أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - معنى -النجاح- في مهمَّة -المراقبين العرب-!














المزيد.....

معنى -النجاح- في مهمَّة -المراقبين العرب-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 13:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتظار الآن هو سيِّد الموقف ممَّا يحدث في سورية؛ فالنتائج الأوَّلية، المباشِرة، الفورية؛ ثمَّ النتائج النهائية، لعمل بعثة المراقبين العرب، التي قرَّرت جامعة الدول العربية إيفادها إلى سورية، ووافقت دمشق أخيراً على استقبالها، هي التي في ضوئها ستُرى وتتضح معالم المسار الجديد للأزمة السورية، والتي هي، من حيث الجوهر والأساس، أزمة في بنية وقوام العلاقة بين نظام حكم بشار الأسد والشعب السوري، وليس ممكناً تخطِّيها وحلها، على ما ثَبُت وتأكَّد، من طريق "الإصلاح" الذي يقترحه، وينادي به، ويدعو إليه، نظام الحكم نفسه.

وإنَّنا يكفي أنْ نسأل "هل تنجح البعثة في مهمتها، وفي تأدية عملها؟" حتى نَجِد أنفسنا مطالبين بتحديد وتوضيح المقياس الذي به نقيس النجاح من الفشل؛ وهذا "المقياس" إنَّما يكمن في تعريف هذا "النجاح"، أو في معرفة "كيف يكون"، مع أنَّ هذا الأمر لا يمكن وزنه إلاَّ بميزان النسبية؛ فإنَّ كل طرف من أطراف الأزمة، وما أكثرهم، يميِّز "النجاح" من "الفشل" بما يوافِق مصالحه هو؛ فَلْنَتَّخِذ من مصلحة الشعب السوري، وثورته التي لا تخالطها أشياء غريبة عنها، وليست من جنسها، مقياساً نقيس به "نجاح" عمل "البعثة" من فشله.

ومع أنَّ المراقبين العرب أنفسهم، وبحُكْم الاختلاف في مواقف الدول التي إليها ينتمون، ليسوا بالمتجانسين في نظرهم إلى الأمور، وفي تفسيرهم لِمَا يرون ويعاينون، فإنَّ من الأهمية بمكان أنْ نُذكِّر دائماً بالغاية التي من أجلها جاءوا، والتي هي حماية المدنيين من المواطنين السوريين؛ فكيف تكون (أو يجب أنْ تكون) هذه "الحماية"؟ وما هي المعاني الحقيقية والواقعية لـ "حماية المدنيين من المواطنين السوريين"؟

إنَّ المدنيين من المواطنين السوريين، العُزَّل، الذين لا يحملون ولا يستعملون السلاح في صراعهم من أجل نيل حقوقهم السياسية والديمقراطية، ولا يتعرَّضون للممتلكات العامة والخاصة، وللمقار والأبنية الحكومية، بالحرق والتدمير والإتلاف، والذين ينزلون إلى الشوارع والساحات والميادين، للتظاهر والاعتصام ضدَّ نظام الحكم، ومن غير أنْ تُرخِّص لهم وزارة الداخلية (وأشباهها من السلطات) في ذلك، ويمارِسون كل أساليب وطرائق الصراع السلمي، هُمْ الذين من أجل حمايتهم جاءت بعثة المراقبين العرب، على ما يُفْتَرِض ويُتوقَّع ويُؤمَل.

و"الحماية" لهؤلاء لا تعني، إنْ في نصِّ التكليف، أو في العمل والممارسة، أنْ يستعمل المراقبون العرب السلاح لحماية المدنيين في حراكهم الشعبي الثوري؛ فتأدية هؤلاء المراقبين لعملهم على خير وجه إنَّما تتطلَّب وتستلزم، أوَّلاً، وقبل كل شيء، جَعْل مواضِع وأماكن الحراك الشعبي (من مُدُنٍ ومراكز سكَّانية أخرى) خالية من الدبابات، ومن سائر القوى العسكرية والأمنية لنظام الحكم، ومن المنشقين عن الجيش؛ فإنَّ كل مسرح للحراك الشعبي الثوري يجب أنْ يخلو من (وأنْ يكون بمنأى عن) كل ما من شأنه أنْ يتسبَّب بإخراج الصراع بين الشعب ونظام الحكم عن "سِلْمِيَتِه"، التي بحفظها وصونها، والتزامها قولاً وفعلاً، يصبح ممكناً قياس الوزن السياسي والشعبي لنظام حكم بشار الأسد وللثورة عليه.

وأحسبُ أنَّ مدينة (أو مسرحاً للحراك الشعبي الثوري) كحمص يجب أنْ تكون موضع الاختبار الحقيقي لعمل المراقبين العرب؛ فهؤلاء ينبغي لهم (أيْ لجزء منهم) أنْ يتوجَّهوا إليها سريعاً، ليتأكَّدوا بأنفسهم (وليعلنوا ذلك من ثمَّ) أنَّ المدينة استوفت، أو لم تستوفِ بعد، الشروط العسكرية والأمنية لجَعْل الحراك الشعبي فيها آمناً، سلمياً.

المراقبون العرب يجب أنْ يكونوا موجودين في كل ساحة من ساحات الحراك الشعبي، وعلى مقربة من كل حراك، ليراقبوا طرفيِّ الصراع، وليُوثِّقوا كل ما يقع من خرق وانتهاك لشروط الحفاظ على سِلْمِيَة الصراع، وليَقِفوا بأنفسهم على منسوب الحقيقة والصِّدقية في مزاعم وادِّعاءات كلا الطرفين، وليُعْلِنوا على الملأ النتائج التي توصَّلوا إليها؛ فالحراك الشعبي الثوري هو حقٌّ للشعب السوري، لا ريب في شرعيته، وإنْ لم يستوفِ شرعيته من وجهة النظر القانونية لنظام الحكم؛ ولا بدَّ للمراقبين العرب من أنْ يتصرَّفوا ويعملوا بما يؤكِّد احترامهم لهذا الحق، وحرصهم على النأي بهذا الصراع عن كل ما من شأنه إخراجه عن "سِلْمِيَتِه"؛ فإنَّ الحفاظ على "سِلْمِيَة" الصراع بين الشعب ونظام الحكم، لا إنهائه بما يلحق الضرر بالمطالب والأهداف الديمقراطية للثورة السورية، هو جوهر وأساس مهمة المراقبين العرب، على ما يُفْتَرَض ويُتوقَّع ويُؤمَل، إذا ما كانت مصالح وحقوق الشعب السوري هي المرجعية التي إليها يُرْجَع لمعرفة "النجاح" من "الفشل" في عمل وجهود بعثة المراقبين العرب.

دعوا الصراع السلمي بين الطرفين يأخذ مداه؛ ففيه، وبه، تَظْهَر موازين القوى على حقيقتها، وتتغيَّر بما يسمح، أو قد يسمح، لثورة الشعب السوري بحسمه سِلْماً أيضاً، وبما يقيها، ويقي سورية، شعباً ووطناً ودولةً، شرور قوى دولية وإقليمية ليس لديها من المصالح والأهداف إلاَّ ما يجعلها معادية لكل ما هو أصيل وثوري حقَّاً في الحراك الشعبي السوري.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نفهم -الكون-
- -معارِضون- يجب نبذهم!
- -الإصلاح- في الأردن.. طريق أخرى!
- -فلسطين- في -الربيع العربي-!
- اقرأوا هذا الكِتاب!
- -الموت- و-الحياة-!
- -ديمقراطية- أم -فسادقراطية-؟!
- -اللحظة الضائعة- في ثورة مصر!
- العقل المُثْخَن بجراح -التعصُّب-!
- -الدكتاتور المثالي- في -مرافعته الإعلامية-!
- الجريدة اليومية في عصر جديد!
- حضارة الجوع!
- -رودوس- التي تتحدَّى -الإسلام السياسي-!
- -الإسلاميون- و-الدولة المدنية-
- -نبوءة- مبارك!
- حقيقة الموقف الإسرائيلي من -الربيع العربي-
- وفي الشتاء.. عادت الثورة المصرية إلى ربيعها!
- قراءة في -فنجان بشار-!
- في -الإصلاح- في الأردن.. هكذا يُفَكِّر الملك!
- وللجيوش العربية نصيبها من -الربيع العربي-!


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - معنى -النجاح- في مهمَّة -المراقبين العرب-!