أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - مآل المحاصصة وخيارات المالكي














المزيد.....

مآل المحاصصة وخيارات المالكي


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انفتق ثوب المحاصصة الطائفية العرقية الرث بعد عرض وسائل الاعلام لأعترافات افراد حماية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بقيامهم بعمليات ارهابية ضد المواطنين العراقيين بتوجيه منه, وبغض النظر عن صحة هذه الاتهامات من عدمها فانه فرّ هاربا الى اقليم كردستان بعد اصدار أمر قضائي بالقاء القبض عليه.

وفي اليوم التالي لذلك كنا على موعد مع تفجيرات ارهابية بسيارات مفخخة راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى... اياد علاوي رئيس القائمة العراقية في البرلمان العراقي صنفها قائلا: " التفجيرات الاخيرة هي تصفية خصومات ". وهذا يشير بلا مواربة الى الطبيعة الاجرامية لنوازع سياسيي المحاصصة الذين يستمرأون اراقة دماء الابرياء لايصال رسالة لمنافسيهم ويمارسون الارهاب كأداة ضغط على غرمائهم السياسيين.

المتهم بريْ حتى تثبت ادانته... هذا المبدأ القضائي القويم يريد البعض ادامته فيما يتعلق بطارق الهاشمي بعدم تقديمه للمحاكمة وابقاءه حرا يصول ويجول في انحاء اقليم كردستان بعد ان اعتبر رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الاقليم مسعود البارازاني, الهاشمي ضيفا عليهما, رغم كونهما مسؤولان مهمان في الدولة العراقية ورغم وجود امر قضائي بالقاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة. انهما بذلك يخرقان الدستور الذي ساوى بين المواطنين العراقيين باستخدام الانتقائية في تنفيذ القوانين عليهم... وهما بذلك يعملان بوحي من مصالحهما التحاصصية ليس الا.

ليس في موقفهما هذا من غرابة, فالمحاصصة الطائفية العرقية بقدر ما تمثله من نهج خاسر كبّد شعبنا العراقي الكثير من الخسائر واهدر الكثير من الدماء وبدد الكثير من الجهود واضاع الكثير من الوقت فانها المكسب الاكبر لقيادات الحزبين الكرديين الحاكمين وهما ليسا على استعداد الى التخلي عنها.
كما ان حديث المالكي والمقربين منه عن التجائهم الى حق الكتلة البرلمانية الاكبر في تشكيل الحكومة والخروج من طوق المحاصصة, ان صدقوا في توجههم هذا , سيشكل خسارة فادحة للقيادات الكردية, لأنه سيظهر الحجم السياسي الحقيقي لهذه القيادات ويلغي حجمها المتضخم والذي نشهده اليوم على المسرح السياسي العراقي نتيجة المحاصصة.
ان احتضانهم للهاشمي ظالما كان او مظلوما جعلهما طرفا في النزاع, وفي مواجهة مع كتلة المالكي, وهم والمالكي وشعبنا في غنى عن ذلك, ثم تشكيكهما بالقضاء العراقي ودعمهما لنقل محاكمة الهاشمي الى كردستان لم يكن موفقا وكأن القضاء الكردستاني, افضل حالا واكثر استقلالية من قضاء المركز... ان هذا التشكيك بنزاهة القضاء العراقي يدينهما اشد الادانة لأنهما جزء اصيل من جهاز الدولة ولم يفعلا شيئا من خلال مسؤوليتهما ودورهما ومكانتهما فيه ومن خلال ممثليهم في مجلس النواب والوزارات في اصلاح هذا الخلل الشائن ومشاركتهما الآخرين في استمرار ظلم المواطنين.

وقد كان اياد علاوي رئيس القائمة العراقية التي ينتمي اليها نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك المقال بسبب عدم الكفاءة كما اعلن, وضع امام كتلة المالكي" الائتلاف الوطني العراقي" ثلاث خيارات لاغير, اولها: الالتزام بالمشاركة السياسية ( المحاصصة ) او استبداله بآخر من الكتلة ( المعني هنا هو ابراهيم الجعفري والعياذ بالله) او اجراء انتخابات برلمانية مبكرة. واحلى هذه الخيارات بالنسبة للمالكي مر, لاسيما بعد ان امسك بمفاصل السلطة.

تؤكد كل الوقائع بان مآل المحاصصة الى زوال بسبب عقمها عن اعطاء حلول للمشاكل القائمة اضافة الى انها اصبحت عائقا امام اي تطور في العملية السياسية.

ان اعتماد نظام الاغلبية العددية السياسية في البرلمان, الذي يهدد به المالكي غرمائه السياسيين, والذي طالبه باعتماده منذ شهور متظاهرو ساحة التحرير ونعتهم بسببه بابشع النعوت, يمكن ان يؤسس الى قيام كتل برلمانية واحزاب وطنية فوق طائفية وعابرة للقوميات ببرامج تضمن حقوق المواطن وتحل مشاكله ,’ وارساء حياة سياسية قوامها قوى الحكم والمعارضة يتنافسان لخدمة المواطن لا استخدامه.

ان عدم وجود ارادة سياسية للحل سيقود البلاد الى فوضى عارمة لانريدها لشعبنا كما ان الفوضى الخلاقة التي قد يسعى اليها كما يدعى الاطفائي الامريكي لحل اشكالات القوى المتصارعة على السلطة حد استنفاذها لقواها, لاتدخل ضمن اهتمام كل من تعز عليه قضية شعبه, فسلامة ابناء شعبنا ومستقبلهم لهما الاولوية المطلقة.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس المهزلة ومآسيها !!!
- من هي الضحية؟ ضاعت علينا القضية
- نحن... مساجين لوحات سلفادور دالي
- الشيوعيون العراقيون- لاعيب فيهم غير ان ...
- اي منظرو المحاصصة... انظروا سحنكم في مراياها !
- بؤرة جيفارا الثورية بنكهة عراقية !
- تخمة الصوم في رمضان/ الأجر على قدر المشقة
- درجة العراقيين المتمتعة بعطلة السنتگريت الخمسين
- الله يجازي النسوان...*
- إعجاز المحاصصة : آلية تصلح للترشيق والترهيل معاً
- الأمانة الصحفية في الذمة الحزبية
- مظاهرات الولاء... تكريس للبلاء
- أصبحت حكومتنا بفشل وأمست بفشلين
- بعثيو المالكي وصدامياته
- مجاهد متعدد الاستعمالات
- المالكي ومماليكه
- ربّوا لحاياكم... تبويس جاكم !!!
- ألا يامن عضضتم النواجذ... ماذا فاعلون بعدئذ ؟!!
- اذا دخل الاسلاميون انتفاضة افسدوها...
- غزوة مانهاتن... غزوة أبوت آباد والبقية تأتي


المزيد.....




- محتضنين -طفولتهم الداخلية-.. قرابة 100 شخص يشارك بمعركة الوس ...
- روسيا: العلاقات مع أمريكا تتقدم جيدًا ولا نتوقع نتائج سريعة ...
- استغاثة من مركب مهاجرين حالته -خطيرة جدا- انجرف نحو السواحل ...
- مظاهرة نسائية تقطع طريقا في دمشق للمطالبة بإطلاق سراح موقوفي ...
- مشاهد لغارة إسرائيلية على دير البلح وسط قطاع غزة
- نائب مصري يشن هجوما لاذعا على إسرائيل
- أوروبا الوسطى تواجه تفشيا خطيرا للحمى القلاعية وإجراءات عاجل ...
- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة في روسيا مرتين ...
- حصيلة خسائر قوات كييف في كورسك تجاوزت 74 ألف فرد
- شرطة غزة تدين اغتيال مدير أحد مراكزها في خان يونس


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - مآل المحاصصة وخيارات المالكي