أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - -الرجّال- لا يغيّر كلامه!














المزيد.....

-الرجّال- لا يغيّر كلامه!


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3575 - 2011 / 12 / 13 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يظنّ العديد من الجنرالات الإسرائيليّة، الذين أعمت روحهم العسكريّة المتعالية بصيرتهم، أنّ بإمكانهم عرقلة التطوّر السياسيّ الاجتماعيّ في المنطقة، نراهم لا يغادرون قوقعتهم العسكريّة بعد انتهاء خدمتهم الرسميّة؛ ليستثمروا خدمتهم العسكريّة كتأشيرة للفوز برئاسة الحكومة وبالوزارات المختلفة، وليتسلّموا أرقى المناصب السياسيّة، أو الاجتماعيّة، أو الثقافيّة، أو الاقتصادية في البلاد، وليدخلوا الكنيست/البرلمان الإسرائيلي- المؤسسة التشريعيّة من أوسع أبوابها اليمينيّة _الصهيونيّة، ولأنّهم يتّسمون بضحالة الذكاء العاطفي، فنألفهم يتميّزون بالتوهّم، وبالتزييف، وبالتبجّح...ويظنّون أنّ رُتبهم العسكريّة وماضيهم "السوبرماني" الدمويّ شهادات وكفاءات تؤهّلهم للخوض في كلّ مجالات الحياة، ولإشغال أيّ منصب سياسيّ... في الدولة.
أوهمت المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية نفسها، وبدعم من أقسام واسعة من رجالات السياسة أنّها قادرة على جعل إسرائيل دولة لهم، لذلك ليس غريبا أن يتساءل البعض منّا إن كان للجيش الإسرائيلي دولة أم لدولة إسرائيل جيش؟! لم يُطرح هذا السؤال كتعبير عن شطحة فكريّة خياليّة أو افتراضية، بل نتيجة لتقديس الدولة، بكافة مؤسّساتها وسلطاتها ومرافقها وشركاتها...، رجال الأمن؛ فهم من يجب أن تتّسق الآراء مع رأيهم، وهم فوق العرف والقانون أحيانا، وهم الأفضل من كلّ المثقّفين والأدباء والفنانين؛ من خبراء وأكاديميين مختصّين و... هم الذين يفوزون في المناقصات الإداريّة على كلّ ضليع وصاحب أقدميّة وخبرة في العمل الإداري لأيّ هيئة كانت، منهم مديرو أهمّ الشركات والمصانع والمؤسسات التعليميّة التربويّة و...
كذلك هم الذين يضطلعون بمسؤوليّة إثارة الرعب والبلبلة في الأوساط الشعبيّة؛ فنراهم يتخوّفون ويشكّكون من أيّ تغيير أو تطوّر سياسيّ يجري في منطقة الشرق الأوسط، وينبرون في شنّ حملة ترويع أمنيّة في المجتمع الإسرائيلي، وكأنّ إسرائيل ستتلقّى ضربة نوويّة محتّمة ومحكّمة عاجلا!
ومنهم مَن إذا سألته عن عمره اليوم، لأجابك الجواب نفسه الذي أجابك إيّاه قبل عشر سنوات، فكيف لهؤلاء أن يتغيّروا ليتكيّفوا مع الظروف والبيئة الجديدة المتكوّنة. إن كانوا يتجاهلون سنين عمرهم بعد الخدمة العسكريّة الرسميّة؛ فكيف سيتوازنون نفسيّا مع تطوّر الأحداث السريعة الحاصلة في الدول العربيّة؟! ينطبق عليهم ما يقوله أبناء بلدي في "الرجّال": " الرجّال ما بغير كلامه" فهم ضدّ التغيير والتبديل، وهم ثابتون على أقوالهم!
صرّح وزير الشؤون الإستراتيجية موشي يعلون، الملقّب "بوغي"، رئيس الأركان السابق، في لقائه مع صحفّيين أجانب، أوّل أمس الإثنين، أنّ الشرق الأوسط سيفقد استقراره قريبا، وأنّنا سنشهد صراعات داخليّة في الدول المجاورة، وعبّر يعلون عن قلقه؛ لأنّ هذه الصراعات ستبعد الديمقراطية،
ويخلص "الفهلويّ" كذلك بأنّ الانتخابات لن تجلب الديمقراطية، لأنّ الديمقراطيّة، حسب رأيه، هي عمليّة طويلة تبدأ بالتربية على الحريّة والتسامح والحقوق...، لا تستغربوا رأيي، أنا أوافق يعلون الرأي بأنّ الديمقراطيّة تبدأ بالحريّة! لذلك أدّعي بإنّ الديمقراطيّة الغربيّة لا تصلح إلا للمجتمعات المتطوّرة والمتقدّمة، إذن على الديمقراطيّة المنشودة لدول الجوار أن تتلاءم مع تاريخ شعوب هذه الدول وقيمها الثقافيّة ووضعها الاقتصاديّ وأن تدعم الاستقرار السياسيّ فيها.
لكن لو كان يعلون "رجّال" فليثبت على ما يدّعيه! فهو من قيادة الجوقة التي تحرّض صباح مساء على القيادات الفلسطينيّة التي تربّي الشعب الفلسطينيّ بجميع فئاته العمريّة على الحرية والانعتاق من نير الاحتلال وتبعاته؟!
يعرف دهاقنة الحكم في إسرائيل أنّ احتلال الأراضي العربيّة يفرض التوتّر والقلق على شعوب المنطقة بأسرها، وهو يشكّل العقبة الكبرى أمام التطوّر الديمقراطيّ لشعوب المنطقة، فلماذا إذن التباكي على الديمقراطيّة في الدول المجاورة؟ أهو لتضليل الرأي العام؟ وكأنّ إسرائيل لا تشارك باللعبة/بالمؤامرة؟ أم لأنّ إسرائيل تريد صرف الأنظار عن استحقاقات السلام مع الفلسطينيّين ومتطلباته؟ أم لغاية أخرى في نفس الفزّاعة الإيرانيّة؟
من الطبيعي أن تستدعي الأزمة السياسيّة الاقتصاديّة المنفجرة في العالم العربيّ قادة ومفكّرين عرب ليسارعوا باتهام الاستعمار والصهيونيّة والرجعيّة العربيّة بأنّهم يحيكون مؤامرة.
تهمة المؤامرة جاهزة ومعدّة سلفا على مكتب كلّ نظام، يمتشقها النظام ويظهرها كلّما مُني بالفشل في تجربة ما. لكنّ هذا التحليل لا ينطبق على الحالة السوريّة الناجزة، فإنصافًا للحقيقة التاريخيّة، لا نستطيع أن ننفي وجود مؤامرة على سوريا. لكن بنفس المقدار من الموضوعيّة، يجب أن نعترف:
أوّلا، بأنّ النظام لم يكتشف المؤامرة في أواسط آذار الماضي، ليبدأ التصدّي الأمنيّ لها بعد هذا التاريخ.
وثانيا، بأنّ الأزمة لن تنتهي بعد أيّام أو أسابيع! كما يدّعي بعض المفكرين الذين يحتلّون مساحات واسعة من شاشات الفضائيات.
وثالثا، بأن حكم عائلة الأسد (كما جاء على لسان براك) في سوريا لن يسقط خلال أسابيع قريبة، لذلك لن تتحقق رغبة/تقدير إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي، ولو اختلطت رغبته بتقديراته الناتجة عن اطلاع مخابراتي واسع وعميق على سوريا.
ويبقى السؤال: هل ستوقظ مدافع الأزمة الشعب السوريّ، لينهض ويحقق معجزة الاستقرار السياسيّ، لينتقل إلى النموّ الاقتصاديّ والحضاريّ ويحتلّ مكانا تحت الشمس في مسيرة التقدم الماديّ والاجتماعيّ؟



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَبَل أو نَبَل
- دوّامة الفقر والمرض
- بمناسبة عيد ميلادك السبعين
- أَعنْدَ الشدائد يعرف العملاء؟
- أَعنْدَ الشدائد يعرف الملاء؟
- جودة التربة السّوريّة
- سوريا يا حبيبتنا
- أفق ديمقراطيتنا، وأفك ديمقراطيتهم
- الفقر المشتسري
- - إلّي بخجلوا ماتوا-
- بيبي ستريبتيز
- أو... ماي ... أوباما
- أيّهم أشدّ حمقا؟
- هذا هو الشعب السوري
- نحن هنا، والحمار لنا!
- خطّة إسرائيل هي دولة لقوات الأمن، فما هي خطّتكم؟
- يعلم الله قلب من سيحترق!
- - اللي طلّع الحمار على المئذنة فلينزله-
- صباح الواقعيّة، في عهد المبالغة!
- صباح الخير يا مسعد!


المزيد.....




- لِمَ انتظر هذا الرجل سن التقاعد حتى يمارس شغفه بتحويل الخردة ...
- -إن مت أريد موتا صاخبا-.. مقتل المصورة الصحفية فاطمة حسونة ب ...
- نعيم قاسم: لن نسمح لأحد بنزع سلاح حزب الله وسنواجه من يسعى ل ...
- قصة عروس في غزة فقدت عريسها قبل الزفاف بيوم
- الصحافة في عصر التزييف العميق: رؤى وتحديات من منتدى الإعلام ...
- اليمن: غارات أميركية على صنعاء والحديدة والجوف تخلف أكثر من ...
- محاكمة -التآمر-..أحكام بالسجن بين 13 و66 عاماً على قادة المع ...
- -نوفوستي-: المحتالون الذين يهاجمون الروس عبر الهاتف يعملون ت ...
- رابطة صينية تتهم واشنطن بانتهاك قواعد التجارة الدولية بشكل ص ...
- أورتاغوس -تتثاءب- ردا على أمين عام حزب الله


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - -الرجّال- لا يغيّر كلامه!