عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 19:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السياسة حين تسلك سبيلاً عدائيا , تصبح أكثر شيطنة من مكر الشيطان نفسه , بحيث لا يردعها في مثل هذه الحال , رادعٌ أخلاقي أو وطني ولا إنساني , فيَهيمُ مَنْ يركب موجة من هذا النوع من السياسة , في فضاءات التدمير لكلّ ما هو إنساني .
أَوَ ليس من المفارقات الكبيرة , أنْ يُؤتمن سياسي ما , ينتهج مثل هذا التوجه , على منصب سياسي مرموق ويُقْسم قسَمَاً عظيماً على أنْ يكون الأمين والراعي على مصلحة شعبه لكنه يتضح في ما بعد أنه يفعل العكس تماماً , فنراهُ وحشاً مفترساً لأبناء شعبه ويتفنن بطريقة تقتيلهم وسحقهم وهضم حقوقهم ويتحوّل سبُعاّ ضارياً يسلبهم إنسانيتهم . " إفْليّحْ " كان شخصا يمتهن الصيد بالصقور , وصقره , صقر إفْليّحْ , يتساوق عمله تماما من حيث الأداء مع توصيف السياسي الذي أشرنا إليه في بداية الحديث . أصحاب إفليّحْ ممن يصيدون بالصقور أيضاً , كانت تأتيهم صقورُهم بصيد وغنيمة وفيرة من الطيور , أمّا صقر إفليّحْ فكان يجيد البحث عن الأفاعي في البراري فيأتي في كل مرة بأفعى كصيد ويلْقي بها في بيت صاحبه إفليّحْ .. ولطالما فعل ذلك , ولنا أنْ نتصور مقدار المرارة التي يتذوقها إفليّحْ من جرّاء صقره , فعلى عكس ما كان يأمله منه بأنْ يأتيه بغنيمة وصيد كما هي عليه صقور الآخرين , كان يأبى إلاّ الإتيان بأفعى ويرمي بها في دار صاحبه .. فكم هو التشابه ما بين صقر إفليّحْ وبين صنف من بعض الساسة الذين يصرّون على جلب الأفاعي ليلقوها ليس في دورأبناء جلدتهم حسْب , وإنّما يلقوها أيضاً في شوارعهم وحدائقهم ومدارسهم وأماكن عملهم وأسواقهم , بل يضعوها في كلّ شبر تطاله أيْديْهم ...فسحقاً لصقر إفليّحْ ...
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟