أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - الشعوب العربية بين الخروج مِن حُفرة حُكامها والسقوط في هاوية مُعارضيهم














المزيد.....

الشعوب العربية بين الخروج مِن حُفرة حُكامها والسقوط في هاوية مُعارضيهم


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 17:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدوا أن الشُعوب العَربية واقعة اليوم بين خَيارين لا ثالث لهُما ولا مَفَر مِنهُما أحلاهُما مُر، فأما البقاء في حُفرة سُلطات شمولية، خبَرت السُلطة، وبدأ بعضها بمُواكبة الزمن، وإعتماد سِلسِلة إصلاحات جاء بَعضُها مُتأخراً للأسف.أو السُقوط في الهاوية السَحيقة لدكاكين مُعارَضة تجارية الطابع، ربحية الأهداف، خارجية التمويل، تفتقر لرؤى وخِبرة سياسية واضِحة تمَكِّنها مِن قيادة السُلطة في حال توليها بعد سقوط الأنظمة الحالية في الدول العربية.
فالشعوب العربية واقعة مُنذ نُصف قرن تقريباً في حُفرة عَميقة لا أمل للخروج مِنها إلا بإصلاحات سياسية وإقتصادية وإجتماعية شاملة، نُفِّذ بعضها مِن قبل بعض الحكومات العَربية خلال السَنوات السابقة، وجاء بَعضُها الآخر مُتأخراً خلال الأشهر الماضية،بعد أن سَبَق السَيف العَدل بإندلاع حُمّى الثورات العربية التي تسَيّرها وتركب مَوجتها جهات تدّعي مُعارضتها للنظم السياسية القائمة في الدول العربية، وسَعيَها لتحقيق الديمقراطية لشعوبها. مِن جهة أخرى، فإن ماعاشه العراق خلال السَنوات الثمان الماضية، وماعاشته دول عَربية نجَحَت بإسقاط نظمِها السياسية خلال الأشهر الماضية، لايَدع مَجالاً للشك بأن مَن تسَمّي نفسَها قوى مُعارَضة ليسَت بأفضل حالاً وأقل فساداً وإنتهازية مِن الأنظمة التي تعارضها، والإرتماء بأحضانها يَعني السُقوط في هاوية سَحيقة لا قرار لها. كما تبين أن التغيير في الدول العربية لا يؤدي سِوى لإستبدال حِزب قائِد بعِدة أحزاب قائِدة، ودكتاتور بدَرزينة دكتاتوريين، وحَرامي بأربعين حَرامي، لا ندري مِن أين نأتي لهُم بكهرمانة لتخلصَنا مِنهم ومِن شرّهِم، وإذا كانت كهرمانة قد فشِلت بتخليص بلدها مِن الأربعين حَرامي الذين سَرقوه بليلة ظلماء بعد 2003، فكيف سَتنجَح بذلك في دُوَل عربية أخرى؟
طبعاً هذا الكلام لا يَنطبق على كل أشكال المُعارضة العَربية والعِراقية وأنواعها، ففي صُفوفها شَخصيات لها وَزنها ومَكانتها الإجتِماعية والفِكرية والسِياسية التي لايُمكن إنكارها، لكن للاسَف مِثل هذه الشخصيات لا شعبية لها وسط جُمُوع العَوام التي تشكل غالبية المُجتمعات العَربية، وتأثيرها عليها شُبه مَعدوم مُقارنة بتأثير أحزاب الإسلام السياسي التي أستولت على الشارع والسُلطة في العراق، وهي في طريقها للإستيلاء على الشارع العَربي وعلى السُلطة في بلدانه. فلو نظرنا لما أفرزته لنا المُعارضة العِراقية السابقة مِن سُلطة حالية، وقارناه مَع السُلطات الشمولية التي سَقطَت وقد تسقط بباقي الدول العَربية، لرأينا أنها أفرزت لنا سُلطة حِزب الدَعوة القائِد وزعامة حَجّي المالكي، التي لو قورَنت مَع سُلطة الحِزب الوطني وزعامة مُبارك أو سُلطة البَعث السوري وزعامة بَشّار أو سُلطة حِزب التجَمّع وزعامة بن علي لظلمناها جَميعاً، ولكانت الأفضلية بكل تأكيد لهذه الأحزاب وزعَمائها على حِساب الدَعوة وزعيمه فكراً وقيادة وكاريزما. بالتالي خرَجَ العراق مِن حُفرة سُلطة صدام وحِزبه ونِظامه الشُمولي العَميقة، ليَسقط في هاوية مُعارضيه الذين لايقلون سوءً عَن سابقِهم، والذين تمَخّض(نظالهم في سبيل حُرية العراقيين وكرامتهم!) بتوافقِهم على زعامة المالكي وحزب الدَعوة. وبإعتقادي لن تكون سُلطة المُعارضة في باقي الدول العربية بأفضل حالاً، وسَتكتشف شعوبها أنها خرَجَت مِن حُفرة مُبارك وبن علي وبشار لتسقط في هاوية مُعارضة سَتتوافق رُبّما بإرادتها أو رغم أنفها على سَلفي هنا وأخواني هناك، وستنهض في أحد الأيام لتجد نفسها وهي تسير بهَدي مُرشِد الجَماعة كما نهض العراقيون يوماً ليجدوا أنفسهم وهم يَسيرون بهَدي المَرجعية.
أتمنى على كل عاقل حَصيف، تأخذه العزة بالإثم في الإندفاع والتحيز الأعمى لما يُسمى بالثورات العربية، وفي الهجوم الهستيري المُبالغ فيه على السُلطات التي لا تزال تسود أو سادَت وبادَت بالأمس القريب في بعض الدول العربية أن يُحَكِّم ضَميرهُ،وأن يَقِف لحظة صِدق مَع نفسه ويَنظُر بحِيادية ومَوضوعية لِما كان ولِما سيأتي، ثم ليعطي رأيه وليَقل قوله الذي سَيُحاسِبه عليه التأريخ في يوم مِن الأيام.

*عنوان المقال مُقتبس مِن مَثل مَصري يقول: " طِلِع مِن حُفرة و وَقع في دُحديرة".

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُقدة البعث وفزّاعة عودته للسُلطة
- ساسة العراق الجديد، سَبع صَنايع والبَخَت مَضايع
- أنها الثورات الرَعناء لا فخر وما غير هذا مِنها يُنتظر.. ليبي ...
- ثقافة الرقيب ودورها في تسطيح ثقافة و وَعي الشارع العراقي
- ساحة التحرير بين التظاهرات الشعبية والمَسيرات الحكومية
- 14 تموز، نراه إنقلاباً وجريمة ويرونه إنجازاً وثورة، وبيننا و ...
- إنهيار أنظمة الشرعية الثورية الجمهورية وصمود أنظمة الشرعية ا ...
- الفنانة سُهير أياد.. بين إنطلاقتها وإعتزالها فيض من الإبداع
- ثورتا تونس ومصر، قراءة أولية محايدة
- هل نحن مقبلون على سنوات عجاف أسوء من التي سبقتها ؟
- نخبنا الثقافية والسياسية بين تقديس الثورات وتسييسها
- بين إنتفاضة 1991 وإنتفاضة 2011 تأريخ العراق يعيد نفسه
- تحية حب وإعتزاز كبيرَين لتشكيل التيار الديمقراطي في ألمانيا. ...
- لماذا العجب يا مثقفينا من قرارات مجلس محافظة بغداد ووزارة ال ...
- هل كان تشكيل التحالف الوطني إنقلاباً أبيض على العملية السياس ...
- السيد المالكي وحزب الدعوة على خطى السابقين
- لنختار مسيحياً و إيزيدياً و صابئياً لرئاسة جمهورية و وزراء و ...
- ضبابية المصطلحات بين ثورات وإنقلابات
- أما آن الأوان لمحاكمة قتلة العائلة المالكة العراقية وإعادة ا ...
- عراق الأمراء.. من أمراء القصور الى أمراء الوحدات الى أمراء ا ...


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - الشعوب العربية بين الخروج مِن حُفرة حُكامها والسقوط في هاوية مُعارضيهم