أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد عائل فقيهي - الانتماء للأرض .. والانحياز للإنسان














المزيد.....

الانتماء للأرض .. والانحياز للإنسان


احمد عائل فقيهي

الحوار المتمدن-العدد: 3578 - 2011 / 12 / 16 - 23:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- كان جيلي والأجيال التي سبقت جيلي يجد نفسه أمام نماذج كبرى يقتدي بها ويحاول أن يهتدي بأفكارها ورؤاها وبمنظومة القيم التي نادوا بها وناضلوا من أجلها بحثاً عن مجتمع أكثر تقدما وتطورا وحداثة.
كان ذلك هو عصر الكبار في الوطنية والثقافة العربية الذين لم تكن الثقافة لديهم مجرد تحصيل معرفي نتيجة الدراسة بمعناها المهني فقط.
ولكن كانت الثقافة لديهم مرتبطة بالمواقف وبالعمل الوطني من أجل الإعلاء من شأن الوطن والارتفاع بقيمته وهويته، لا أن يتحول المثقف إلى معاد ومضاد لوحدته الوطنية وتركيبته الاجتماعية.
كان ذلك عصر الكبار من المثقفين العرب من أستاذ الجيل لطفي السيد إلى عميد الأدب العربي طه حسين إلى صاحب «العبقريات» عباس محمود العقاد ثم أمير الشعراء أحمد شوقي وغيرهم من الوطنيين المصريين والعرب من العراق إلى الشام والمغرب العربي واليمن.
وتلك النماذج المضيئة في الثقافة الوطنية كانت تعتبر الثقافة الوطنية وتكريسها في أذهان الأجيال الشابة والطالعة وغرس قيم الحق والعدالة والمساواة وأنه ينبغي محاربة الجهل والأمية والفساد، من أهم ركائز العمل الوطني والسياسي لا أن يكون دور المثقف دوراً انتهازياً بحيث يخونه التوقيت وتستميله الرغبة في عشق الأضواء وتسجيل مواقف يعتقد أنها وطنية وتصب في صالح الوطن في حين أنها مواقف معادية للوطن والمواطن والمجتمع والأمة بحثاً عن أمجاد شخصية لا أمجاد وطنية.
إن الأسماء الكبيرة في الفكر والثقافة والسياسة والذين شكلوا عقل ووجدان الإنسان العربي من مشرقه إلى مغربه وعززوا ما يمكن تسميته بـ«معنى أن تكون وطنياً» ليس بالمعنى الدارج والمبتذل ولكن بالمعنى العميق للكلمة – وأن تكون مثقفاً حقيقياً هو أن تكون وطنياً بامتياز، ذلك أن الوطنية هي انحياز للإنسان وللمواطن وللأرض وللتاريخ ولكل مفردات الواقع الذي ينتمي إليه المثقف بوصفه مواطنا أولا يحمل هموم وهواجس وطنه ومجتمعه لا خائنا ولا متآمراً وصاحب فكر معاد للوطن ولذلك شكل رموز الوطنية قيمة كبرى في المخيلة العربية، أولئك الذين قاوموا الاستعمار، ولم يكونوا أبداً يستدرجون الاستعمار والمعتدين إلى داخل بلدانهم، نتذكر هنا الزعامات السياسية سعد زغلول ومصطفى النحاس ومصطفى كامل وعبدالله النديم وغيرهم من النخبة من رموز التنوير العربي من الشيخ محمد عبده إلى الشيخ جمال الدين الأفغاني إلى عبدالرحمن الكواكبي.
إن الوطنية بمعناها الحقيقي والعميق ليست قفزا على الواقع وانتهازا للفرص ولوي عنق الحقيقة ومحاولة استدراج الأعداء والخصوم إلى الداخل الاجتماعي وفي محاولة لتفكيك الوحدة الوطنية، ولكنها جعلها فعلا ينبني على إيمان بضرورة الاتجاه إلى الإصلاح ومحاربة الفساد وأهمية بناء دولة حديثة، ومن هنا ينبغي القول إن أزمة الثقافة العربية اليوم أنها تفتقر إلى الزعامات الوطنية الكبيرة وإلى الرموز المضيئة في الثقافة العربية، ذلك أن الثقافة فعل وطني وموقف أيضاً.. إنها انتماء للأرض وانحياز للإنسان.
[email protected]
كاتب سعودي



#احمد_عائل_فقيهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الانتهازيين
- ليس بالوعظ وحده تحل المشكلات!!
- ليبرالي في مجتمع محافظ
- سقوط القيمة وتراجع القيم
- العقل بين الخير والشر
- كن مستقلا.. لا شبيها لأحد
- فصل جديد من تاريخ العذاب
- المجتمعات العربية .. والأسئلة الحائرة
- «الشبيحة» في كل مكان
- نزهة العاشق
- البدر المضيء في فضاء الأغنية السعودية
- سوريا .. مكر التاريخ وخداع الجغرافيا
- كمال الصليبي.. الباحث عن الحقيقة
- زمن الغضب
- التدين المنقوص
- خزان النفط .. أم مخزون التاريخ
- قراءة الظاهرة الكروية
- تجار السياسة في الإعلام العربي
- ثقافة الممانعة وعصر المرأة السعودية
- عبدالله عبدالجبار استثنائي في الزمن العابر


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد عائل فقيهي - الانتماء للأرض .. والانحياز للإنسان