أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - محمد شيخ الزور وداعاً














المزيد.....

محمد شيخ الزور وداعاً


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 10:03
المحور: الادب والفن
    



بعيداً عن التوغل في السيرة الشخصية، للمسرحي السوري محمد شيخ الزور”1944-2011” والذي لفظ أنفاسه الأخيرة، قبل أيام -فحسب- في مدينة الشارقة التي أحبها، وكانت وطنه الثاني بعد مدينته الأولى حماة، مسقط رأسه، وملعب طفولته، ومدرسته الأولى في حب الحياة والمسرح، في آن واحد، فإنه إذا كان ذوو هذا الفنان قد آثروا أن يوارى الثرى في وطنه الثاني الشارقة،، فلأنه كان العنوان الدافئ له، بعد أن عانى ضنك العيش في بلده، وضاقت به اللحظة، لدرجة أنه لم يعد يستطيع أن يؤمن لقمة أبنائه فيها، إلا من خلال العمل خارج “خشبة المسرح” وبيع “الأحذية على الرصيف” -كما قال ذلك في حوار أجري معه قبل سنوات- بما لا يليق بمبدع وفنان كبير مثله، وهو الذي أسهم في تحقيق إنجازات لافتة، في عالم المسرح، تمثيلاً، وإخراجاً، في كلا موطنيه الأول منهما، والثاني، وكان من بين إنجازاته الكبيرة إخراج مسرحية “حفلة سمر من أجل 5 حزيران عام 1971 للمسرحي الكبير الراحل سعد الله ونوس، ناهيك عن عمله في مجال السينما، ومسرح الأطفال، بل وإن من بين أهم إنجازاته التي تنسب إليه، بعد توجهه الثاني إلى دولة الإمارات، هو أرشفة المسرح الإماراتي، لتكون له بصماته على أحد أهم الأراشيف العربية في مجال المسرح بعامة، وهو إنجاز جد كبير، لايمكن معرفة أهميته إلا من يطلع على هذا الأرشيف الضخم الذي أصبح ذاكرة لاغنى عنها للمسرح الإماراتي، منذ بواكيره وحتى الآن .

ولعل ما يدعو إلى طرح السؤال، وبمرارة، بعد رحيل شيخ الزور، عما يتعرض له المثقف، في العديد من دول العالم العربي، حيث يتم تهميشه، بل نبذه، والتضييق عليه، بدلاً عن توفير سبل الحياة والأمان له، ليتمكن من مواصلة إبداعه، وهو أقل ما يمكن من سداد الدين للمبدع الذي يكرس روحه وحياته، من أجل خدمة رسالة الإبداع والوطن .

شخصياً، لا أتذكر أني التقيت الفنان شيخ الزور عن قرب، إلا أن رحيله بهذا الشكل المأساوي في صباح أمس الأول، بينما أهله هناك، في لجة الدم والألم والحلم، أثار لدي الكثير من الشجون والأسئلة الأكثر إلحاحاً، في ما يتعلق بالعلاقة الافتراضية بين مبدعنا ووطنه، ناهيك عن أن جحود المعنيين في الكثير من بلدان العالم تجاه مبدعيهم، يدعو إلى ابتعاد هؤلاء عن عناوينهم الأولى، ويزداد الأمر مأساوية عندما تكون هذه الهجرة إلى بلدان أجنبية، ما يؤدي إلى “نزيف الأدمغة”، و” هجرة العقول” ناهيك عما يلي ذلك من ضياع لأسر هؤلاء ممن قد يذوبون في لجج أمثال تلك الهجرات .

وإذا كان الراحل شيخ الزور، قد وجد ذلك الضمير الحي الذي استذكره -وهو في وطنه الأول غارقاً في رامة الألم والمعاناة- كي ينتشله من كل ذلك، بعد الإطلاع على ما يعانيه، اعتماداً على حوار أجرته معه إحدى الصحف الإماراتية، من خلال احتضانه، وإنصافه، وتوفير كل ما يلزمه من سبل الحياة الكريمة، فإن هناك آلاف المبدعين الذين تتعدى أوجه معاناتهم قضية تأمين سبل الحياة، ما يؤدي إلى وأد مواهبهم، ولقد قال الإمام الشافعي: “إذا احتجت بصلة ما عرفت مسألة” الأمر الذي يطرح هول الضريبة الكبيرة التي يدفعها من روحه وحياته وكلمته .

[email protected]

جريدة الخليج22-12-2011



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارج النص
- الثورة والشباب: من يصنع الآخر؟
- حمص: إعدام مدينة
- إشهدوا أنها-كفر نبل-..!
- نقد الهزيمة وهزيمة النقد..!
- الجامعة العربية والنظام السوري: تفسير الدم بالماء..!
- ثنائية التفاؤل والتشاؤم
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-1
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-
- معلم الكذب وكذب المعلم
- الكتاب رقيباً لا مراقباً: مكتبة في جيب قميص
- الكاتب والصدمة الاستثنائية
- بين الناقد والشاعر
- بشار الأسد: قراءة -سيميائية- في ملامح وجهه
- -نقد النقد- في أسئلته الجديدة
- برهان غليون في-بروفة-سياسية فاشلة:
- مشعل التمو يحاكم قتلته
- -البيانوني- في دوَّامة تناقضاته
- مشعل التمُّو يرثي
- صديقي مشعل التمو فارساً للموقف


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - محمد شيخ الزور وداعاً