أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أيوب - قراءة نقدية في ديوان - تأملات الولد الصعلوك - للشاعر : باسم النبريص















المزيد.....



قراءة نقدية في ديوان - تأملات الولد الصعلوك - للشاعر : باسم النبريص


محمد أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 1062 - 2004 / 12 / 29 - 07:04
المحور: الادب والفن
    


قراءة نقدية
في ديوان " تأملات الولد الصعلوك " للشاعر : باسم النبريص
بقلم د . محمد أيوب
يقع الديوان في 106 صفحات ، ويحتوي على أربع عشرة قصيدة ، تتكون القصيدة الأخيرة منه من خمس وستين لوحة شعرية ، وقد أهدى الشاعر الديوان إلى أمه ، ونجد مقولة ل " هيدغر " تفيد بأن جوهر الفن هو الشعر وأن الحقيقة هي جوهر الشعر ، وهناك مقدمة تحت عنوان " مفتتح " ، وقد جاءت معظم عناوين القصائد على شكل أسماء نكرة أو حروف أو أفعال ( مثل: قم، علمني) ، كما نلاحظ أن معظم العناوين جاءت مفردة ، ولعل ذلك يرمز إلى وحدة الشاعر واغترابه عن واقع لا يألفه ولا يرضى عنه ، بينما جاء عنوان واحد فقط على صيغة المثنى " خاطرتان " ، وعنوان آخر على صيغة الجمع " الشعراء " ، وقد كرر الشاعر بعض العناوين بشكل لافت للنظر ، فقد تكررت كلمة شاعر نكرة أو معرفة خمس مرات ، بينما تكررت كلمة سؤال أربع مرات ، مما يظهر حيرة الشاعر أمام لغز الحياة وسؤالها الكبير ، كما تكرر حرف النفي في العناوين ثلاث مرات ، بينما لم نجد حرف الإيجاب " نعم " سوى مرة واحدة ، أما حرف السين فقد تكرر اثنتي عشرة مرة ، وتكرر حرف الحاء تسع مرات ، وكذلك تكرر حرف الهاء تسع مرات ، بينما تكررت التاء المربوطة اثنتان وعشرون مرة ، وأغلب الحروف التي تكررت من الحروف التي تدل على السلاسة والبساطة .
في المقدمة التي كتبها الشاعر لديوانه يرقى بالولد الصعلوك إلى مرتبة الألوهية حين يخاطبه بقوله : " فاتحين وطناً يشبهك ولا يشبه سماءك السابعة " ، ويقطع الشاعر على نفسه عهداً بأن ينتظره ( ص 11 ):
" سوف ننتظرك في أزقة المسحوقين منارة تستبي الليل وتبرق ،
وموتاً يحاصر المخصيين " ،
والولد الصعلوك من خلال تأملاته يشكل الأمل والمنقذ بالنسبة للشاعر ، فهو :
" الأيسر حتى انطفاء النهايات واشتعال الفعل " وهو " الأيسر حتى وثبة الجياع وإحقاق العدالة " ، " الأيسر حتى القيامة والفجر والولادة العاجلة " ، والشاعر يتحدث بصيغة الجمع ، يقول : " نلتحم بك التحام الشهيد بأجنة الحوامل .. بشبق الشهادة " ، فالشهادة عند الشاعر ديمومة أبدية من خلال التصاق الشهيد بأجنة الحوامل ، كما أن للشهادة لذتها التي تفوق كل ملذات الحياة بما فيها لذة قمة الإمتاع الجنسي ، والولد الصعلوك هو كل ذلك وأكثر ، فهو تلك الزرقة الصافية التي ترفض أن تعطي لونها للبحار التي أشحبها الخوف أو سكنتها الغيبوبة الضامرة .
في قصيدته الأولى ص 12 يبحر الشاعر في قارب اللذة والتوحد ، ولكنه يشفق على نفسه ، ويتصور أن ما يتحدث عنه ما هو إلا رؤيا ، مجرد حلم سرعان ما يفيق منه على الواقع :
نبحر في جسدينا .. نهرب من جسدينا
ندخل صمت الأعشاب
ونقطف عنقود الرؤيا
والشاعر أسير عشقه لغزة ، فهو لا يستطيع منه فكاكاً ، وهو إن حاول الهرب من هذا العشق فإنه يهرب منه إليه :
نهرب من مملكة العشاق إلى مملكة العشاق .
ويحاول الشاعر أن يقول لنا إن عشقه لغزة هو نوع من الحب العذري الطاهر ، فالصوفيون رمز لذلك الحب الإلهي والوجد الدائم ، وغزة كالبحر تحتفظ ببكارتها ، لم تسمح لغريب أن يضاجعها على الرغم من ذلك الليل الرمزي ومن غموضه الذي يقتل الشاعر بخناجره المطلسمة يغمدها في يقين الشاعر ليبقيه بلا يقين ولا إيمان :
خلفي الصوفيون .. أمامي البحر
بكاءات لا يحصيها عدد
لا يعرفها أحد
وغموض يقتلني ، يستل طلاسمه
يغمدها في عمق يقيني
وقد قدم الشاعر صورة رائعة حين رسم الملامح البشعة للاحتلال ، ولكنه استخدم نقطتي الاقتباس ، وكأنه يريد أن يوهمنا أن الكلام ليس كلامه وإنما يصدر عن غيره :
الليل هنا في غزة : وحش أعمى
تنين شرس ، بحر تتلاطم فيه الأمواج
ويعود الشاعر إلى وعيه ، أو يعود وعيه إليه حين يقول لغزة :
خذيني .. فالكل هنا مشغول عني
وهو يريد صبحاً غير الصبح العادي الذي يألفه الناس ، يريد إشراقة أخرى للنور:
والصبح هنا في غزة لا يتجرأ فيزيح ستار العتمة
ونلاحظ أن الشاعر استخدم كلمة الأجدب في مكان كلمة الجدب ، فنحن نقول هذا مكان جدب وزمان جدب ، كما كان من الواجب أن يستخدم الشاعر الفاصلة بين عبارة : " ننادي الله " ، وعبارة " كل القديسين " حتى يستقيم المعنى ولا يتشوش ذهن القارئ .
وقد قدم في قصيدته التي بعنوان : " من وحي ناظم حكمت " صورة ذهنية على الرغم من الرمز الذي تكشف عنه الكناية في العبارة ، كما بين لنا مدى الإحباط الذي يعانيه في لهجة خطابية مباشرة على الرغم من المعنى الإنساني الذي تحمله العبارة :
حين أكون وحيداً منهزماً
أجتر كآبة صمتي ، ومرارة قهري الدائم
أتعلم منك العشق المطلق للبشرية
للفقراء المنتظرين العدل
وقد لجأ الشاعر إلى التكرار ليؤكد على المعاني التي يوردها ، ولكن كثرة استخدامه لحروف الجر يزيد من ذهنية الصورة ، وبدلا من أن تأتي الصورة من خلال ذهول الشاعر نجده واعياً تمام الوعي لما يريد أن يقوله حتى يصل به الأمر حد المباشرة واللهجة الخطابية والأسلوب التقريري ، في قصيدته " قم " نجد أن فعل الأمر يحمل دعوة إلى الفعل الممنطق سلباً أو إيحاباً، ويتبع فعل الأمر ب "لا" الناهية ، حيث يقدم لنا حقيقة ذهنية بصورة تقريرية بعد تكرار نواهيه المتعددة التي تحمل دعوة إلى الفعل الجاد بطريقة سلبية :
لا توغل في الصمت
ستموت غدا ، وستشبع موت
ولكنه سرعان ما يعود إلى الإيجابية :
" فالعالم أجمل مما كنت تظن ، والعالم أروع مما كنت تظن "
ولعله هنا يجرد من نفسه شخصاً آخر يناجيه ، يزجره تارة، وينصحه تارة أخرى، والشاعر هنا لم يغادره المنطق ، بل ظل أسير وعيه المستيقظ أبدا ، ومن الملاحظ أن التكرار هنا لم يخدم القصيدة أو الصورة الشعرية ، ولو أنه حذف بعض الكلمات المكررة لاستقام الوزن والمعنى ولكان الإيجاز أبلغ ، ولو أنه حذف كلمة تمتع وأصبحت كلماته كما يلي :
وتمتع بعطاء الأرض / .. بالألوان /وبالألحان
لما خسر شيئاً ، وقد أكمل الشاعر الصورة التي قدمها لنا بشكل تقريري يقول :
فجميل أن يحيا الإنسان
وعظيم أن يحيا الإنسان
يشعر الشاعر بالعجز ، ويعبر عن هذا العجز بصورة متناقضة ، ففي بداية قصيدته : " لو كنت أستطيع " يقول :
لو لم يكن طعامي القديد والنجيع
ترى ماهي الصورة التي أراد الشاعر أن يقدمها لنا من خلال المزاوجة بين القديد والنجيع ، وما هي علاقتهما بفقدان القدرة والاستطاعة ؟ وإذا كان طعامه هو القديد والطعام الهنئ فكيف ينقلنا إلى صورة مغايرة لما استهل به قصيدته حين يقول :
لكني يا أمي
يا سر حسرتي وهمي
لكنني فقير
كإخوتي فقير
وحبذا لو أنه حذف كلمتي " كأخوتي " المكررتين بعد الكلام السابق حتى يستقيم الوزن والمعنى ، وفي نهاية القصيدة يسقط في يد الشاعر ، ويعبر عن قمة الإحباط واليأس حين يقول :
لا ينفع الكلام لا ينفع الكلام
أما في قصيدته " كتابة " ص 22 فيقدم لنا صورة سوداوية لحياة الإنسان وللعالم من حوله ، فالشاعر قد قنع بالجنون ، جنون من اكتشف الحقيقة المرة ، فاختلت المعايير والقيم الإنسانية التي كان يؤمن بها ، فقد اكتشف حقيقة :
إن كونكم مريض
دنياكمو مريضة
حياتكم فقيرة عقيمة
والعقم هنا دلالة على الجدب والقحط وانعدام العطاء الإنساني ، وقد توج الشاعر إحباطه ويأسه من العالم من حوله بالصورة التالية :
البؤس في البداية
والموت في النهاية
والليل في الوسط
وفي قصيدة " هذيان " ص 24 يحلم الشاعر بالوطن البعيد الذي أوشك أن يطال ترابه الذهبي ، ولكنه يستيقظ قبل أن يحقق أمنيته في الحلم ، ويقوم حائراً بين الحقيقة والحلم واختلاطهما معاً إلى درجة أنه لا يستطيع في هذيانه التمييز بين الحلم والواقع ، فكلاهما كابوس يتضخم ليلاً ليملأ وجود الشاعر وكينونته ، ولكنه يصحو من هذيانه ليقدم لنا صورة موغلة في ذهنيتها ، يقول :
لم يخفني أن أرى الإنسان ذئباً مرة ،
كلباً وتنيناً وخنزيراً ،
ولكن الذي أعيا مخيلتي وأرعبني هو الفوضى ، وهذا الانفلات التام من كل الأصول .
الشاعر يورد الكلمات : أعيى وآلم وأرعب التي تدل على الوعي الكامل واليقظة ولا تدل على الهذيان ، وفي حيرته بين هذيانه ووعيه يبدأ في انتحاره معلناً أن الحياة الصعبة السوداء ليست غايته ولا شعاره ، وهي صورة سوداوية أخرى يقدمها لنا الشاعر ليعبر عن يأسه وعدم ثقته بالعالم من حوله .
وفي قصيدة " هاجر وغربة جديدة " ص 26 ، ترمز هاجر إلى حقيقة تاريخية ، بدليل أنه ربطها بالعشب وأسرار الصحراء ، وقد قدم الشاعر صورة رائعة في قوله : " مارست الصحو " ، وكأن الصحو عادة يمارسها الشاعر كأية عادة من العادات التي يمارسها الإنسان ، وحين يريد الشاعر التوبة تتزاحم عليه الآثام وكأنها لا تريد له أن يصحو أو أن يعي نفسه ، حتى عند النوم تتراكم عليه الأحلام ، بل إن الموت يصبح عزيز المنال ، وكأنه كتب عليه أن يعيش مغيباً عن وعيه و واقعه .
وفي " إرهاصية " ص 28 ، ينادي الشاعر ضمير المخاطبين موجهاً نداءه إلى الشعب العربي :
يا أنتم – فانتشروا –لن أستخدم صفة الغائب في لغتي
الشاعر يريد لأمته أن تكون دائمة الحضور ، ولا يريد لها أن تقبع داخل ضمير الغيبة ، يقول :
أم الأيتام تنام الآن وما شحنت محاجرها بالضوء .
الضوء هنا ضوء خاص ، ضوء الأمل بمستقبل أفضل ، وقد عبر الشاعر عن ذلك بلغة سلسة سهلة ، واستخدم كلمات نثرية تؤدي المعنى دون ضجيج خطابي ، ولكنه عاد وقدم لنا صورة غير مقبولة في قوله :
ودخلت لهاث الله بلا أسماء .
كما يعود إلى الخطابة والتقريرية والمنطق العقلاني في قوله :
هذا زمن الثوريين وأنت تحب الثوريين
وهذا زمن نفاد الخبز وأنت تعادي الخبازين .
يصور لنا الشاعر جو الانحلال والعجز من خلال تصويره لما يدور داخل حانة في قصيدة " مراقبة " ص 30 ، وكأن العالم العربي بأغنيائه أصبح حانة كبرى يتلوى فيها العجز والشبق الجنسي إلى الحد الذي تتغزل فيه المرأة الشاحبة بكلب صامت، في حين أن الشاعر الذي لا يعجبه هذا الوضع مصاب بالعجز الجنسي على الرغم من عدم تجاوزه للعشرين من عمره ، يقول :
الشاعر العنين
الذي على مشارف العشرين
يبحث عن طريقة معقولة
ينهي بها حياته المرذولة
ينهي بها وجوده المشين
ولعل الشاعر هنا يود أن ينهي الجانب السلبي من حياته ولا يقصد الانتحار بمعناه المطلق ، والصورة التي يقدمها الشاعر صورة سلبية يائسة في ظاهرها ، في حين أننا لو تعمقنا فيما وراء الكلمات لوجدنا صورة إيجابية ، فالعجز الجنسي عجز مؤقت ينبع من عدم القناعة والرضا بالواقع الذي يحياه الشاعر ويريد تجاوزه إلى واقع جديد يشبع نهمه للحياة الحقيقية بطعمها السائغ المقبول الذي يتمناه ، يعود بعد ذلك إلى الملل والسأم في قصيدته " مراقبة " الثانية ، فهو تارة يشرب قهوته ، وتارة يطالع صحيفته ، ومرات يصيبه النعاس فينام ، ثم يستيقظ دون حماس على الرغم من وجود بذرة الشك والارتياب والدهشة في نفسه ، ويظل أسير ذهوله يشرب قهوته المرة وينام ، في حين تبقى الحسرة سيدة الموقف بلا منازع ، فهو يجتر حسرات العجز والقصور عن التغيير .. تغيير ذلك الواقع المتخاذل الذي ينتظر أن يسقط عليه الحل من السماء دون تعب .
و في قصيدته " إلى حمامة " ص 32 يطلب من الحمامة أن تحاول التكيف مع نمط حياته الرتيب ، فهو في بيته سجان وسجين، وهو كالحمامة ينتظر الحرية، وانتظاره هنا انتظار سلبي لا يصل إلى الفعل الواعي من أجل تحقيق حريته ، وهو يريد للحمامة أن تأكل وتنتظر مثله :
لكني أتناول أكلي
فكلي أنت الأخرى
وتعالي ننتظر الفجرا
فعسى ولعل
يولد في صمتينا شيء آخر غير الذل .
فهل يمكن لشيء آخر غير الذل أن يولد دون تجاوز حالة الانتظار السلبي والاكتفاء بتناول الطعام إلى حالة الفعل بحيث يطلق الشاعر تلك الحمامة التي يسجنها إذا كان يعشق الحرية ، حتى تحلق في سماوات الحرية والسلام ، ولعل الشاعر وحمامة السلام مسجونان بإرادة طرف ثالث يبقيه بلا حول ولا قوة .
وقد استخدم الشاعر في قصيدته " الشعراء " ال " العهدية ، وكأنه يقصد شعراء معينين ، يحس أن القارئ يعرفهم لأنهم ينتمون إليه وينتمي إليهم ، فهم من طينته نفسها ، والشاعر متفائل بدور الشعر والشعراء ، فهم يوقظون أعراس اللغة ويخلصونها من جمودها وقحطها ، ويمنحونها الخضرة حين ترتوي بهموم الثورة وشموخها ، فتعود إليها الحيوية والدهشة والإيحاء ، وهو يريد أن يعيد للغة بكارتها لتعود عذراء نقية من كل شائبة ، ولعله هنا يشير إلى الثورة التي لن يفض بكارتها إلا الثوار الحقيقيون :
ها إنا نحن الشعراء
نوقظ أعراس اللغة الجامدة الجرداء
نمنحها الخضرة
نمزجها بهموم الثورة وشموخ الثورة
ونعيد إليها الحيوية والدهشة والإيحاء
نعيد بكارتها
وحرارتها
نجعلها حاضرة أبدا ً
ملهمة للعقل الفذ الخلاق .
والشاعر يضع شعراء الثورة في مصاف الأنبياء حين يجعلهم يمتشقون سيف الرؤيا الذي يخترق حجب الغيب لاستشراف المستقبل الذي يحمل في ثناياه الآتي الأعظم والذي يعطي للأشياء شكلاً ومضمونا جديدين يتجاوزان الشكل والمضمون التقليديين :
نمتشق الرؤيا
نستبق الحاضر
نرنو للآتي الأعظم
نتزود بالرغبة في تحطيم الأشياء
وإعادة خلق الأشياء
ويؤكد الشاعر على وضع الشعراء في مصاف الأنبياء عندما يقول :
ها إنا نحن الشعراء
ها إنا نحن الغرباء ،
فالأنبياء غرباء في أوطانهم ، وكذلك الشعراء ، لأنهم يثابرون على عزف سيمفونية المستقبل ويمتشقون سيوف الرؤيا ، ولا يزال الشاعر ممتطياً صهوة جواد النبوءة شاهراً سيف الرؤيا حين يحاول فك طلسم الأحجار ، منتظراً تلك القصيدة المرتقبة التي كتبها بعد أن صعد الهضبة التي ترمز إلى التسامي واستشراف المستقبل، ففي قصيدته"موت شاعر الأحجار" يقول:
أفنى ربيع عمره في الشمس والغبار
يفك طلاسم الأحجار
ويرقب القصيدة المرتقبة .
ولكن أعداءه لا يتركونه يشق طريقه للكشف عن وجه الحقيقة الغائبة ، بل يحاولون اصطياده وإيقاعه في حبائل فتاة بعثة الآثار ، ولعله يرمز بذلك إلى تلك المحاولات المستميتة لإحياء تلك الأجساد المحنطة التي ترعاها فتاة بعثة الآثار ، ذلك الجسد المحنط الذي يريدون إحياءه ، وتلك اللغة المحنطة التي يريدون بعثها من توابيت اللغات القديمة وكتب الديانات السالفة ، يقول :
ومر في خيالها خاطر خبيث
وأيقنت بأنه سينتهي للشبكة
ولكنها تفاجأ بأن الشاعر قد مات ، ولكن صقره ظل يحوم حول بسمته ، ولعل الشاعر يريد أن يقول لنا : لقد انتهى دور الكلمة ليبدأ دور الفعل الواعي الناجم عن فك طلاسم الأحجار وولادة تلك القصيدة المرتقبة ، مما جعل ذلك الشيء في صدر فتاة الآثار يرتعد ، ولم يشأ الشاعر أن يستخدم كلمة قلب ، ولكنه استخدم كلمة شيء النكرة وكأنه يريد أن يقول لنا إن فتاة بعثة الآثار بلا قلب ، لأنه لو كان لها قلب لأفصح عنه الشاعر ولما استخدم كلمة شيء النكرة ، وقد كان بإمكانه أن يقول :
لكن قلبها .. في صدرها الأجوف
كان يرتعد
بدلا من قوله : " لكن شيئاً ما " .
وفي قصيدته " مدد .. مدد " ، استخدم الشاعر اللهجة المصرية ، وحبذا لو استخدم اللهجة العامية الفلسطينية لكان أعطى القصيدة نكهتها الشعبية المذاق والقريبة من ذوقنا المحلي ، ولن يختل من جراء ذلك الوزن أو المعنى .
و في 65 قصيدة نجد أن أسئلة الشاعر أكبر من أن يجد لها إجابات ، فهو يريد أن يرسم لنا صورة للكلمة المطاردة والملاحقة من خلال أسئلته التي يتركها بلا أجوبة ، بل يترك لخيالنا الجامح فرصة المساهمة في صياغة أجوبة لهذه الأسئلة :
ماذا ستفعل حين يكون الذهاب للبيت مشكلة
والخطى واهنة
وحين تكون الشوارع في آخر الليل موحشة ساكنة .
يبدو الشاعر سلبيا في بعض أسئلته حين يمشي إلى جانب الحائط ، مقتنعاّ بالمثل القائل : إن " العين لا تعلو على الحاجب " ، وعلى الرغم من سلبيته لم يسلم من سوط الجلاد الذي جلده ليخرجه من سلبية الواقع إلى حيز الفعل الواعي ، ثم يكرس الشاعر سلبيته في سؤال ثالث ص 56 حين يقرر أن الرقبة التي تنظر إلى الأعلى تنكسر ، وعليه فإنه يقنع بالنظر إلى الأسفل كيلا لا يتعثر في طريقه بما يكدر صفو سلبيته ، وهو يحاول الانفلات من أسر هذا التراث السلبي حين ينفجر في ذهنه سؤال ضخم :
من قال بذلك ؟
سادات الأمس أم المولى ؟
وفي سؤال رابع يتألم الشاعر بسبب إقفال المذياع وفيروز تغني ، فماذا كانت فيروز تغني ؟ أتراها كانت تغني لجسر العودة أم لشوارع القدس العتيقة ؟ تلك الأغنيات التي أيقظت أوجاع القلب من سباتها العميق ، ولكنها لم تتجاوز الإيقاظ إلى الفعل الواعي .
وتشكل المرأة الوجه السلبي لأحلام الشاعر وآماله التي لا تتحقق ، ولذلك يطول انتظاره دون أمل في انفراج الباب ( ص 45 ) ، وينقم الشاعر على نفسه لأنه ضحى بالغنيمة لأجل الكلمة في هذا المجتمع المنافق الذي لا يؤمن بغير النفاق والمداورة أسلوباً للحياة :
ناقما على الكتابة التي من أجلها ضحيت بالغنيمة
وناقماً على فداحة الحياة فوق أرض هذه المدينة الدميمة
ومع ذلك يظل الشاعر مسكوناً بهموم الشعر ، يتمنى ومضة إبداع :
لكن عبثاً .. هيهات
فالشعر الشعر هرب
ومعينك في زمن القحط نضب
والطفل بأعماقك مات
فهل هو طفل الشعر الذي مات ؟ أم أن براءة الطفل في نفس الشاعر قد ماتت ؟!، وقد استخدم الشاعر حرف الجر " الباء " الذي يدل على المصاحبة ، وكأن الطفل الذي مات يصاحبه ويلتصق بجسده ، ولو أنه استخدم حرف الجر " في " لكان المعنى اعمق وأشمل ، ولكان قد أفادنا بأن الطفل متعلق بأحشائه من الداخل ولا يصاحبه مصاحبة خارجية يسهل التخلص منها، وهو يكثر الحديث عن الإحباط :
تقرأ في جريدة الصباح
عن شاعر أمضه الإحباط فانتحر
وهو يخشى أن يدهمه الموت قبل أن يحقق رسالته في الحياة ، ويطرح خوفه في سؤال مهموم :
ماذا لو مت مساء اليوم ؟ ( ص 49 )
ويتوحد مع راية المخيم التي تظل دون جميع ما حولها شامخة راسخة ، في حين يركع الجميع وينهارون أمام قسوة الحياة ، ولكنه يعود فيناقض نفسه ، ويطمس معالم تفاؤله بدثار من الإحباط والخيبة حين يرفع راياته منهزماً على الرغم من اقتراب الفجر حين يفر منه طفل الشعر أو يموت ، ويبلغ به الإحباط قمته في قوله :
وأنام وأعرف أن الوعد الآت .. " هكذا "
أبداً لن يأتي بالمرة .
ولذلك نراه في ص 53:
يهجر الكلام
يمزق الورق
ليتفرغ لشهواته الدنيوية من طعام وشراب وغرائز ، وهو يدرك أن ليله لن يطول ما دام يتدثر بدثار الصبر الجميل ، فهل يطول صبره الجميل ؟ كلا ،لأنه يخرج من جهامة النبوءة شاهرا ًفجيعته وذله سيفاً في وجه الليل والكهان ، يثور على الليل بمعناه الرمزي ليقتص من أولئك الكهان الذين حاولوا تخديره بالصبر الجميل كي يتحمل أذى ذلك الليل وضراوته ( ص 58 ) ، وهو مع رغبته في التمرد والثورة يحاول أن يتكيف مع واقعه لينام بقلب خالٍ وجيوب خاوية ( ص 60 )، يذكر الشاعر بأبي العلاء المعري حين يساوي بين صوت البشير وصوت النعي ، أو بين بكاء الحمامة وغنائها حين يقول :
الغبطة قبر
والحزن كذلك قبر
فاختر أيهما كي تدفن فيه
مع الفارق بين فلسفة الشاعر وفلسفة أبي العلاء، لأن معاني أبي العلاء أكثر عمقا، وصوره أكثر رحابة ، يتساوى السلبي والإيجابي عند الشاعر حين يدعو الله على لسان ندى ( ص 62 ) :
أن ينصر هذا الشعب
أو يسخط هذا الشعب
فلقد مل القلب
ولقد شاخ القلب
حتى الصداقة عند الشاعر لها طعم آخر ، فعلى الرغم من مشاركته لصديقه في السراء والضراء ، فإن هذا الصديق يطعنه في الظهر ويستميل قلب زوجته ، يسرق أشعاره وهو في المنفى ، هنا يرمز الشاعر إلى تلك الطعنات التي وجهتها الدول العربية التي تدعي الأخوة إلى ظهورنا، ومع ذلك يدرك أنه في نهاية المطاف لن يُهجر ، ولن يتبعه الغاوون ، وإنما سيتبعه من يتبعه عن قناعة ، وسيكون أتباعه من عشاق البحث عن الحقيقة الساطعة التي ستفاجئ الجميع بسطوعها وحضورها الدائم ، وهو وحيد دائما : يحترف الرحيل خلف نجمة بعيدة ، وينتظر اصطياد طائر القصيدة ، وحده يكابر ، ووحده يصلي ، وهو شاعر البراءة الغريبة ، في مجتمع مدان يحترف إدانة الآخرين ، ويظل الشاعر سادراً في حرمانه ، يرقب جارته التلميذة ، ويمارس عادته السرية ، دون أن يحقق أمنيته ولو في أثناء الحلم ، فالأحلام تخذله وتتخلى عنه ، والوطن المطعون يتحول إلى طعنة تشق قلب الشاعر من الألم لتخلف وراءها حسرة أبدية المرارة ، وحين يصور المخيم يصوره ساكناً خامداً، ولكن أذان الفجر يحركه كخلية نحل ، وقد استعمل حرف التشبيه " الكاف " استعمالاً ذهنياً ، لأن استعمال حروف التشبيه يضعف الرمز ويجعل الصورة أقرب إلى المباشرة ، كما يلجأ الشاعر إلى استعمال اللهجة الخطابية حين يحاول توضيح كيف يتحول المخيم إلى خلية نحل ، حيث ينطلق العمال إلى أعمالهم مع أذان الفجر ( ص 73 ) .
وتحت عنوان " رؤية " نجد أن الشاعر يستخدم هذه اللفظة للدلالة على الرؤية البصرية لا الرؤية القلبية " البصيرة " ، فهو يرى الأمة كثيرة العدد ، ولكنها بحاجة إلى مدد ، وتحت عنوان " توضيح " يقدم الشاعر مفهومه للشعر :
فالشعر ـ سادتي ـ صدوق
طائر مجنح رقيق
لا يستقيم مع معادلات السوق
لأننا يجب أن نكون صادقين وأن نرفض منطق التدليس
وأن تكون روحنا مصقولة بالحب والألم .
فالشعر بدون الصدق يستحيل إلى مهزلة ، وخصوصاً حين يتعرض الشاعر إلى إغراء ذهب المعتز ، مع أن جراحاته ما زالت تنزف من ضربات سيف المعتز ، يطارد الشاعر شعور بالوحدة المملة ، فهو يأكل وحده ، ويخرج وحده ، بل إنه يسكر وحده مع أن السكر لا يحلو بلا نديم ، ولأن الشعر صار سلعة رخيصة ، على الرغم من شعوره بأن الشعر الحقيقي يتطاير شرراً من حجر الصوان لحظة احتكاكه بالفولاذ ، وينام على حد السكين ولا يخسر ، والشاعر يرفض عدم المبالاة حين يدعو الناس إلى اتخاذ موقف مهما كان هذا الموقف ، المهم ألا يقف الإنسان على هامش الحياة ، أو في وسط الطريق ، لأن أقدام السابلة ستدوسه :
مع اليمين قف
مع اليسار قف
لكن حذار أن تقف
يا سيدي في المنتصف .
يرفع الشاعر راية العصيان في وجه الكتابة لأن العالم في نظره كلب أجرب :
والدنيا زانية مسعورة
وجدير بالشاعر إن صدق الشاعر
أن ينسحب سريعاً من فوضى الصورة
ترى : هل توقف الشاعر عدة سنوات عن الكتابة لهذا السبب ، أم أن لهفته على الدنيا وخوفه من الخيبة القاتلة يتجاذبانه بعيداً عن روضة الشعر ، ويجعلانه لا يعرف أين يقف ، مع اليمين أم مع اليسار ، حتى يجد نفسه أسير ال " لا مفر " :
وكان لا مفر
أن أشعل النيران في خزانة الكتب
ثم يعلن الشاعر انتماءه للجنون ، ذلك الجنون الواعي والمقصود باعتباره مرفأ خلاص ينجو به الشاعر ممن حوله من الثرثارين بلا ضمائر :
تهجرهم جميعاً
لأنهم بلا ضمائر يثرثرون
وبعد أن يهجرهم ينعى لهم زمانهم ، كما ينعى لهم طعم الطهر والبراءة في زمن يخلو من الطعم ومن البراءة :
أنعى لكم زمانكم يا أيها المضللون
يا أيها المعبئون بالسذاجة الرديئة
يا أشقياء جيلي المأفون
أنعى لكم زمن الطهر والبراءة
ولعل استخدام الشاعر لأداتي النداء " يا " و " أي " والهاء التي للتنبيه كان من أجل التعبير عن حالة من البعد النفسي بين الشاعر والمخاطبين ، ولكن الشاعر يثوب إلى رشده ، وكأنه أحس أنه تناقض مع دعوته السابقة ولم يقف حتى في المنتصف الذي دعا إلى تجنبه ، فقد عاد وقرر أن الشاعر الحقيقي هو من يصرخ ضد المألوف وضد المعهود ، بل ضد الثابت والمتعفن ، يقدم لنا الشاعر صورتين متناقضتين للانتماء ، فهو ينتمي إلى كلمة مضيئة تضيف روعة إلى روعة الحياة، تشجع الإنسان وتحضه على التمرد ، ويقابلها بصورة أخرى للانتماء حين يعلن أنه ينتمي إلى الخواء ، إلى عراء الفراغ وفراغ العراء :
أنتمي للهلام
أنتمي للكلام الذي لا يجيد الكلام
وهذا ما يجعل الشاعر على مدى ديوانه مطحوناً بين شقي رحى الأمل واليأس ، فتارة يدغدغه الأمل ، وتارة يسحقه الشعر بالإحباط واليأس ، وهو بينهما مضيع لا يقر له قرار .
وأخيراً يعلن دون مواربة أنه ذلك الولد الصعلوك الذي جعل تأملاته عنواناً لديوانه ، ذلك الولد المشكلة الذي يكبر ليصبح بحجم الشعب بكامله ، ذلك الولد الشعب الذي يعترف :
إنني الولد المشكلة
جنوني جداري الأخير
وصوتي سيبقى النفير
سيخرج رغم النصائح
رغم الفضائح
رغم المحاذير والقمع والطغمة القاتلة .
لقد أصبح الجنون هو الجدار الأخير بالنسبة لهذا الولد الشعب الذي لم يجدِه صوت العقل ، ولا نصائح الناصحين له بالتعقل والتريث ، فجدار الجنون ، جنون الفعل ولا منطقه هو الملاذ الأخير والحل المرتقب ، وفي ثنايا ذلك تكمن النبوءة العظيمة ، فمن كان يصدق أن الحجر سيكون ملاذاً أخيراً لهذا الولد الشعب ، وأن هذا الفعل غير الممنطق بمنطق العقلاء سيحرك ماء ذلك المستنقع الذي كاد ماؤه يأسن ويتعفن، ومع ذلك تلاحق الشاعر وساوسه وسوداويته إلى مالا نهاية، فأبدا ستبقى بلاده ضائعة،وكأنه فقد الثقة بمنطق العصر العربي المتخلف،خصوصاً وأن أشعاره كتبت في زمن ساد فيه الإحباط في النصف الأول من عقد الثمانينيات، يقول الشاعر :
أحس أني مطفأ وأن روحي مطفأة
فأشتهي لو أنني عدم
وأترك الأوراق جانباً وأترك القلم
وأدخل الفراش وفي الفؤاد غصة الندم .
وفي نهاية ديوانه يهدي أمه التي تكبر لتصير بحجم الوطن ، يهديها وردة وألف ألف سوسنة ، لها ولكل قلب نابض بعشق كل الأمكنة ، كما ينبض بالحقد على الكلاب الخونة ، والغريب أن الشاعر زاوج بين الكلاب والخونة ، مع أن الكلاب مشهورة بالوفاء والأمانة ، وحبذا لو استخدم لفظة الذئاب بدلا من الكلاب لاستقام المعنى والوزن معاً ، ولتحقق له من الجمال أكثر مما تحقق باستخدامه لفظة الكلاب .
وفي الختام يمكن القول إن الديوان لا يخلو من أخطاء إملائية أو مطبعية ، فقد أهملت همزة القطع في كلمات كثيرة ، في حين كتبت همزة القطع في كلمات تلزمها همزة الوصل ، وهناك أخطاء مطبعية فقد كتبت كلمة جنونا بدلا من كلمة جنوبا ...



#محمد_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العناصر الفنية في القصة القصيرة
- ملاحظات حول القانون رقم 5 / 96الخاص بانتخابات المجالس المحلي ...
- الذاكرة المثقوبة
- انتخابات الرئاسة في فلسطين والحملة الانتخابية
- الصعوبات التي تواجه المثقف الفلسطيني
- ورقة عمل حول الإصلاح الوطني والتغيير الديمقراطي
- الأزمات الداخلية في التنظيمات الفلسطينية
- ما وراء النص في ديوان - البدء ... ظل الخاتمة - للشاعر توفيق ...
- الزمن في بعض الروايات المحلية
- الانتخابات الفلسطينية
- لديمقراطية الأمريكية والحرب النظيفة
- حول قضية العملاء
- ما هو المطلوب من القيادة الفلسطينية في المرحلة القادمة
- البنية الروائية عند بعض الروائيين في غزة
- جوم أريحا - دراسة نقدية
- إلى الجحيم أيها الليلك - دراسة نقدية


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أيوب - قراءة نقدية في ديوان - تأملات الولد الصعلوك - للشاعر : باسم النبريص