أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - حبيب تقي.. كثافة نصٍ يجمعُ بين جمالية اللغة والسخرية














المزيد.....

حبيب تقي.. كثافة نصٍ يجمعُ بين جمالية اللغة والسخرية


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


حبيب محمد تقي – النصير جمال.. شاعرُ متمردٌ يميلُ لكتابة النص المكثف المختصر للتعبير عن موقفه مِمَا يحيط به.. ملتقطاً صوراً وحالاتٍ يستمدُها من عمق تجربته بين عالم الفكر والسياسة والمهجر، في لغةٍ مكثفةٍ تلجأ للسخرية وتشيعُ قدراً كبيراً من التساؤلات.. يصوغها نصوصاً شعرية تدفعُ بقارئها إلى التأمل والتوقف والمقارنة بين واقع وحال هزيل، وطموح برؤيا افتراضية لمستقبل أفضل، نابعة من تصورات جدلية تتوق للأجمل..
هذا الطموح الجامحُ للرؤيا المصطدم بالخيبة والانكسار المؤلم، يتحول إلى صور شعرية جارحة تتدفقُ ألماً وسخرية من أحداث مضت، أو إدعاء فاقد للمصداقية ثبُتَ بطلانه.. ادعاء مغلف بشعارات سياسية كاذبة، أو بتقوى دينية مزيفة..
هي مختارات من معين ينهلُ منه حبيب نصوصَ قصائده الناقدة.. الساخرة من الوجود.. لحالمٍ متمردٍ يغوصُ في أعماق اللغة ليختار الأجمل من العبارات ينثرها نسيجاً بشعر يحلقُ به في فضاء الكون. يضللُ ويحرك العواطف والوجدان ويدمجها بتكوين العقل والتفكير.. تدفعُ بقارئها للتمسك بقيم الحياة والأمل وتشحنه بطاقة إنسانية، ليكون قادراً على التمييز والإدراك، قبل أن يقرر خيارهُ ويحدد موقفه..
ليكون الخيار صحيحاً، يميل للغة مكشوفة محملة بالمعاني.. لغة محشوة بطاقة جذابة تجعلك تتدفأ بالنصوص.. تحسُ بها.. تميل لها.. بعد أن أصبحت بحاجتها..
هذه العلاقة بين اللغة والجمال، التي تميز نصوص حبيب تقي.. تجعلك مدمناً على التمرد.. هو تمرد واعي يبحثُ وسط الخراب والدمار عن فرصة لترميم الروح والنهوض للسير نحو مستقبل أفضل وأجمل، براية حاملة لشعر يضيء الدرب.. يختصر الوقت.. يحسم لك الموقف.. ليعطيك خلاصة تقيك عناء البحث وهدر المزيد من الزمن والجهد..
كما في قصيدة ( إزاحة تأتي بجراحة..!).. ليصبح العنوان جزء منها وهو أسلوبه في الكتابة، إذ يجعل العنوان جزء من التكوين الموسيقي لشعره،
إذ يقول فيها..
( لا حديث عن إزاحة
إلا بالجراحة.. )
أو في قصيدة.. هدام يرتدي اللثام..!.
(مسعور يبحثُ عن مقام
وهو يرتدي اللثام)
وهكذا في قصائده المكثفة.. (السلطان أبن الشيطان).. (راح عقيد وجاء يزيد..!)..
إذ يستوقفك لتتأمل طبيعة التغيير الشكلي، الذي لا يجلب إلا الاستبداد، إن لم يترافق معه متغيرات تطال جوهر الحدث الذي يتطلب التغيير ..
(صُهر الحديد
صبوه للعبيد
فقتلوا العقيد
....
الله اكبر يا سعيد!
راح عقيد، وجاء يزيد..)
تأمل يفضي لإدراك معمق لفحوى التغيير المطلوب نابع من تأصيل لتاريخ مستبد أصبح معرقلا للتقدم والتطور، يتناقل وينقل مع الأجيال ليراكم خيبتها وخرابٍ ينفذ سمومه في (تأويلات مُحكمة البهارات..!).. تكشف عن فحوى هواجسه..
(منبر سليط اللسان
يحدثنا نقلاً ، عن فلان
و فلان
منسوباً إلى علان
وعلان، فارق الأبدان
....
من طبخته، يذوقنا أعجازات
من سلطة، خزعبلات
طلاسم متبلات)
....
أو نصه الحصري بمناسبة انعقاد المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي الذي كتب فيه متشائماً.. لا يرى فيه أفقاً ومَعْبَراً لتجاوز التجغد..
(بعد أفول فتوته
مؤدلج، أعياه التوحد
لا تنفع فيهِ حقن التجدد
...
فشلها مضمون
في مؤتمرات، خارج السرب تغرد)
في الوقت الذي توقظ فيه قصيدة أبو جوزيف شعلة من الأمل والتحدي عبر ذكرى لمنحى رجل قاتل الحيف والاستبداد وترك بصمة تؤرخ لموقفٍ كثفه حبيب في مقاطع تقول..
(توما توماس
رجل وزنه ماس
...
قنديل الشمال
يحبس له الأنفاس
خصومه
تطأطأ له الرأس)
قصيدة تمدك بطاقة ثورية ترفض الاستسلام والخنوع والذل، لتواصل الدرب بوعي مدرك لطريق الخلاص، من خطوبٍ في مفترق طرق لا تحتمل الانتظار وتعينك على تتجاوز الخيبات والعثرات.. لتصنع مصيرك.. كما صنع الشاعر مصيره عبر مسيرة تحولات بين محطاته لأدراك الحرية.. التي يتمسك بها كشرط ووسيلة لضمان المستقبل عبر صناعته لمصيره.. يقول فيها:..
لو نهقوا
ونهقوا..
فسهام حروفكَ
في ساحة الوغى لا تميل
بوصلتها ضمير
لا يفقه بها الحمير
تتنفس من رئة التغيير
هاجسها الدفع بالتغيير
لصناعة المصير
ـــــــــــــــــــــــ
صباح كنجي
منتصف كانون الأول2011
ـ القصائد المقتبسة.. من موقع الشاعر في الحوار المتمدن..



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام المرعبُ.. والدعوة للإصلاح السياسي والاجتماعي في كردس ...
- الإسلام المُرعب وهشاشة الأوضاع في كردستان..
- الإسلام المرعب.. ديمقراطية بلا حرية!!
- وقفة تأمل.. تفضي لإعادة بناء.. من اجل تفعيل دور اليسار
- الإسلام المرعب في كردستان!!..
- سوريا .. الشعب الإرهابي وحكومة البعث الوديعة!
- ثالوث عفيفي رواية تحاكي العقل..
- نداء من الباحث نبيل فياض..
- مسار الدم المراق بين أرمينيا والعراق..
- ياسين ذكرى فراق من أجل لقاء في زمن الرعب والموت!..
- مهمة خاصة في زمن الحرب ..
- مجهول يشتم حكومة البعث في مقر للشيوعيين في الموصل!..
- حوالة أبو عبود..
- الرحيل المؤلم لعاشق الحرية..
- حوار مع المعقبينَ على الرسالةِ المفتوحةِ..
- شاهد على جريمة العصر سائق الجرافة الذي دفن مجموعة من المؤنفل ...
- لقاء مع الكاتب والنصير صباح كنجي
- رسالة مفتوحة إلى السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي..
- مِنْ حَكايَا الأنفال..
- خلف جنيب ذلك البدوي والنصير الشيوعي الأصيل..


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - حبيب تقي.. كثافة نصٍ يجمعُ بين جمالية اللغة والسخرية