جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 12:53
المحور:
كتابات ساخرة
لم أشاهد في حياتي شيخا إسلاميا يرتكب تحت الظلام الدامس جُنحةً أخلاقية أو يسلك مسلكا منافيا للأخلاق الحميدة إلا وقيل لي بأن هذا التصرف تصرفٌ فردي صادر عن شخصٍ يمثل نفسه ولا يمثل الإسلام والإسلام بريء منه علما وأنتم نعلمون بأن الاسلام إذا رأى سلوكا صادرا من شيوعي أو من ليبرالي منافيا للأخلاق الحميدة فإنه فورا يحمل الشيوعية أو الليبرالية المسئولية بأكملها,والاسلام يعتبر أن الشيوعية سبب سقوط الاتحاد السوفييتي ولكنه أي الاسلام لايحمل نفسه مسئولية سقوط الدول الاسلامية, وعدى عن ذلك الاسلام مثل(الرجل الهامل) الذي يهرب من البيت لكي لا يتحمل المسئولية,والسؤال الجريء هنا هو: متى سيمثل الإسلام نفسه ويكون مسئولا عن كل ما يحصل لنا جميعا من تعذيب ومن تحالف مع قوى الشيطان والشر؟ ومتى سيتوقف الإسلام عن التسبب بالأذى للمثقفين جراء تواطئه مع أجهزة المخابرات في كافة الدول العربية؟ ولم أسمع بحياتي أن مسئولا إسلاميا أغلب العصابات القانونية وغير القانونية إذا ارتكبت أي فعل طائش أو غير طائش تعلن عن مسئوليتها الكاملة أمام القانون وغير القانون حتى أن الكمبيوتر إذا اخطأ يعلن عن نفسه ويقول ويكتب بالخط وبالقلم العريض(أنا أخطأت) ما عدى الإسلام يرفض أن يتحمل مسئولية ما يصدر عنه وما ينتج عنه من أعمال ,وكل إنسان يتحمل نتيجة أي عمل يقوم به ما عدى الإسلام فهو على مر التاريخ وعلى مر العصور لم يتحمل إطلاقا نتيجة أي عمل قام به على الإطلاق, فالذي فعله خالد بن الوليد مع زوج ليلى لا يتحمل الإسلام نتيجته ويبقى خالد بن الوليد في نظر الناس فارسا تصرف تصرفات فردية هو المسئول الأول والأخير عنها وليس الإسلام, وهذا فعلا يعتبر من أهم المشاكل التي يواجه فيها الإسلام العالم وهو حتى اليوم لم تصدر بحقه مذكرة إيقاف عن العمل بحجة ما يرتكبه الإسلام من مغالطات فنية وجرائم إنسانية, وفي النهاية الرسول معصوم من الخطأ والإسلام معصوم من الخطأ والصحابة كلهم(عدول) ولا يوجد فيها فاجر أو تافه أو حقير.
والشباب الطائش وقلة والمستشرقون وأعداء الإسلام هم الذين يتحملون مسئولية ما يرتكبه الإسلام أو ما يرتكبه التشريع والتقعيد الإسلامي لتنظيم حياتنا اليومية كمسلمين ومن هنا تنقص الإسلام الجرأة في أن يعترف بخصاله وبأعماله التي يقوم بها بدل أن يدفن رأسه في الرمال مثل النعامة ,وما قام بعمله خالد بن الوليد مع ليلى زوجة مالك بن نويره كان قد تعلم هذا الخطأ عن الرسول نفسه, وما فعله الحجاج بن يوسف الثقفي لا يتحمل الإسلام نتيجته بل الحجاج وما فعله محمد مع صفية وأم قرفة وجويرية لا يتحمل الإسلام مسؤوليته ومن الممكن أن يتحمل أي اتجاه فكري آخر نتيجته ما عدى أن يتحمله الإسلام.
وغير أنه من اللائق بالفكر الشجاع أن يعلن عن مسؤوليته فيما يرتكبه من أفعال واليوم أي منظمة فكرية سياسية أو اجتماعية تقوم بعمل أي شيء فإنها على الفور تقوم بالإعلان عن مسئوليتها وتقول مثلا أنا من فعل ذلك ....وأكثر شيء يضحكني ويبكيني في الديانة الإسلامية هو أن هذه الديانة لا تخطأ نهائيا لا هي ولا نبيها ولا حتى كبار عملائها الفدراليين العرب ولا تتحمل مسؤولية جوع المواطن أو فقره أو طيشه لأن الإسلام دين كامل متكامل من كل الوجوه ولا ينقصه أي شيء وما يصدر عن المسلمين من عاشر المستحيلات أن يتحمل الإسلام مسؤوليته بل الطيش والجهل وأعداء الإسلام وعلى رأس أولئك الأعداء يقف الشيطان المحرك الأول لقوى الشر والله هو الذي قسم له رزقه,ولا نستطيع أن نتهم النظام الإسلامي مثلا بالفشل في بعض الجوانب وسيقف في وجهنا أكثر من مليون رويبضة ليقول لنا:الإسلام كدين وعقيدة صالح لكل زمان ومكان والذي سقط أو يسقط هو الدولة بسبب ابتعادها عن الله وليس للإسلام علاقة لا بهذا ولا بذاكَ,ولا تستطيع أعصاب الإسلام أن تتحمل أي كلمة سواء أكانت خفيفة الدم أو ثقيلة الدم,ولا يتحمل الإسلام أي شيء في كل شيء سواء أكان فردا أو مجتمعا بأكمله,وهذه المسألة مثل مسألة جاري الذي كان وما زال يعتبر نجاح أولاده في المدرسة فقط لأنهم يحملون صفات أبيهم الجينية,وأما في الأمور التي يفشلون فيها فإن الذي يتحمل هذه المسؤولية أخوال الأولاد ,وبعبارة صريحة ومن الآخر يفشل الأولاد حين يكون أخوالهم فاشلون وينجح الأولاد حين يكون أبيهم ناجح في حياته, وبصراحة هذا الدين الإسلامي شيء عجيب جدا وغريب جدا في كل تصرفاته وفي كل تجليات منظره ورؤاه للطبيعة من ما ورائها إلى أمامها فإن قلنا مثلا أخطأ عمر بن الخطاب في حل قضية المؤلفة قلوبهم وفي قضية الطلقاء والأنصار وتسبب لخلفه بمشكلة سياسية عويصة وإن قلنا أن قضيتهم مثلا تشبه إلى حد قريب قضية المعفيين من الجمارك والرسوم والطوابع فإن الدنيا تقوم وتقعد وإن قلنا أخطأ الإسلام فإن مليون مدافع يقف وهو منتفخ الكرش ووجهه أحمرَ مدافعا عن الإسلام على اعتبار أن الإسلام لا يخطأ أبدا,ولست أدري أين هو الخطأ وأين هو العيب في أن يخطأ الإسلام!! الإسلام يجب أن يكون مخطئا في بعض المسائل ويجب أن يتحمل مسؤولية أفعاله وأعماله مثله مثل أي نظام فكري ولا داعي للقفز هنا وهناك من أجل تبرير أفعاله وأعماله وأخطاءه المقصودة والعشوائية وليس من المفروض بنا أن نبرر أخطاءه العلمية كما نبرر أخطاءه اللغوية ونجعلها معجزات حين يأولهاالمؤلون ..وإن قلنا في حياة ذلك العالم الإسلامي خطئا فنيا وشخصيا فسرعان ما يقال لنا هو لا يعبر إلا عن نفسه ولا يعبر عن الإسلام ولست أدري إلى متى سيبقى الإسلام هكذا يستخف بعقولنا لا يتحمل مسؤوليته بالكامل أما إذا كان سلوكه جيدا ومحترما فالجميع يقفون وهم يقولون:هذا هو الإسلام, إذا كيف بالإسلام يريد أن يتحمل المسؤولية وبنفس الوقت يضغط عالميا من أجل أن يقود الدول العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا؟؟وإن قلنا بأننا شاهدنا عيبا على سلوك أحد المشايخ فإن الجمهور يرد علينا بقوله هذا خطأه وليس خطأ الإسلام, وإن عددنا عيوب بعض الأئمة فإن الأغلبية من الناس يتفق مع بعضهم على أن الإسلام لا يتحمل المسئولية.
فكيف بهذا الدين مثلا بسببه يدخل المواطن المسلم العيادات النفسية ويتعقد من الحياة وبنفس الوقت يبقى هو بعيدا عن المسؤولية!!, وكيف بهذا المثقف يضرب ويضطهد ويستباح مال العلماني والنصراني ويستباح عِرض الليبرالي والاشتراكي وبنفس الوقت لا يتحمل الإسلام مسؤولية أي شيء؟فإن ظلم الوالي المسلم وأعلن نفسه طاغية فليس هذا لأنه مسلم وإن سقطت الدولة الإسلامية برمتها فهذا لا يعني أن الإسلام هو الذي سقط بل على العكس الإسلام ما زال مستمرا ويقدم كثيرا من قصص الفشل التي لا يتحمل مسؤوليتها وما زال الإسلام مستمرا في تقديم مزيد من الأخطاء العلمية والاجتماعية في مجال التربية من غير أن يتحمل نتيجة أي خطأ ومن غير أن يعترف بأنه مخطأ, وإن فشلت العائلة المسلمة في حياتها فإن الإسلام لا يتحمل مسؤولية هذا الفشل بل الذي يتحمله شخص آخر,والمهم والأهم أن الإسلام في نظر كل المسلمين صالح لكل زمان ومكان وإن فشلت مثلا عملية زراعته في أوروبا فإن هذا الفشل لا يتحمل مسئوليته الإسلام ولا المسلمين وإنما الذي يتحمل ذلك شخص آخر ينطبق عليه كل الشروط ما عدى أن يكون مسلما, ونجاح أو فشل المسلم والمسلمة في حياتهم الشخصية يتحمله أيضا دين آخر غير الدين الإسلامي فإن نجح المسلم في حياته فإن الإسلام يكون هو سبب النجاح وإن فشل المسلم في حياته وانحرف شيئا فشيئا عن الطريق الإسلامي فليس للإسلام دعوة بذلك وتبقى المسؤولية ملقاة على عاتق الفرد والجماعة غير المسلمة ويبقى الاسلام وحده بعيدا عن الشبهات ولا يقبل بأن تلتصق به أية شبهةٍ أو جناية.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)