رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)
الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 08:31
المحور:
الادب والفن
قبل 30 سنة كنا نغني ..
“أعيش في مدينة نعم أعيش"
الان نندب ..
“أموتُ في مدينة نعم أموت"
كان يامكان في سالف الدهر والزمان
بستان أسمهُ بغداد, يقع بين أضلعي
يسير بين شفتي
أخلدُ للنومِ فوق حشائشه
في حُلُمي وفي وجداني بائت
أجدهُ مُعلقا فوقَ الكُتبِ والقصائد
أشمُ أسمهُ في كلِ مكان
كأنهُ بلادُ العجائبْ
في المطار اُخرج جوازي
فيقولون لي أدخل بلا حواجز
فأسمكَ مواطنُ مِنْ بلاد العجائبْ
مِنْ بلاد علمتنا الكتابة
وصنعت أولُ القوارب
أدخل لدارنا فأنكَ أهلُ البيت ونحن الاقارب
تفضل يا عراقي
فأنتمْ قبلتُنا وأنتمْ الثوابتْ
أنتُمْ بوابتنا وأنتمْ السقائفْ
فدَسَ ولدي صوتهُ في أذني أيقظني
يا أبتي قُمْ هذا جرس الهاتف
- نعم مَنْ يتكلم!!
- هل أنتَ والدُ الطفلِ خالد!
- نعم هو أنا
- نحنُ مِنَ المُستشفى الخائب
ولدُكَ لدينا جثة ليس فيها أمل
تعال لتسلمها حالاً
- كيف لماذا ؟؟
- ألمْ تسمع في الاخبار الانفجار!
أفتحُ البابَ مُسرعاً
يركُضُ خلفي أبنتي واُمها
يصرُخانِ لايدريان مابي وما كان
يسئلوني إلى أين أنتَ ذاهبْ
فأجيبُ بأعلى دمعي
“أبحثُ عَنْ وطني بين الخرائب"
أبحثُ لولدي عن لقمة هواء
مِنْ بينِ دُخان الشرائع
اُحضِرُ نعشهُ
علَّ النعشَ يكونُ لخطايانا أخر الفواجع
#رياض_بدر (هاشتاغ)
Riyad_Badr#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟