عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 3582 - 2011 / 12 / 20 - 02:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ألشرخ الكبير الأخير الذي أصاب حزب الدّعوة الاسلامية في العراق الجديد كان بسبب إنشقاق السيد الجعفري عن حزب الدعوة بعد ما خسر منصبه حين رفضته ألأطراف ألسّياسية و آلأرادة الدولية في رئاسة الوزراء بسبب عدم إتقانه لفن الأدارة العصرية و آلمهنية ألسّياسية لتشمية الأمور في الدّولة العراقية ألجديدة و الذي تربّع على كرسيّ الرئاسة فيها بفضل "ألحلفاء" ألذين أسقطوا النظام البائد, و بدل أن ينصرف للتثقيف الذاتي و محاسبة النفس و إعادة ترتيب الأمور مع نفسه و ذويه و من حوله, نراه إستخدم ألمصطلح الذي لم يكن يتقن له تعريفاً و أصولاً .. ذلك المصطلح ألذي كنتُ قد دعوت له قبله بسنتين بإتجاه الأصلاح ألحقيقي تحت مسمى( ألحركة الأصلاحية في ألعراق الجديد), و لا يهم ذلك آلآن لأن سرقة آلأفكار و المصطلحات هو ديدن المفلسين و سوف لن يؤثر على العمل الحقيقي ألذي سيثبت و لو بعد حين على الأرض أثره بعون الله.
و أنّ سوء الأستغلال و النّوايا ألسّيئة و حالة ألهوان لم تُسبّب فقط تشطير ألحكومة و آلدّعوة ألأسلاميّة و حدوث ذلك آلأنشقاق في الحركة ألأسلاميّة للمرة الخامسة بعد سقوط ؛ بلْ وصل آلأمر لئن يُحدث شرخاً في وسط الأئتلاف العراقي نفسهُ و الذي إنْضّمَ إليه – بين كتلة المجلس و كتلته – و قد يتذكّر ألمتابعون ألسّياسيون بأنّ تلك آلشّروخات و الخروقات و السرقات ألّتي لم أكن أتصوره من "مؤمن" يُحبّ ألدّعوة لله و للعراق؛ قد أدّى إلى فوز كتلة ألبعثيين ألمجرمين بقيادة علاوي و الهاشمي و المطلق و آلمخابرات العراقية و ضباط الجيش الذين عاثوا في الأرض فساداً و إنحرافاً و ظلماً, و لولا صمود السيد ألمالكي و خطّته للقضاء على الأرهاب في وقتها لكان البعث بسبب أؤلئك الأميين قادةً للعراق ألجديد إلى آلأبد!
ألمهم ألذي نريد قوله هو؛ أنّ مَنْ يُسبّب تفريق شمل الأمة و آلتّنكر لتاريخ و حقوق المجاهدين و المفكرين الذين وحدهم يؤشرون لمواطن القوّة و الضعف .. من أجل صعود ألموجه و إستحمار ألمؤمنين و الدّعاة لهو أسوء من آلبعثي ألأرهابي الذي يُواجهك وجهاً لوجه, لأنك على الأقل تعرفه و تعرف نواياه و صدقه فيما يعتقد به, لكنّك عندما تعمل و تقفْ أمام من يدّعي زوراً و كذباً إنتمائه لخط ألشّهداء و نشر الأخلاق الفاضلة و إدّعاء ألوعي و هو لا يعرف مبادئ آلأخلاق العملية و الصّدق مع آلآخرين؛ فتلك مأساة كبيرة يرتقي لمصاف آلنفاق و من أوسع أبوابه, و سوف لن نجني من وراء أمثال هؤلاء غير المزيد من آلتّخلف و الأرهاب و آلتّدمير و التزوير و الظلم و أكل حقوق الناس!؟
لقد كنتُ على بيّنة من أمري منذ عام 2005م حين كتبتُ عشرات المواضيع حول خيانات طارق الهاشمي و آلمطلك و علاوي و مكاتبهم و علاقاتهم حتى اليوم, بينما كان معظم القوى و آلموجودين اليوم في الأئتلافات و المجلس و آلحكومة يخالفونني بدعوى الوحدة الوطنية و التوافقية, و لم يكن ذلك إلّا بسبب أميّتهم و غبائهم الفكري و ضعف أو عدم إيمانهم بآلله و اليوم آلآخر و حقوق الشعب, و من أجل إستتباب الأمن لوجودهم و كياناتهم و لدرّ آلرّواتب و المخصصات لا لمصلحة ألشعب ألذي كان يُذبح يومياً بمفخخات الهاشمي و المطلك و علاوي(ألثلاثي ألمشؤوم كما سميّتهم) و آلضباط الآخرين ألعاملين معهم في مكاتبهم و حماياتهم, لذلك لم يرتاح لي بال و لم أقتنع حتى آللحظة لمجرد ألدخول في إئتلاف من تلك الائتلافات, رغم توصية الكثير من آلأخوة آلمقربين لي, فذلك لم يكن مناسباً لشأن إنسان عرف الحقيقة قبل كل الموجودين بل و طالما علّمهم طريق الحق من أين!؟
و أفتخر بهذا التأريخ حتّى يوم القيامة, لأني لم أتقاضى حتّى راتباً واحداً من الدولة العراقية رغم إني مستحقّ لذلك قبل كل ألموجودين و آلذين صعدوا على أكتاف السجناء و الشهداء بغير حقّ!؟
و آلذي أحزنني كثيراً هذه المرّة ليس فقط كلّ ما أسلفتْ بلْ ألخبر ألمؤسف ألّذي كشفه مصدر رفيع المستوى يوم أمس عن توسط رئيس مجلس النواب ألأسبق ألحرامي ألأرهابي محمود المشهداني ألّذي يكفي لمعرفته على حقيقته إنّه إشترط لتركه لرئاسة مجلس ألنّواب في وقتها مبلغاً تقاعديّاً لم أسمع و لم أقرأ شبيهاً له في التأريخ - بالأضافة الى توسط رئيس "ألتحالف" ألتنافر الوطني ألجعفري - توسّطهما لدى رئيس الوزراء نوري المالكي كي يغضّ ألنظر عن مذكرة إعتقال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي لإيقاف أمر إلقاء القبض بحق الاخير ألذي قتل العراقيين و أنهك خزينة الدولة و دمرّ ألعملية السياسية و تحالف مع جميع الذين كادوا للعراق.
و ذكر المصدر أنّ المشهداني ألمجرم زار رئيس ألوزراء للتّوسط لايقاف مذكرة الأعتقال كما إتصل الجعفري للغرض نفسه و طلبوا تأجيل الموضوع في آلوقت الحاضر.
أنّ آلمجرم ألهاشمي و آلمطلك و علاوي ألذي هرب إلى كردستان بمعية ألحرامي آلآخر ألخزاعي ألذي إصطفّ معهم في خندق الأرهاب تحت غطاء القانون و الدّعوة التي أصبحت "شماعة الفاشلين" في حكومة العراق الجديدة للأسف؛ سوف لن ينجوا من آلقصاص العادل و إن بعد حين بإذن الله و بصمود المجاهدين!؟
و كذا بعض المحسوبين على المجلس الأعلى للاسف الشديد؛ حيث أعلنوا بوضوح عن موقفهم المتخاذل ألذي لا يرضي الله و المؤمنين حين وقفوا بجانب الأرهابي ألهاشمي و آلمطلك و حزبه الأرهابي "الأسلامي""الأخواني", لذلك نتمنى أن يتوبوا لله و أن لا يستمعوا لصوت النفس و الأنا التي تدفعهم لأتّخاذ مثل تلك المواقف المشينة و الظالمة, من أجل نيل منصب لا يعرفون له تعريفاً صحيحاً!
إنّ ألرّضا بعمل قوم يكون كمثلهم, بل و يُحشر معهم يوم القيامة .. فكيف من يعمل مع أؤلئك القوم و يدافع عنهم و يتوسط لأنقاذهم!؟
و لا أدري كم سيطول ليندرج أسماء هؤلائ ألمتشبثين بآلأسلام و الدعوة في لائحة الأرهاب و أكل حقوق العراقيين و ظلمهم؟
و هل بعد هذا آلأرهاب و التخريب تخريب أكبر لوحدة العراق على الحق و نجاة شعبه من الظلم و آلمآسي!؟
أتمنى لهؤلاء أن يتوبوا لله توبة نصوحة و يُطالعوا آلأخبار و التعليقات و الدراسات و التقارير المختلفة لتتوضّح لهم ألصورة الكاملة للحق و كذلك آلباطل في آلجهة المقابلة .. ليكونوا على الأقل على إطّلاع لما يجري حولهم و على شعب العراق ألذي ما زال ينزف من الجراح و الجوع و النقص في الثمرات و الأنفس, و الكف عن وضع العصي في عجلة الحكومة ألعراقية التي بدأت تبرز كأقوى حكومة في المنطقة العربية بعد زيارة السيد المالكي لواشنطن!؟
و عليهم أنْ يعلموا بأنّ تلك المواقف الخيانيّة لن تزيدهم و الأرهابيين كطارق و مطلك و علاوي إلّا بُعداً عن الحقّ و عن قلوب ألطّيبين و أهل الله و ألأكثرية ألسّاحقة من العراقيين ألمظلومين ألذين أكل آلسّيد الجعفري و آلمشهداني و المطلكي و الهاشمي و أمثالهم حقوقهم و هم لم يُقدموا لمستضعف عراقي واحد ما يُحييه بسبب أفعالهم و مواقفهم التي تنقصها ألأنسانية و الحكمة و التواضع و بعد النظر و الأخلاص للمظلومين, بآلأضافة إلى إستلامهم لرواتب لا يستحقون ديناراً واحداً منها كما كان المسؤوليين البعثيين, لكونهم لم ينتجوا شيئاً ملموساً للعراق على جميع الأصعدة و كانوا سبباً لدماره لولا حفظ و رعاية الله تعالى, إن هؤلاء عليهم أن يتعلموا من الأخ البزوني ألذي سوف يفيد العراقيين من خلال إختصاصه و تدريسه في كلية الطب, حيث رفض أن يبقى عالة على العراقيين المستضعفين و بآلأخص على أؤلئك الذين دفعوا أبنائهم شهداء من أجل الحق, حيث لم يبق منهم سوى الشهداء الأحياء ممن ينتمي لجمعية السجناء ألسياسيين العراقيين!
"يا قوم أرَأيتم إنْ كنتُ على بيّنةٍ من ربي و رزقني منه رزقاً حسناً و ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه, أن أريد إلّا آلأصلاح ما إستطعتْ و ما توفيقي إلا بآلله عليه توكلت و إليه أنيب" صدق الله العلي العظيم - (هود / 88).
عزيز الخزرجي
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟