علاء الصفار
الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 14:41
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اين يزداد النافق الاجتماعي و لماذا. هل في القرى ام المدن الصغيرة او الكبيرة. لماذا النفاق يحصل, ومن اكثر تداول له الشباب الصغار ام الكبار و الناضجين عمرأ.و في اي طبقة اجتماعية يكون على اشده. النفاق امر مثير للشك في العلاقات الاجتماعية اذ غالبا ما يصطدم المرء بحالات صعبة, اذ تطرح امور معينة حول صديق ما بعدم وجودة. طبعأ امور قاسية و منتقصة من كرامة الشخص وسمعته مع كثير من السخرية و الهزء وتعليقات جارحة. ويحدث ان احيانأ مصادفةّ ان يطل الشخص الضحية الذي كان تحت مشرط التجريح و الأّسائة بالكلام المقذع الى مكان سمر الاصدقاء سواء في نادي ام مقهى او ضيف في بيت. و الغريب ان ينبري الشخص الذي كان لبلبان و البلبل الفتان في جلست التشهير و التجريح,* الكّص* مفردة عراقية تفيد تقطيع الاخرين بالكلام خلف الظهر *النميمة*, بالترحاب الشديد من شد على الايادي بل العناق و التقبيل. اذ لايعرف المرء ماذا يقول ولايفهم ما يجري من مشهد مسرحي حي. فانت كنت تصغي الى المتحدث قبل دقائق وهو يصور لك شخص كريه لا ترغب التعرف عليه من خلال * الكّص* الذي حدد لك معالم وصورة لانسان بشع.
فتعرف من خلال الاسم ان هذا الشخص قد حل ضيف ويجلس على الطاولة معك, ويحاول النمام* الكّصاص* ان يغمز و يوميء انه هذا هو الشخص المعني الذي كان الطعن يجري على اشده قبل لحظات ويحرص الكّصاص على عدم التطرق الى سلبيات الشخص الذي يّمثل امامنا ويقوم صاحبنا بواجب الضيافة و كلمات الود والتحبب تنثر, الى ان يلتبس الامر عليك فلا تعرف كيف تتصرف مع الضحية التي قدمها لك الكّصاص لا تعرف كيف تجامل الشخص وتخاف التقرب اذ الكلمات المقذعة و الصفات السلبية التي لصقت به قبل حضورة عالقة في الذهن تصبح حاجز و الجو يكون مشحون والمسكين لا يعرف اي شيء عن صديقه او ما يقال بانه صديق. احيانأ تحس ان الشخص *المكّصوص* الضحية ليس سيء و ربما طيب واهل للصداقة. او احيانا ما ان يرفع شخص ما قبعته مودعأ الشله وما ان اغلقت الباب حتى ينبري احدهم بعملية الكّص والتشريح بالشخص الذي كان ضيف و صديق يّسمع كلمات الترحاب و التودد. حتى ان تخاف ان ترفع قبعتك للذهاب, اذ تشعر ربما ستكون الضحية المقبلة. واذا كنت جريء ونبه ستقول لابد من الذهاب لي وشكرأ على الضيافة, لكن اتمنى لايكون دوري قد حان بالكّص و طبعا سيؤكد احدهم بايمان غليضة ان ليس الجميع عرضة لهذا المنشار* منشار الكّص* تخرج من الضيافة و انت في حالة شك هل هناك من شيء يدعو للاسائة لك بعد ان غادرت.
نرجع للتساؤلات اين او في اي وسط يكون الكّص على اشده هل في الوسط المتخلف القروي او من الاشخاص المتحدرين من وسط قروي غير متحضر. ام في المدن الصغيرة حيث يعرف الكثير بعضهم بعضا ام في المدن الكبيرة الزاخرة بالاحداث والنشاطات الاجتماعية والفنية والسياسية و طبعا الزاخرة بالاعداد البشرية المليونية. وهل يمارسها الشباب الصغار ام الناضجون الكبار. واي من الناس الاكثر في التعاطي لهذه العادة السيئة المنشغل بالامور الثقافية ام العلمية , ام المنخرط في الامر السياسي او المنغمر بامور الفن من تمثيل ومسرح. وهل لعوامل الغيرة و التسابق من اجل المواقع والمكانة الاجتماعية سواء في مكان العمل غيرها من اجل النفوذ والمركز الاجتماعي.
سوف اطرح ملاحظاتي من خلال تجربتي الحياتية والشخصية أمل الاستزادة والتعلم في الحياة و ليس بالضرورة ان نكون متطابقين في الاحكام والرؤية والتجربة. و ان لا ننسى ان الاحكام نسبية وليست للتعميم. اذ يمكن ان يكون هناك شخص مثقف جدا و ناقم على القرية او شخص يعيش في مدينة لكن استهلكته المدينة دون ان يفهم شيء من حياة المدينة, اي عدم المواكبة و التطور.ام يكون المرء برجوازيا كبير الا انه منسلخ من طبقته لينحاز الى طبقة البروليتاريا ,او يتردى امريءّ من العمال ليكون ذا تطلع برجوازي وينغمر بالعلاقات البرجوازية وتصنع اخلاقيتها فيكون دوبل منافق.
من خلال ملاحضاتي وانتقائي امثلة اجتماعية خرجت بنتيجة ان اهل القرى اكثر ادماناّ على هذه العادة السيئة لضيق الثقافة للطعن و التشويه فيكون النفاق على اشده في العلاقات. لقد كان صدام حسين و جوزيف ستالين ثاني رئيس في الاتحاد السوفيتي ابناء قرى. اما فلاديمير لينين قائد الثورة البلفيشفية في رويسا القيصرية وعبد الكريم قاسم زعيم ثورة التحرير في العراق اول رئيس جمهورية في العراق ابناء مدن كبيرة. فكيف نرى هنا الامر فهو مثال للشخصية السياسية وفي الان ذاته المنحدر المدني اوالحضري من قرية ا و مدينة في هذه الامثلة. ثم على صعيد الطلقبي يكون النفاق كبير في وسط الطبقات الرثة من المجتمع وكذلك وسط الفلاحين.ويكون على اشده في وسط الطبقة البرجوازية حيث على الموائد الدسمة التناسب يكون طردياّ حيث تجري عليها الصفقات التجارية والسياسية فالعلاقة غارقة في اشكال النفاق و الوانه. ليقل في وسط البروليتارية الثورية المنغمرة في الصراع الطبقي و الكفاح الثوري.
ملاحضة اخرى ارى ان الشباب الصغار اكثر صدقا في علاقاتهم ويستنكر الكّص و ياخذ العادة من الكبار فبعد ان كانوا يرفضون سماع الاحاديث المقرفة للاسائة للاخرين من الناضجين, اي المرض اللاجتماعي ينتقل مع الضوج و التقدم في العمر.
في الوسط الفني يزداد الطعن بالاخر من وراء الظهر فالاسائة وحديث النفاق كثير لحد ان يخرج على الملء بالمقابلات التلفزيونية او في مجلات الفن. كبار الفنانيين يمارسها هذه العادة السيئة بغزارة.
المنشغلين بالامر العلمي و الثقافي من كتابة شعر ورواية اقل ممارسة لهذه العادة الغير طبيعية. هناك فرق بين من يشتكي الماّ من شخص لينّفه عن غمه من احد الاصدقاء لاخر في الشلة, ربما في محاولة للخلاص من اسائة الصديق وللحفاض على العلاقة فهو ليس نفاق كبير. الكثير قد مارس النفاق باحد صورة الخفيفة جداّ ام من الوزن الثقيل. الوزن الثقيل اقصد ان يصفي السياسي رفيقه في النضال من خلال النفاق و الغدر من اجل المنصب والسلطه. كما مارس ذلك صدام و ستالين. والخفيف ان لايجرؤ احدهم بمواجه الصديق و العتاب, ليذهب بالشكوى و بالتلميح لعيوب الصديق للشلة. تسائل, هل يمكن القضاء على النفاق *الكّص* في المجتمع ام انه مرض لاعلاج له و لا شفاء منه.
#علاء_الصفار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟