محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 10:51
المحور:
كتابات ساخرة
واخيرا قرر ابو الطيب ان يتعاون مع زوجته لانجاب طفل يسمياه" تواطؤ" وهو اسم كما قال لنا يصلح للذكر والانثى.
وباءت كل محاولاتنا بعدوله عن هذا القرار بالفشل، فنحن نعرف انه بلغ من العمر عتيا ولايصلح ان يكون ابا بعد ان قضى اكثر من 15 سنة وهو بمنصب "جدو" عن سابق الاصرار والتصدي.
صاح بنا في اجتماع عائلي نادر:
- ماذا تريدون مني ايها الاخوة والاخوات؟ انها مسألة خاصة بيني وبين زوجتي وهي كما اعتقد مسألة شخصية جدا، ثم اننا ألاثنين درسنا الموضوع بكل تفاصيله واتفقنا على هذا القرار.
قال له احدنا : ولكن التسمية في غير محلها.
قال: اسمعوني جيدا.. انا وزوجتي نتابع الاخبار بالتناوب، هي في الصباح وانا في الليل وفي كل يوم ومنذ اكثر من اسبوعين اراها مكتئبة حتى انها في الليل تصرخ وهي نائمة"تواطؤ... تواطؤ".
انا بصراحة اعرف السبب ولكني كأي عراقي حنون لابد ان ابدي شيئا من الاهتمام، فسألتها عن هذه الكلمة فقالت: كلما اقرأ عن خروقات امنية يطلع علينا احد النواب بالقول ان هناك "تواطؤ" بين الكتل السياسية وجهات حكومية.
وتضيف وهي تصرخ كعادتها: الغريب في الامر ان هذا النائب او ذاك لايصرّح لا باسمه ولا باسم الجهة التي يقصدها.
قلت لها: وماهو الحل؟
قالت:دعنا نحاول ان ننجب طفلا بهذا الاسم رغم اني اعرف انك عاقر منذ زمن سحيق؟.
واضطررت بناء على رغبتها في زيارة طبيب اخصائي بالمعضلة التي انا فيها.
فهل في هذا ضير لكم؟
وحين اكملت الفحوصات المطلوبة نصحني الطبيب المختص بعدم التسرع فاحتمال الانجاب ضعيف ويمكن ان يكون الجنين "خدجا".
وحين فاتحت زوجتي بالامر صرخت: ولايخمك، المهم ان ننجب طفلا بهذا الاسم.
توكلت على الله وقمت باعداد نفسي للانجاب وهي كما تعرفون مهمة عويصة لرجل لم يصبغ شعر رأسه الاشيب ولم يذق التمر منذ اكثر من 20 عاما.
فهل هذا يضيركم بشيء؟.
وها نحن ننتظر.. ننتظر انا وزوجتي "شوكت تزوع" حتى نعرف انها حامل. ومرت الايام وليس هناك من اشارة ولولا حديثها المتكرر عن الوليد الموعود لما كنا نستأنس بمشاهدة برامج التلفزيون،وما اكثرها.
فهل هذا يضيركم؟.
قال له احدنا: ولكن الزمن في تغير واسم هذا الوليد قد لايكون ملائما لعصره.
صرخ بنا: اهبي يلعن الزمن اللي يخلي الشعب ميعرف منو المتوطأ ومن الشريف... ارجوكم خلوني بحالي ترى الامور عندي صارت قرمزية.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟