|
نساء في ألذاكره - ناديه لعيبي عجلان
عبد الرزاق حرج
الحوار المتمدن-العدد: 1061 - 2004 / 12 / 28 - 09:56
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
عندما كتبنا عن الرجال ومواقفهم التاريخية وشجاعتهم التي أعطت نقله نوعيه للشجاعة وهي إفناء أرواحهم في مواقف ولحظات أمام آلات الجلاد وهم يصعدون إلى أعواد المشانق باسمين للمستقبل ألقادم لامحالة له في سقوط الفاشية مهما طال الزمن والتاريخ. بيننا كانوا يقولون إلى صهاريج وأدوات الجلاد. وهاهي الفاشية اليوم في منحدر المستنقع وهي تلبس ثوبا جديدا هو ألمقاومه ولكن عنوان ألمقاومه التي اتخذتها نساؤنا إبان محاربة الفاشية الطاغية والراكنة في بلدنا العراق وهن يحاربن بأدواتهن غير ألمتكافئة مع اكبر جهاز قمعي في الشرق الأوسط وبإدارة ومساعدة اكبر طاقم غربي وعربي لمساعدة الفاشست في بلدي العراق في كل النواحي. على صعيد القمع والاضطهاد استذكر فتاة في ربيع شبابها كان اسمها ناديه لعيبي عجلان في بداية عام 1978 كانت تتنقل بين ورش ألخياطه في مجمع لقبلاني في شارع النهر تارة تعمل في ورشة الشهيد صباح جواد معيبد أو في ورشة ألعمه زكيه خليفة تارة أخرى وهي فرحه في أحضان هذه ألصحبه ألمرحه ومتفانية بعملها اليومي. وكانت تعيل عائله مكونه من أخواتها الصغار وأخ صغير يلعب في أزقة وحواري مدينة ألثوره. وعائلتها من الغوائل ألمنسوبه إلى عشيرة السواعد وفصيلهم كان يسمى فخذ الشيوعيين وقد كان لهم باع في تاريخ الحركة الشيوعيه العراقية في النضال السياسي عبر مراحل التاريخ العراقي الجديد ولا يزالون هم في توالد لمنتسبهم الشيوعي. عندما كنا نتقابل في ورش ألخياطه كانت تضحك حين تلتقينا وهي تحمل معها كتب د نوال السعداوي وتناقشنا في حقوق المراة باندفاع وحماسه بالرغم من فارق العمر بيننا ولم تكن تتردد في طرح وجهة نظرها. وكانت متفانية في التزامها الحزبي والسياسي في بناء حلمها للعراق الوطني والديمقراطي ولكن خابت امالها وآمال العراقيين عندما تولى جستابوا الصداميين السلطة واستولوا على عروشها و بدءوا عهدهم بمذبحه مروعه برفاقهم ورفاق دربهم في السلطة عام 1979 بعدما تلوا بياناتهم على الشعب العراقي مدعين أن هناك موامره امبرياليه للاستيلاء على السلطة ألثوريه. أشتدت الاعتقالات آنذاك لكافة القوى السياسية ومن ضمنها الحزب الشيوعي العراقي في الوقت الذي مايزال وزرائه وقواده في السلطة والجبهة ألوطنيه. ولكن سارعت قواد وكوادر الحزب الشيوعي في الاختفاء والهجرة إلى بلدان الجوار وخرجت قيادة الحزب بطرق رسميه تحت مسميات مبهمة إلى بلدان أوربا الشرقية بينما البقية الأخرى من كوادر الحزب وأصدقائه يمارسون دور الاختفاء في البيوت ألسريه وتلاحقهم وتطاردهم الاجهزه ألمرعبه وبين حين وآخر يتم إلقاء القبض على خيرة الشباب الشيوعي من قبل الاجهزه المتمرسة بخبرتها ألمذهله في القمع واصطياد الشبيبة في معتقلاتهم الامنيه. ناديه لعيبي غيرت انتقالها من ورش ألخياطه وأسواقها المزدحمة بكل شيء إلى الاختفاء عن أعين الاجهزه الامنيه هي ورفيقتها عزيزة في بيوت أقربائها ومعارفها بالرغم من إن أولاد وعوائل أقربائها كانوا هم أنفسهم يمرون في نفس الظروف الصعبة والمحنه لان الرقيب الأمني يتتبعهم يوميا في الاستدعاء إلى المراكز الامنيه. إلا إن الحدود ألسوريه العراقية قد فتحت في نفس العام تحت ذرائع المبادئ ألقوميه العربية وحمايتها من الموامره الامبرياليه ودخلت العوائل العراقية إلى سوريه تبحث عن أولادها والرقيب الأمني العراقي يتابعهم في التشخيص. عن الأسماء والوجوه التي ضاعت منهم وهي تسجل وتدون وتصور كل العوائل ورفاق المحنه. ذهبت ناديه هي وإحدى أمهات معارفها تبحث عن ولدها وناديه كلها اشتياق إن تلتقي بأقربائها. وبقيت مده قصيرة في سوريه بعدما كانت تبحث عن أولاد عمومتها. ولكن أغلبيتهم ذهبوا إلى كردستان العراق أو أماكن أخرى. وخيرت في سوريه بين البقاء فيها والزواج من احد معارفها ولكنها رفضت كل العروض وفضلت ألعوده إلى وطنها وفي صحبتها مناشير الحزب وعناوين أهالي أصحابهاز عندما وصلت إلى بلدها وهي مفعمة بالنشاط والمهمات التي في حوزتها وهي ترتدي العباءة السوداء على طول قامتها اليافعة ووجها المتعب من الوحش الكاسر ورقابته ومتابعته أليوميه. بقيت توزع المناشير وجريده الحزب وتخبر أهالي رفاقها في وصاياهم ورسائلهم الذين بقوا في أراضي سوريه ومن حسن الصدف التقيت فيها مصادفه بعض االوقت في ساحة الميدان في باب المعظم وهي تسلم عليه وكانت تقول لي: كيفك خويه عدنان.. ألجماعه أهناك يسلمون عليك. وأنا أرد عليها في كلمات مبهمة وذهب كل منا في مفترق الطرق إلى أماكن مجهولة. وبعدها القي القبض عليها هي ورفيقتها عزيزة عام 1980 بمساعدة احد المتعاونات المعروفات لدى الحزب الشيوعي العراقي لدىالسلطة الفاشية وضاعت في أقبية الاجهزه الامنيه هي ورفيقتها عزيزة لكن في عام 1983 تم إبلاغ أهالي ناديه وعزيزة من قبل الاجهزه الامنيه وبمساعدة الفرق ألحزبيه باستشهاد الرائعتين التي أنيطت لغز الشجاعة من الموروث الاجتماعي التي تقاسيها هذه العوائل المتصدية لل انظمه ألكاسره بحق الشعب العراقي. هذه احد الأساطير ألنسائيه العملاقه التي فضلت الشهادة من رفضها من المغريات مثل أي بنت تحلم في الزواج وهذا حق طبيعي ولكن هي كانت عندها قضية شعبها هي عرسها القادم في تتويج الديمقراطية والحرية والسلم إلى شعبها وتخليص شعبها من الفاشست أرباب هتلر وموسيليني هكذا يااحبابنا اصبحتن حكايات يتشرف بها أجيالنا في تذويب زهور شبابكن إلى الشعب العراقي. فطوبى لكن ولنضالات المرأه العراقية في التصدي للإرهاب الأصولي والصدامي
#عبد_الرزاق_حرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذكريات من ألذاكره
-
رجال في الذاكره - عواد احريجه
-
رجال في الذاكره - كاظم عبيد
-
هكذا
-
احرف من نار
-
رجال في الذاكره
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|