أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبد الرزاق حرج - ذكريات من ألذاكره














المزيد.....

ذكريات من ألذاكره


عبد الرزاق حرج

الحوار المتمدن-العدد: 1061 - 2004 / 12 / 28 - 09:34
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لاحت خيوط الفجر وهي تودع نجومها الوضاءه في أواخر نسمات بقايا الليل معلنه في البدء يوما جديدا تحت وابل ورحمة شمس آب ألمحرقه.
والبلاد الخربة التي تحولت إلى حطام ومحارق طبيعية وبشريه في فترة الحروب الوهمية.
كنا ممددين على افرشتنا البائسة على شكل أعمده متداخلة المنظر في الغرف الجافة من الحرارة.
كانت تنوء أصوات المراوح ألسقفيه في قذف كرات الهواء الساخن على الأرض الاسمنتيه التي تتحول إلى قطعه ساخنة في شوي الأجساد المبلولة من العرق السابح فوق أجسادنا.
تصبح ألبستنا ويطغاتنا وأجسامنا خشنة الملمس والبياض
الغرف المكتضه بالازدحام البشري والاحذيه والبساطيل ألعسكريه وصفيحة البول وبقايا أطعمة الأمس في الأواني البلاستكية المركونة في زوايا الباب الحديدي المشبك.
أفواجا طليعية من الذباب القارص الذي ينافسك في كل شيء بكل استهتار بعدما تتركنا غزوات البعوض الليلي في قضم حقه من جلودنا الخاوية التي أتعبتها آلات التحقيق.
والقمل ألحني الذي ينصب خيمة ويقيم أعراسه ابتهاجا واستقبالا للمولود الجديد في طيات ولفافيف شعر رؤوسنا وعظامنا ألمشعره وهو يلقم ويثقب جماجمنا.
التي أصبحت كرات مجانية تتلاعب بها صفعات الأيدي الخشبية وحراسة الحرمس الدقيق الجسم في مد خرطومه ببز وابتزاز أشلائنا المستسلمة لجيوش ألقتله.
كانوا الأوباش يسوقونا كالحمير الراكض على عمى عيناه وأقدامنا عارية وهي تسبح في الغائط البعروري والمستنقعات البولية ومؤخراتنا عارية من الملبس ونحن نقضي حاجتنا ألحيوانيه المنحوسة أمام حرس التحقيق.
أقدامنا تكسوها طبقه من الغائط البعروري ومبلولة من المستنقعات البولية ونحن نركض وندخل ونعد أرقامنا أمامهم في الدخول إلى غرف التحقيق.
كنا نسمع الأذان الهامس والسور ألقرانيه التي تتلى بأصوات خائفة فجرا في الغرف ألتحقيقيه.
كانت جفوننا يقظه من احلام اليقظه والكوابيس ألخانقه في الخوف الذي يلازمك ويهددك ويحيطك في كل شيء.
أنت مطالب في كل الأوقات للاستدعاء أمام جلادك والمعركة غير متكافئة بين جسدك وبينهم.
جسدك الدرع الواقي في الاحتماء منهم.
هم يأخذون جسدك المجاني ويقومون بالتمثيل والتفصيل فيه كيف ما شاء
يقصونه ويطوونه ويطحنونه ويحرقونه وينثرونه ويرجعونه إلى أصوله الكيمياويه.
فقط دفاعات الجسد ينثر الدم وينذر بالخطر القادم في أورامه ألمطعمه بألوان القوس القزح.
خرخشات مفاتيح الأقفال في الأبواب المقفلة في دوران ثقوبها يصاحبها عويل وصراخ الحرس الضاجة في طبلات مسامعنا الصماء من أقراط الوجه الفاري ذو الأسنان إلحاده والفم الحافر المنصوب على أسلاك الشحنات الكهربائيه والمربوطة بالصندوق الكهربائي بالتهييء للتعداد الصباحي.
ونخرج كالفئران الفارة واللابده في جحورها النتنه من لسعات الهراوات السود.
نقيم طابورا يعد نفسه أمام الوجوه المتربة وأنفاسنا تلهث وتضيق من وراء الجري الحيواني والهراوات تلاحقها في العد الرقمي بأصوات مضحكه للسامع أمام الحرس وخبب أقدامه تطارد أصواتنا الجشه التي أخرستها واكلتها هراوات الصباح.
بعد الانتهاء من العد ألطابوري تبدأ قراءة الأسماء من قبل الحرس الذين توسم أيديهم ألحالفه على القران الكهربائي ومعاصمهم تحزها الأصفاد الفضية واللامعة والكاوية من أعين الشمس الذهبية
إلى محاكم الدقائق أو إلى أماكن مجهولة ومغيبة العنوان
أما الآخرون ينتظرون دورهم وحظهم العاثر في الأيام القادمة في طابور الخراف في نسلخ الذبح.
تجتاز أقدامهم وعيونهم معصوبة في الصعود إلى السيارات الكوستر ألعسكريه مطلية الزجاج والبدن في اللون العسكري
يجلسون خلف السائق عادة وأيديهم موسومة بالحلقات الفضية وهي في محاجر أحضانهم ورؤوسهم منحنية إلى الأسفل
ألبنادق معلقه على أكتاف الحرس الذين يجلسون خلف مساند الموقوفين وهم يبحلقون بنظرات عدوانية ألنزعه ويلوحون بإشارات التهديد إلى الصف الحيواني المنزوع من النطق والحركة.
تتحرك السيارات وهي تودع أبوابها الخلفية والخارجية من الإنفاق الذي أكل السابقين.
تسير تحت دوران السرعة ناهبه الشوارع ألمنسيه الشكل واللون إلى مسلخ الدقائق في ذبح الطابور القادم والقبور والحفر والسراديب التي لا تعرف الضوء
تنتظرهم



#عبد_الرزاق_حرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال في الذاكره - عواد احريجه
- رجال في الذاكره - كاظم عبيد
- هكذا
- احرف من نار
- رجال في الذاكره


المزيد.....




- فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها ...
- فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت ...
- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبد الرزاق حرج - ذكريات من ألذاكره