أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله خليفة - مظاهراتُ روسيا














المزيد.....


مظاهراتُ روسيا


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 08:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أزماتُ رأسماليات الدولِ الشمولية تتلاحقُ في قارتي آسيا وإفريقيا بشكل متصاعد.
فنظامُ الإنتاج العام البيروقراطي (الاسيوي) لم يعد قادرا على ملاحقة الثورة العلمية التقنية ولا على تلبية مطالب الجمهور الملحة في التغييرات الاقتصادية الكبرى الواسعة.
تنبعثُ أزماتُ الرأسماليات الحكومية جماهيريا حرا (توحيديا) فتؤدي إلى تحولات، وتتداخلُ دينيا وتتصارع طائفيا فتؤدي لأزمات وضياع لطرائق التطور وفرص العيش المشترك والتغيير واتحاد المسلمين والمسيحيين والناس كافة في هذه البلدان من أجل أبسط تحولات المعمورة.
مشكلاتُ وأزماتُ رأسماليات الدول في الخليج وإيران غيرُ ممكنةِ الحلول من دون تعاون إسلامي، وتحول الدول والجماعات الطائفية والسياسية التابعة لها إلى الحداثةِ والديمقراطية والعلمانية.
تتمظهرُ الأزمة الروسية بشكل مركب، إنها أقدمُ عهدا وأكثر خطورة، وأبعدُ غورا وتبدأ من أخطاءِ لينين وحزبهِ في إقامة رأسمالية الدولة تحت غطاء أيديولوجي اشتراكي.
عدم التوجه للرأسمالية الحرة وعدم قبول الطريق الغربي الديمقراطي، وإيجاد تراكمات تحولية في الاقتصاد والثقافة والعلوم على نحو صبور طويل، وإدعاء دكتاتورية البروليتاريا الحاسمة في الانتقال الخيالي للشيوعية كلفَ روسيا الكثير، وقد حانَ موعدُ العودة للحظةِ المؤسِّسة، وكشف حساب التاريخ.
قامت الأحزابُ الشيوعية بهدمِ الرؤيةِ الماركسية داخلها، واستبدلت بها فتاتا من أفكارِ القوى البرجوازية الصغيرة المتطرفة والانتهازيةِ والقصيرة النظر، وتحولت الماركسية إلى دين يلغي الأديان، ولعجز نظري عن رؤية التداخلات المعقدة للتطور التاريخي، ثم غدت الاشتراكية المؤدلجة رأسماليةَ دولة فاسدة شائخة، حتى وصلنا لانبثاق حزبِ روسيا بيتنا وجحيمنا وصقور الجماعات القومية كجناح حاكم من الطبقة البرجوازية، فيما تحول الحزبُ الشيوعي للجناح السياسي المعارض من الطبقة ذات الامتيازات التاريخية والاستغلال الطويل للكادحين!
الجناحان الممثلان للطبقةِ الحاكمةِ يعبران عن سياق تاريخي معاصر متحول متقطع، فقوى الحزب الشيوعي السوفيتي المسيطرة على الملكية العامة المستغلة لها التي وجدت تطورها في القطاع الخاص الممتد لمصالحها وفسادها وتحولاتها، غدت تحت قيادة بوتين قائد المخابرات الروسية حيث يُصنع التاريخ ويُلوث التطور السياسي التاريخي.
الجناح المنتصر من الطبقة السوفيتية الحاكمة المتحول للبرجوازية العامة - الخاصة، الذي عاش على منجزات العاملين المادية والفكرية، يتوجه للتبرجز الخاص الكامل، لكنه غير قادر على ذلك، بسبب ضخامة الملكية العامة البيروقراطية وضعف الجماهير الديمقراطي التوحدي.
الجناحُ المهزوم من الطبقة السوفيتية المتحول الباقي في ذات الشيوعية القديمة التي غدت روسية يعبرُ هو الآخر عن البقاء في الأسطورة السياسية القديمة، ولكنه يتحول للرأسمالية الحرة، عاجزا عن صد تدفقها الطوفاني الهائل والحفاظ على الاشتراكية المؤدلجة.
غيابُ فهمِ جدلية التاريخ، يتحول شيئا فشيئا لفهم، أن القطاع العام هو نتاجُ تضحيات كبار، والسيطرة عليه ديمقراطيا وتوجيهه لخدمة الشعب هو القضية الكبرى.
لكن هذا يتطلب السير مع الرأسمالية المنتصرة كذلك، عبر تناسق وتعاون القطاعين وتشكيلهما تغييرا اقتصاديا اجتماعيا موحدا للجمهور، والقبول بعدم احتكار السلطة سواء من حزب بوتين أو من قبل الحزب الشيوعي الذي يغدو رغم كل شيء وإذا أراد البقاءَ حزبا اشتراكيا ديمقراطيا، العودة للأمميةِ الثانية من الباب الخلفي، ونقد أفكار لينين ورفضه للأممية الثانية والاشتراكية الديمقراطية في العقد الثاني من القرن العشرين السابق.
كان على الجماهير أن تتحمل سرقة القطاع العام وأنانية وانتهازية القطاع الخاص، أي أن ترفض مسار الطبقة الحاكمة البوتينية والشيوعية معا، سواء في حزب اليمين المهيمن أو في حزب اليسار المتكلس.
أي أن تدافع عن لقمةِ عيشِها وحرياتها وتخرج من سرابِ الجنة الشيوعي المتحول لكوابيس ستالينية، أو من الجنة الرأسمالية الصائرة تشردا وفقرا وأجورا متبخرة.
ضخامة روسيا الجغرافية والاجتماعية والأسطورية لم تكن تسمح بتجربة ماركسية ديمقراطية مبكرة كما هو الأمر في المجر التي امتلك فيها الحزبُ الاشتراكي قوى نظرية وسياسية ذات أفق بعيد، فُطرد من الحكم وهو يبتسم، ثم رجع للحكم وهو يعمل.
المفارقة في الأحداث الروسية أن الجماهيرَ العظيمة بعد قرن من التضحيات وتعلم السياسة أو من التكلس فيها تتعلمُ النضالَ من الجماهير العربية المتدينة ومن الشباب التحديثي الصغير السن.
أليس هذا من سخرية التاريخ ومكره؟!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن: أصراعٌ قبلي أم تحديثي؟
- لماذا لم يتطور التنظيم؟
- السلانةُ بين الانفتاحِ والجمود
- العودة للجذور بشكل حديث
- صراعٌ طائفي إقليمي عالمي
- نماذج مستقبلية للتطور
- تعاونٌ شمولي ضد الثورة السورية
- شبابُ الثورةِ.. شبابُ الخسارةِ!
- هواجس خليجية
- تطرفُ اليسارِ واليمين
- خطابٌ دينيٌّ رأسمالي صغير
- مذهبيو المشرقِ والتوحيد
- من أسبابِ الجمودِ السياسي
- الحربُ وسيناريو التفتيت
- روحُ الأمة!
- غربة شباب
- الثوراتُ العربيةُ: التقاربُ الفكري أولاً
- التحالفات في زمن الاضطرابات
- الربيع من دون يسار
- لماذا لا تتشكل عقلانية سياسية؟


المزيد.....




- تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم ...
- روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
- مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا ...
- السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
- بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
- إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
- السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
- إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ ...
- حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات ...
- واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله خليفة - مظاهراتُ روسيا