أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - هدوء تأريخي في يوم الانسحاب














المزيد.....

هدوء تأريخي في يوم الانسحاب


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3578 - 2011 / 12 / 16 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في يوم الخميس 15/12/2011 أعلن وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا انتهاء المهمة العسكرية الامريكية في العراق وانزل جنرالات الولايات المتحدة علم بلادهم من آخر قاعدة ورغم إن يوم اعلان الانسحاب الامريكي من العراق كان معلوما بشكل مسبق الا إن العراقيين لم يهتموا كثيرا بهذا اليوم، هناك اهتمام اعلامي لكن باستثناء التجمع الذي شهدته الفلوجة يوم الاربعاء، فإن مدن ومحافظات العراق لم تشهد شيئا وأكثر المطالبين الحاحا بالخروج الامريكي إلتزموا الصمت.
تجولت بنفسي ومع زملاء مساء الخميس في مناطق متفرقة من العاصمة ارتدنا اكثر من مكان وسرنا في اسواق مزدحمة كان الناس فيها يهتمون بأشياء متنوعة من المناسبة الدينية (شهر محرم) الى الاطعمة والبضائع لكن لا شيء يدل على الحدث التاريخي المهم في المدينة لافرح ولا قلق ولا حزن ولا أي شيء، سألت سائقا عن الامر فإتضح إنه غير مهتم والموضوع لم يخطر على باله، العاصمة هادئة والناس مسترخون والسلطات العليا في البلاد لم تحضر حفل الامريكان ولم يصدر اي مسؤول بيانا بالمناسبة، لم يوجه أحد كلمة للامريكان ولا للعراقيين على عكس ما فعله أوباما ثم بانيتا.
حتى وسائل الاعلام العراقية كانت اقل اهتماما بالموضوع من وسائل الاعلام الاجنبية، حيث سيطرت المظاهرات واقتحام المتظاهرين لمجلس محافظة ديالى وغياب المسؤولين هناك على أخبار الوكالات والفضائيات العراقية كما سيطر الشريط الذي يظهر أعضاء مجلس محافظة المثنى يشتبكون بالايدي ويتبادلون الشتائم خلال جلسة لمناقشة هروب المدان بقتل المحافظ السابق، وهناك النقاش الدائر حول الاقاليم، أشياء كثيرة تهم الاعلام ولا شيء منها يهم قادة البلاد ولا عامة الناس، هل دخلنا مرحلة اللامبالاة؟.
إذا إفترضنا إن هذه اللامبالاة هي حالة مؤقتة فيمكن أن نجد لها تفسيرات عدة أهمها الخوف بدرجة تدفع الى تجاهل الحدث رغبة في عدم التفكير بالمخاطر المحتملة، وكذلك عدم التوقع الى درجة التكذيب والاهمال، فهناك بين المواطنين من لا يهتم أصلا بوجود او غياب الامريكان بل ينصب اهتمامهم على تحسن ظروف الحياة واعتقد ان هؤلاء هم الاغلبية الصامتة التي لا تكاد تجاهر برأيها خشية على حياتها وهناك أيضا ساسة ومواطنون ارتبطت مصالحهم بالامريكان وهم حائرون في تدبير أمرهم ولا يمكنهم اعلان موقف صريح لا مع ولا ضد الانسحاب، كما إن عددا من المسؤولين يجدون أنفسهم اليوم أمام تحديات واستحقاقات تضيع أمامها حلاوة ما كانوا يتصورونه نصرا سيحسب لهم، والاهم إن المطالبين بالحاح عسكري وسياسي بخروج الامريكان سيدخلون مرحلة انعدام الوزن وإنكشاف النوايا، هؤلاء لا يريدون التصديق بخروج الامريكان ولذلك قاموا بهجمات تستهدف الامريكان في عمليتهم الانسحابية الخميس فتعرضت قاعدة أميركية تقع في الجانب العسكري من مطار البصرة لهجوم بأربعة صواريخ كاتيوشا رغم انها تكاد تكون الوحيدة للقوات الأميركية في البصرة ومن المقرر أن تخليها بعد أيام قليلة وهي محطة الامريكان الاخيرة في تحركهم من العراق نحو الكويت كما استهدفت عبوة رتلا أمريكيا في الطريق بين سامراء وبغداد وفي الأنبار دمرت آلية للجيش الأمريكي بصاروخ آر بي جيه كما أطلقت خمسة صواريخ كاتيوشا على القاعدة الأمريكية في مطار بغداد ليل الاربعاء الخميس، خارطة الاستهداف قائمة لتقول ان الامريكان مازالوا هنا وإن خصومهم موجودون أيضا، وهؤلاء الخصوم هم من سيعلن "ساعة النصر"، هم من سيطوي الصفحة ويفتح أخرى، والمشكلة الاولى انهم خصوم متخاصمون فيما بينهم ايضا.
هناك موعد قريب آخر لاستكمال الانسحاب حيث سيخرج آخر جندي امريكي يوم الاحد وقد يتم الثلاثاء الاعلان عن خلو العراق من القوات الامريكية ربما ستحتفل جهة رسمية ما وربما ستحتفل فصائل سياسية معينة لكن اللامبالاة ستسيطر على الاغلبية ليواصلوا هدؤهم التاريخي.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجاهزية السياسية للانسحاب
- ذرائع العنف في العراق
- الامريكان والمعجزة العراقية
- موقف صحيح وتصريحات خاطئة
- السيد المواطن
- الخطة العراقية
- دولة خائفة من الاسماء
- حمايات المسؤولين
- القضايا العليا في انتظار المأساة
- موازنة الاحزان العراقية
- تأجيل الموقف من ميناء مبارك
- دولة عشوائية
- الأمن قرار سياسي
- مناصب بالوكالة
- معتقلون من أجل الهرب
- الخلافات مربحة في العراق
- أزمة وزير الداخلية
- أردوغان..الروح المزيفة
- موعدنا بعد العيد
- هدوء عراقي وغضب مصري


المزيد.....




- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يحمل الحكومة مسؤولية أزمة قطاع الص ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يهدد بتشديد العقوبات على الدول التي تشت ...
- ما حقيقة تعرض مصر ثالث أيام عيد الفطر لـ-أعنف- عاصفة ترابية ...
- محكمة فرنسية تعتزم البت في طعن لوبان في صيف 2026
- الولايات المتحدة تعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط
- واشنطن مستعدة لدراسة توسيع عدد المشاركين في البعثات النووية ...
- توقع -العرافة العمياء- لعام 2025 يتحقق والباقي عن مستقبل قات ...
- رويترز: ترامب يعتزم تخفيف قواعد تصدير الأسلحة الأمريكية
- السوداني والشرع يبحثان العلاقات الثنائية
- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأميركية ترومان


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - هدوء تأريخي في يوم الانسحاب