أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - nknown














المزيد.....

nknown


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتذكر أثناء دراستنا فى كلية الطب فى سبعينات القرن الماضى أننا كنا نتعرض كثيرا اثناء اختباراتنا بمعمل الكيمياء الحيوية أن يتم توزيع بعض الأملاح علينا والطلب بأن نقوم بتحديد نوع هذا الملح عبر سلسلة من الإختبارات بواسطة بعض الكواشف التى يوفرونها لنا، ومن الطريف ان معظم الطلاب كانوا يلجأون الى فرّاش المعمل "عم محمود" للإستعانة به فى تحديد نوع الملح، وكنت أراه يتذوقه بطرف لسانه ولا يصرّح بالإسم الا بعد أن يقبض المعلوم، وكان هذا الملح الغير معروف كنهه يطلق عليه إسم unknownأى "الغير معلوم" وذلك حتى يتم الكشف عنه وتعريفه.
تداعت الى ذهنى هذه الذكريات وانا اتابع ما يحدث الآن فى ميادين التحرير فى مصر والتركيبة البشرية الجديدة للمتظاهرين والمعتصمين منذ أحداث ماسبيرو وشارع محمد محمود وما حدث أخيرا فى شارع القصر العينى والشيخ ريحان وفى مربع مجلس الشعب ومجلس الوزراء، هناك بلا شك وجوه جديدة وفدت الى هذه الميادين ومعظمهم ممن يسمون بالغير معلومين، انهم فى معظمهم رافد جديد يدخل الى أتون الثورة من العناصر المهمشة والقادمون من الخلف، الذين جاؤوا من الأحياء الأكثر فقرا والمناطق العشوائية والمهمشين والعاطلين عن العمل وأطفال الشوارع.
هذه الفئات الجديدة الوافدة الى الثورة يمكن تسميتها بالبروليتاريا الرثة كما أطلق عليهم ماركس، هم الذين لن يخسروا شيئا فليس لديهم ما يخسروه " إيه ياخد الريح م البلاط"، ولذلك فهم الأكثر جراءة والأكثر تضحية ولكنهم فى ذات الوقت يمكن شرائهم من قوى الثورة المضادة نظرا لظروفهم المادية ولسهولة الضغط عليهم.
هم هذه الفئة المغبونة والذين يعيشون على الهامش ويتقنون استخدام الأسلحة وزجاجات المولوتوف، وهم الأكثر حرفية فى الكرّ والفرّ والقدرة على حماية أنفسهم من الموت، وبلاشك يمكن الإستفادة منهم كرصيد للثورة، ولكنهم فى ذات الوقت يمكن إستخدامهم كرصيد للثورة المضادة.
هؤلاء الشباب أو بتعبير أدق الفتية او الغلمان لهم ثأر بايت مع كافة الأجهزة الأمنية والحكومية، فطالما تم الإعتداء عليهم وتعذيبهم فى أقسام الشرطة وانتهاك كرامتهم بل وشرفهم فى أحيان كثيرة، ولفقت لهم القضايا وتم إستخدامهم من قبل هؤلاء الضباط فى فى أعمال بلطجة فى مناسبات كثيرة ومنها بالطبع الإنتخابات بكافة أنواعها.
لم يعرف الثوار خلال الثمانية عشر يوما المجيدة التى هزت العالم وانتهت بالإطاحة برموز النظام السابق وفى المقدمة منهم رئيسهم المخلوع، أقول لم يعرف الثوار أو يستخدمون قنابل الملوتوف أو أى نوع من الأسلحة وهذا ما ميّز هذه الثورة وكان من أهم شعاراتها "سلمية..سلمية"، ولكن ظاهرة تصنيع واستخدام المولوتوف وغيره ووجود ممنوعات بالميدان تمت أثناء الإعتصامات الطويلة التى تلت ذلك، وأكثر من تضرر بهذا السلوك هم الثوار أنفسهم وسمعة الثورة وحاولوا النأى بأنفسهم عنه، بل أرشدوا وسلموا بعضا منهم الى الأجهزة الأمنية.
هؤلاء الصبية يملكون درجة عالية وفطرية من النخوة والشجاعة، ولا يتحملون الظلم على غيرهم وخاصة على هؤلاء الثوار الذين يشعرون بأنهم يدافعون عنهم، وخاصة النساء من الثوار الذين يشعرون أن عليهم واجب حمايتهم وهو نفس الدور الذى يمارسونه فى مناطقهم الشعبية، لقد شعروا بالقوة فى إنتمائهم الى فئة الثوار وبالدفء الإنسانى فى إحتضان الثوار لهم، وشعروا أن هناك طريق للخلاص من حياتهم البائسة الى أخرى أرحب إنسانية وأحسوا انهم لأول مرة يشعرون بآدميتهم وانتمائهم الى الجنس البشرى، واحسوا اكثر بالأمان بين هؤلاء الثوار فى مناطق يعتبرونها محررة كميدان التحرير.
مهما كان الأمر فإن الموجات الجديدة للثورة يتغير قوامها وتركيبتها البشرية، ولكن الذى يقلق فى الأمر هو أن الوافدون الجدد أكثر فوضوية ومن الصعب كبح جماحهم أو السيطرة عليم، ولا يمكن توقع ردود أفعالهم، ويشعرون بالفرح الطفولى إذا استطاعوا حرق أو تخريب أى مؤسسة حكومية يشعرون بكراهية وعداء تجاه من يمثلونها، إنهم ومع تطور الأوضاع وإستمرار حالة التردى هم المقدمة الطبيعية للجياع الذين يأتون من أطراف المدن بجحافلهم التى لن تبقى ولا تذر، ويكون الوقت قد فات لسؤال"عم محمود" عنهم.
ألا هل بلغت؟



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الوطنية والمسألة الفلسطينية فى الثورات العربية
- لائحة طلابية جامعية.. فى زمن الثورة
- يسار مغامر. أم مراهقة ثورية
- الإخوان المسلمون...إختلافات ورؤى 2- إخوان السودان و الدكتور ...
- الإخوان المسلمون .. إختلافات ورؤى 1-حركة النهضة التونسية
- كلام فى الثورة
- الشيوعية والأخلاق
- رثاء الرفيق الراحل ( رفيق عبد الستار الشناوى ).
- عن الثورة والحزب
- الإخوان والعنف...مؤامرة 1965
- هذه الثورة ..طبيعتها وآفاقها
- الحسن والحسين... ذكر نصف الحقيقة
- واحد من الشهداء
- الإخوان والعنف .... حادث المنشية 1954 نموذجا
- حزب الإخوان...مخرج أم مأزق؟
- حقيقة الجهاد الأفغانى....تصحيح المفاهيم
- حادثة السقيفة...والصراع على السلطة
- المصالحة بين فتح وحماس.. ليست الأولى ولن تكون الأخيرة
- مصر ومشاكلها الزراعية ‎( فى ذكرى شهيد الفلاحين المصريين صلاح ...
- السلفيون والثورة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - nknown