أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - أفندم .. يافندم














المزيد.....

أفندم .. يافندم


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتأكد أي ثورة من خلال ثقافتها، فالثورة حين تنجح ترسي ثقافة جديدة، ترسي مفاهيم ومصطلحات ولغة جديدة بين الناس.
ثورة يوليو ألغت الألقاب ، وصدّرت مفهوم "كلنا سيد في هذا الوطن،" وبالطبع جاء هذا المفهوم كي يسد فراغ غياب لقب الباشا والبيه؛ الألقاب التي كرست كل الشعب في خدمة مجتمع النصف في المائة. كانت الثورة تحاول أن ترسي ثقافة جديدة، واهتمت بالتعليم والانتاج كي تقرب المسافة بين الطبقات، وما بقى من فراغ ملأته الثورة بالأمن.

وتمادي دور الأمن وتنامى ، على حساب التعليم والانتاج، وفي تعاظم دور الأمن، تعاظمت مكانة رجل الأمن، فرويدا رويدا أصبح "باشا"، بل أصبح "باشا" فور التخرج من كلية الشرطة. ومرة أخرى عادت الألقاب، استردها رجال الأعمال المتحالفون مع النظام، وبقيت في أدبيات الشعب عبارات مثل : أنت زخر لنا ، ومرة أخرى - مع هٍرم ثورة يوليو- ضاعت مفاهيم المساواة، واسترد كافة المسئولون ألقاب معاليك، وباشا، وسعادتك، وبيه، والأمر لم يمنع من أن يحصل المسئول على تركيب مزجي من لقبين مثل: سعادة البيه، معاليك ياباشا، والقائمة طويلة... اليوم 14 ديسمبر في الفضائية المصرية كانت "معاليك" بتلف بين الصحفيين في حوارهم مع المستشار عبد المعز إبراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات.

معاليك تكرس المعنى أنه الأعلى، في حين أنه المسئول؛ مسئول اسم مفعول، والشعب سائل "اسم فاعل". ثورة الشباب تدعونا أن نتحرر من ثقافة التبجيل إلى ثقافة المساواة والاحترام المتبادل، المسئول مسئول أمام الشعب، في يده صلاحيات واخدها من الشعب، والشعب يسأله: عملت إيه بالصلاحيات لخدمة مصالح الشعب؟

في ثقافة التبجيل، يغيب العقل النقدي، و يتشوه النقد بين ما يجب وما لا يجب أن يقال ؛ وبين التلميح دون التصريح. في ثقافة التبجيل يغيب العقل فيسلّم الناس عقولهم لمن يعتقدون إنه أكثرهم علما ودراية، ثقافة التبجيل هي الأساس في ثقافة الصمت والخوف والتغاضي عن أخطاء المسئولين، أو حتى مجرد تنويرهم وتبصيرهم. أزاي واحد من الشعب ينور أو يبصِّر، أو ينتقد واحد مسئول؟ ليه هي الميه ممكن تجري في العالي؟

كان فيه فساد في عهد مبارك، لأنه كان فيه استعباد، كان فيه مسافة كبيرة بين المسئول والشعب، حوائط نفسية بين المسئول والشعب، حوائط فوق رأس الشعب، والمسئول فوق هذه الحوائط. الشعب لا يرى إلا الشعب تحت ظلام هذه الحوائط . والمسئول فوق، الدنيا أمامه فضاء، وفوق هذه الحوائط يرى المسئولون بعضهم البعض وهم يتحركون بحرية فوق رؤوس البشر، ولو واحد من الشعب شاف واحد مسئول، نجد أن هذا الواحد يصرخ بعلو الصوت : معاليك، معاليك... أو يوطي صوته حتى لا يؤذي سمع المسئول وهو يلهج بذات النداء: معاليك، معاليك...

ثقافة التبجيل هي الحائط الجاسم على صدور الناس، وجاءت الثورة كي تحررهم منه. زمان كنا كلنا "سيد" في هذا الوطن، طيب ينفع دلوقت نكون كلنا "أفندم" في هذا الوطن؟ المسئول يصبح افندم والسائل برضه أفندم، عايزين نتحرر من ثقافة التبجيل إلى ثقافة المساواة، فمع ثورة الشباب تبقى قاعدة المياه لا تجري في العالي، قاعدة افتراضية، لأنه مع الثورة ما بقيش فيه عالي.كلنا شعب ومسئولون أصبحنا على أرضية واحدة لنا نفس القدر من الاحترام المتبادل.




#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل خذل الشعب الثورة؟
- دولة القانون في عهد إبراهيم حسن محمود
- سميرة إبراهيم وهذا الشناوي الهارب من شمس الحقيقة
- الشرطة الضحية
- التعذيب بنيران صديقة
- الهيبة أم التقدير في قضية خالد سعيد
- سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول
- محمد جمال الدين
- الدولة لازم تتغير
- فأقرأ ثانية رسالة بلال
- أصعدها كمقدارها بنعمتك
- المسلّمات والحقيقة المجردة
- عندما قال -مبارك- للشعب: أفندم
- عمق الثورة، وسطح الثورة
- جريدة الأخبار، في تضامنها الصريح مع الثورة
- الشارع لنا، وكذلك الحصان والعربة
- الخروج من عنق الزجاجة: الوساطة أم التفاوض المباشر
- حكومة ثورة ، أو شارع ثائر يصغي له المجلس الأعلى والحكومة الا ...
- ألا يكون مطلقا أو أبديا وألا يميز بين الناس
- الصف الواحد وخطر الانقسام


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - أفندم .. يافندم