أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - ربيع الاسلاميين مَن يغذيه ؟















المزيد.....

ربيع الاسلاميين مَن يغذيه ؟


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3581 - 2011 / 12 / 19 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخيرا حصد الاسلاميون ما زرعوه في عقول عوام الناس والبسطاء وعامة الشعوب العربية منذ مئات السنين من ان الاسلام هو الحل ، وان في الدين والشريعة سيجد المواطن الجنة امام عينيه ويعيشها في الدنيا قبل الاخرة، وقد نمت بذور الدين والشريعة وفتاوى الشيوخ والأئمة والمعممين واعطت اكلها بعد ان اكتسح الاسلاميون من الااخوان والسلفيين واصحاب اللحى الكثة الثورات العربية وركبوا موجاتها وتقدموا بخطى متسارعة نحو السلطة تاركين الشباب الثوريين والعلمانيين والمثقفين يلهثون ورائهم بسباق الماراثون السياسي .
ان قيادات الدول الغربية وامريكا بالذات هي من خطط وساعد سرا وضغط بطرق شتى لايصال الاسلاميين الى الواجهة لتسلق هرم السلطات في الدول العربية بعد ان استنفذت طاقة عملائها من الحكام الديكتاتوريين في الوطن العربي ، واستوجب تنفيذ استراتيجيات جديدة للمرحلة القادمة . فقد عملت المخابرات الامريكية والاوربية بجد ونشاط عال ضد العدو الاول وهو الشيوعية ، وجندت كل الوسائل لاسقاط الايديولوجية الشيوعية والاشتراكية العالمية وتفكيك الاتحاد السوفيتي وهزيمة الجيش الاحمر في افغانستان ونجحت تماما في الوصول الى اهدافها وانتصرت . ولم يبق امامها سوى الخطر الاسلامي المتخلف الذي يستوجب القضاء عليه من الداخل . وللوصول الى ذلك عملت على التضحية بعملائها الذين اوصلتهم الى السلطة و ابقتهم في مناصبهم لسنوات عديدة ووفرت لهم الحماية لسنوات عديدة . الا ان الاستراتيجية الامريكية والبريطانية غيرت خططها ، وفضلت ان تتدخل للسيطرة على العالم العربي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا عن طريق الاطاحة بعملائها الديكتاتوريين لانتفاء الحاجة لهم لضرورة تنفيذ المخطط الجديد ، وتبديل الوجوه ودعم العناصر والاحزاب الاسلامية للوصول للسلطة لفترة ما قبل ان تمزق شملهم . فبدأت بغزو العراق واسقطت بالقوة اول بيدق من بيادق العملاء الديكتاتوريين في الشرق الاوسط واعدمته شنقا بيد عملائها الاسلاميين والمخابرات الايرانية .
وبطرق استخباراتية وسياسية وعلاقات دولية واقليمية اوصلت الاحزاب الاسلامية الى سدة السلطة في العراق بالتعاون والمشاورات السرية مع ايران . ثم سعت الى دفع الشباب والعلمانيين في دول عربية اخرى وتعاونت مع الاحزاب الاسلامية لاسقاط بقية عملائها الذين انتفت الحاجة لوجودهم ، بدأ المخطط باسقاط صدام حسين اولا ، وايصال الاحزاب الاسلامية الشيعية الى السلطة وغضت النظر عن التدخل الايراني الكثيف في العراق سياسيا وعسكريا رغم التظاهر بالعداء لايران، ونجحت في اثارة الفتن الطائفية في العراق والاقتتال الدمويبين الشعب الواحدوهو احد اهدافها ، و وبعد عدة سنوات من التخطيط السري اسقِطَ البيدق الثاني في رقعة شطرنج الشرق الاوسط وشمال افريقيا زين الدين بن على في تونس وهرب الى السعودية ناجيا بحياته بعد الانتفاضات الجماهيرية الكبيرة المخطط لها عن طريق الاحزاب الموالية للعم سام وشاعت الفوضى والصدام المسلح بين الشرطة والشعب ، وتوالت الانتفاضات الشعبية ، فانتقلت العدوى الى مصرثم اليمن، الجزائر، المغرب، البحرين، الاردن وليبيا واخيرا في سوريا . فسقط البيدق المخضرم من بيادق العملاء والمتسلطين على رقاب الشعب حسني مبارك وارغم للتنحي عن عرشه القديم واحيل الى المحاكمة وبذلك قطع طريق التوريث لابنه جمال مبارك .
وتراجعت الانتفاضات الشعبية وقُمِعت في بعض الدول العربية بتراجع موقف السياسة الامريكية وحلف الناتو حسب المتغيرات والاتفاقات السرية، فخمدت حدتها في المغرب والجزائر والبحرين والاردن ، ولكنها اشتعلت وزادت سعيرا في دول اخرى مثل اليمن وليبيا وسوريا .
المراقب للاحداث السياسية في دول الربيع العربي ، يلاحظ بوضوح ان الشباب العلماني والمثقفين هم من يبدؤون الثورات والانتفاضات ضد حكامهم ، ثم يتقدم الاسلاميون بحصاد الثمر والاستيلاء على الحكم والفوز بمقاعد البرلمانات .وهذا ما حصل في وليبيا ، فقد تضمن اول خطاب لمصطفى عبد الجليل ان الدستورالجديد في ليبيا سيكون حسب الشريعة الاسلامية وسيتاح للمواطن الليبي المسلم تعدد الزوجات، والان في مصر تنافس قوي بين السلفيين والاخوان المسلمين للوصول الى مقاعد البرلمان بعد تراجع القوى الليبرالية ، وفي سوريا يهيج الاخوان المسلمون الشعب السوري والبسطاء والحاقدون على النظام وبدعم من السلفية السعودية للخروج بمظاهرات يومية للمطالبة باسقاط نظام الاسد الديكتاتوري الوراثي وتشكيل مجلس ثوري غالبيتة من الاخوان المسلمين لاستلام السلطة في سوريا .

نلاحظ من كل هذه المتغيرات في المنطقة، ان الحكام المخضرمين الذين تسلطوا لعشرات السنين على رقاب شعوبهم وحكموهم بالنار والحديد ، والتعذيب داخل السجون ونصب المشانق يتساقطون الواحد بعد الاخر مثل احجار الدومينو ، والمتسلقون الجدد للسطة هم من الاسلاميين . فما هو السر والمخطط الخفي وراء ذلك ؟
هل يُعقل ان من يطالب بالديمقراطية يدعم الاسلاميين الذين لا يعترفون بالديمقراطية لُحكم الشعوب في القرن الواحد والعشرين بالشريعة الاسلامية التي تحكم بقطع الرقاب والايدي والارجل والجلد والرجم ؟ وفرض الحجاب والنقاب والعباءات السوداء على النساء والفتيات والحد من حرياتهن وعدم مساواتهن مع الرجال ، وتهمش الاقليات والاديان الغيراسلامية وتعتبراصحابها كفارا . وهل نعود بقوانين جامدة من ادمغة الشيوخ والمتخلفين الذين يجترون بفتاواهم شرائع بالية اكل الدهر عليها وشرب منذ اكثر من 1400 سنة ، ولم تعد تصلح لزمننا الحاضر لتطبق على شعوب تعيش في عصر الفضاء والانترنيت والكومبيوتر السر هنا يكمن في السياسة الغربية التي تخطط لوصول الاسلاميين الى السلطة وتدعمهم ليس حبا في سواد عيونهم او شكل لحاهم ، بل تهدف لتمزيق الشعوب وعمل انفجار هائل من داخل هذه الشعوب بين العلمانيين والاسلامويين لاضعاف الوطن وفرض الاستعمار الجديد بصورة حديثة على بلاد العرب والاستيلاء على ثرواتهم كما فعل الامريكان في العراق وحلف الناتو في ليبيا بعد ان دمرت البنى التحتية فيهما بقذائف الطائرات واجهز في ليبيا على ما تبقى منها ابناء الشعب الليبي من الثوار ومرتزقة وكتائب القذافي .. و ستعود الشركات الغربية لتستولي على حقول النفط وتمتص ثروات البلد بحجة اعادة تعمير البلاد بعد الخراب المخطط من قبل حكوماتها كما يحدث الان في العراق .
وبهذا تكون القيادات الامريكية والغربية قد وصلت لاهدافها بتمزيق الشعوب العربية واضعاف قوتها وخلق التناحر بين الليبراليين والاسلاميين واحداث حروب اهلية وفتن طائفية كما احدثتها في العراق وسنرى ما الذي سيحدث في المستقبل القريب لبقية الشعوب العربية لا سيما احداث سوريا لازالت تغلي .



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام العقلاني والليبرالي عند الشيخ احمد القبانجي
- الجزء الثاني من كشف المستور من الخطط السرية لتدمير الشرق الا ...
- كشف المستور من الخطط السرية لتدمير الشرق الاوسط
- اين الفن العراقي ؟
- مذنب الينين يهدد الارض بالزلازل العنيفة
- احذروا زحف السلفيين
- بيان رقم 1
- اليوم مصر وغدا العراق
- قيام الساعة في الاديان
- جيش الاسلام الفلسطيني وراء تفجير كنيسة القديسين
- الارهابيون يهدون المسيحيين الموت بالعيد
- انشتاين و,النظرية النسبية
- أفكاراياد جمال الدين بين الاسلام ،الدولة والشريعة
- لماذا يمارس التطهير العرقي لمسيحي العراق
- لاحاجة للعراق لمؤتمر القمة في بغداد
- المهدي المنتظر .. حقيقة ام خرافة
- ماذا تريد القاعدة من العراقيين
- شيوخ المسلمين وكأس العالم لكرة القدم
- من ذكريات الماضي .... مع كتائب الشباب
- مسببات السرطان والوقاية منه


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - ربيع الاسلاميين مَن يغذيه ؟