أم الزين بنشيخة المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 3586 - 2011 / 12 / 24 - 16:45
المحور:
الادب والفن
يوم التقته..
دخل حديقتها القدر..
سألها في خجل :
من أنت ؟
ضحكت قليلا ..
و قالت :
أنا بحّارة
جئتُك من وراء البحر
أجرُّ أصدافي
الى مدينة من حجر
جئتُك
أُدحرج الأفلاك
في كفّي ..
و أُدمّر كلّ يوم صنم ..
جئتُك أعبث فيك
بالنُسّاك ..
بين شفاه حروف من لحم البشر
و أطرد الفقه أحيانا
كي أترك مكانا للشعر و للسمر
جئتك أنفض فيك
الغبار عن الله
في صومعتي
و أعيد الى الذاكرة
بعضا
من الضوء
و من بريق الروح
و من مرح الأطفال
بأوراق الشجر
حطّمتُ كلّ السفن ..
و أوصيت البحر
أن يختفي
كلّما مرّ به القمر
ولم يبق في يدي
غير صورتين
و قامتين
أنا و أنت
و الدهر
و بعض الزهور التي
تغار
من قطرات المطر
و عُدت الى دفاتري
ألتقط قلبا ..
كان مرميّا
على الورق الذي أنهكه
طول السفر
بيني و بينك
رسمتُ شمسا
و أوصيتها ألاّ
تُشرق الاّ بين كفيّك ..
لكن البحر
عاد الى محو الرسوم
التي بنيناها على رمل
لا يفي برياحه و لا بأوجاع
المُدن..
كنتُ أهيم
على صدر موج حزين
فاجئني بالسهر ..
و كُنت تُخبّئ
عنّي ..
عروق السفرجل
و أسئلة الذين مرّوا
بعينيك الى حتفهم
و لم تستشرني..
عن لوازم الدفن ..
و كيف تُغلّق المقابر
دون عبور الصراط
الذي اعوجّ من فرط ايمان البشر
كُنت أتيه عنك
بالسفر على سطح الشموس
السابحة في غفلة من التفاح المُحرّم
و كنت تخفي العدم
و تمنع القلم من البكاء
و من الألم..
اغفاءة واحدة
و قهوة تفيض
عشقا للسهر
لنا من القصائد
ما يكفي
كي تُغني العصافير
و كي نصنع من
عقولنا وطنا ..
سوف أغلّق قلبي
و أجعل من قلمي
حرفا كبيرا
و سنابل
و رقص على نغمات
من حجر..
#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟