اكرم البرغوثي
الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 18:27
المحور:
الادب والفن
يجيء الوقت
والنيل يمضي
لأن الريح تجري مثل فرسٍ جامح
ودمي...
يجيء الوقت
تكلل بالياسمين ودوداً
يحفل بالندى على بوابات الصبح
يعبق مثل فرح غامض
كلل الحزن دهوراً من عشق مغترب
في عواصم حبلى بالماء الآسن
والدم مائدة العشق الأولى،
تبدأ تمحو سطراً من تاريخ
وترتل نشيداً لصباح
يحفل بالمقهورين على بوابات مدائن من يُتْمٍ
تبني على أنقاض ممالك الفوضى
بدايات تسأل:
كيف نَفَرَ من دَمهِ الشهيدُ؟
غسل يوماً آخر من أنظمة الليل،
/راكمت النفايات ظهرا/
والرصاص يزني
أكثر من الاغتصاب الفج، يسرق
بالخوف حياة من طهر،
تَقَدْسَ وجه المولى
يَخلّقُ، لنمحو الذل عن الشوارع
ولا نُمحى
عاد القتيل دمه،
ليسأل ما ضاع هدراً في الميدان دمي!!
واستغربَ تعج بالأثواب مصرُ،
أين ذهبت الأهرام؟
كيف؟
لماذا؟
عاد القتيل دمه،
قال: سأستل الحاضر علماً من سارية التاريخ
كيف يتجدد أبو جهل في عباءات الإمامة؟
ما كنت نبياً
ولكني أحمل خبز يومي إلى المقابرِ
بيتي هيَ،
وأهتف باسم علمٍ يدل عليّ
ولا يدلُ عليّ،
الفكرة قد تنزلق من الطريق
وتمر قربي، تمر قرب النيل ولا تسلم،
لكن جوعي وحزني يهتف باسمي
ويرواد امرأتي في حب وفرح
فيهتف النيل:
كل شيء هو الحب
ولا شيء سواه،
معفرٌ بدمي وتعبي وحزني
أحب النيل،
أنا أحبُ النيلَ ومصرَ
#اكرم_البرغوثي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟