يعيش بوليفيون بمناز ...
- انفجار هائل ثم حريق خارج عن السيطرة.. شاهد ما حدث لمنزل صباح ...
- قتلى وجرحى فلسطينيين في خان يونس
- ترامب ويطالب بضم كندا والسيطرة على قناة بنما
- لافروف لـ RT: أحمد الشرع يتعرض لضغوط كبيرة من الغرب الساعي ل ...
- فنلندا تحقق في دور سفينة أجنبية بعد انقطاع كابل كهرباء تحت ا ...
- جثثهم تفحّمت.. غارة إسرائيلية تقتل 5 صحفيين في النصيرات بقطا ...
- تركيا توجه تحذيرا لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا
- صورة لـ-شجرة عيد الميلاد الفضائية-
- -اتفاقية مينسك لم تكن محاولة-.. لافروف يقدم نصيحة لمبعوث ترا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي بداي - 69 عام ..عمر الدكتاتور القاتل