أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - من أجلي أنا














المزيد.....

من أجلي أنا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 17:56
المحور: كتابات ساخرة
    


حاول الكبار في عائلتنا الصغيرة منذ صغري أن يشعروني هم وغيرهم بأنهم نالوا الأذى وتحملوا الكثير من الآلام ومن الصبر بسببي أنا من أجل أن أعيش في حياة كريمة,وفي الواقع وفي الحقيقة أهلي وعائلتنا مثل النظام الأردني الذي يقول بأنه يفعل كل شيء من أجل راحة وسعادة المواطن علما أن المواطن(ملتعن تميس أخته) وبالأندري الفصيح (ملتعن تعريس أخته),وكان أهلي يتهموني بأنه من أجلي ومن أجل مستقبلي المشرق ولا أدري أين هو مستقبلي المشرق وقد مضى على شروقه أربعون عاما,?!!كل ذلك كانت الدعاية طوال ذلك الوقت تقول: من أجلك,وكنت أميل على الحائط برأسي محاولا أن أضرب رأسي بالحائط وأنا أقول:من أجل سعادتي؟أين هي سعادتي يا حضرة السعادة؟ ومن أجل أن أعيش مستقرا وبصحة جيدة؟و من الناحية النفسية أو من الناحية الجسدية؟ علما أنني لم أعش طوال حياتي إلا مضطربا في عواطفي فإن كان هدفهم إسعادي فلماذا عشت طوال حياتي تعيسا يستبد ني الألم من كل النواحِ؟,وإن لم يقولونها علنا بأنني سبب آلامهم فقد كنت أسمعها من أفواههم لأنهم كانوا وما زالوا يفكرون بصوت عالي جدا,علما أنها كانت أخطاءهم وليس لي فيها علاقة لا من قريب ولا من بعيد,وقد تحملت كل تلك الأخطاء وأنا صغير وكنت أقول لأبي بيني وبين نفسي بعد أن مات كما قال امرأ ألقيس (أضعتني صغيرا وحملتني دمك كبيرا)وكنت أشعر بالتعاسة لأنني مثلا سبب آلام أمي وأوجاع جدتي وكل الذين أعرفهم ويعرفونني, وحين ذهبت إلى المدرسة كان أستاذ المدرسة يقول لنا: أنني أتحمل الكثير من أجلكم من أجل أن تتعلموا, وكان يقول:وأنت ياجهاد...وانت يا محمد..وانت يا... أنا أتحمل الكثير من أجلكم, وكنت مصدقا كذب الناس عليّ واكتشفت عن طريق التجربة والخبرة والملاحظة بأنه لم يضحِ احد من اجلي ودائما كنتُ أنا الضحية, وما تضحية الآخرين إلا أخطاءهم التي عليّ أنا وحدي أن أتحملها طوال العمر ,وسأبقى وحدي أنا الضحية,لهذا السبب نشأت خجولا من كل الناس الذين أعرفهم كونهم كانوا يقولون لي بأنهم يتحملون الأذى من أجلي علما أنني كنت أرى الوجه الآخر لهم وهو أنهم يعلقون فشلهم في التدريس علي,وكذلك أهلي كلهم يتخذونني شماعة يعلقون عليها أخطاءهم التاريخيةّ,وكان إذا خَرِبَ أي جهاز كهربائي في البيت مثل التلفزيون تقول أمي لعمي بأنني أنا السبب ومرة من ذات المرات (أكلت كتله -من عمي عليه رحمة الله- ما أكلهاش حرامي في سوق الجمعه).

وأنا أي إنسان في عائلتنا يرتكب أخطاء في حياته مثل الزواج وجهت العمل كان فورا ينظر لي محاولا تعليق أخطاءه عليّ أنا شخصيا, وأمي قالت وما زالت تقول بأنها(تحملت الكثير الكثير من أجلي ) وكانت تعتبر أخطاءها كلها بسببي أنا , فبسببي عُذبت وبسببي نالها الكثير من التعذيب النفسي وأحيانا الجسدي,وكان أبي رحمه الله يضحك بالصوت العالي ساخرا ويقول(هراء ...كله هراء..أنا من تحمل من أجلك ومن أجل إخوتك) أما جدتي فكانت تقول:كلكوا تحملتوا الكثير ولكن لم يتحمل أحد مثلي أنا التي دفنت في الأرض زوجي وثمانية من أبنائي كانوا سيصبحون ملوكا للجمال لو أنهم عاشوا,وكلهم ماتوا في أقل من عشرة أعوام وكان أبي آخرهم سنة 1984م وماتت جدتي سنة 1994م وهي تقول بأنها ضحت بالكثير من أجل أن تحفظ لنا المنزل وقطعة الأرض الكبيرة الواقعة عليه, وعلى أية حال استفادت غالبية الناس من ايجابياتي في الحياة ومن سلوكياتي الصحيحة,واتخذني الأغلبية شماعة يعلقون عليها أخطاءهم وفي النهاية كان الواجب يُحتم عليّ بأن أنصهر وبأن أذوب خجلا في أثوابي من شعوري بالذنب,تماما كما تنصهر المعادن وكما تذوب المساحيق في الماء العذب,وعشت أحيانا سنين طويلة وأنا أوأنب نفسي حين أرى أمي تتألم معتبرا نفسي بأنني أنا السبب فأقول بصوت عالي في داخلي(أنا السبب) ولا غرابة من أن أكون أيضا الشماعة التي يعلق عليها أصحابي وأخي وأخواتي أخطاءهم حتى وأولادي وأكبرهم لم يتجاوز العشرة سنوات يرمي عليّ كل أخطاءه وعثراته ويحملونني جميعا مسؤولية أي شيء يحدث لهم, فإن ضربته أمه يعتبرني أنا السبب,وإن لم يحصل على علامة كاملة في الامتحان المدرسي أيضا يعتبرني أنا السبب أما إذا حصل على علامة كاملة فيعتبر أمه هي السبب وليس أنا فهو على حسب ما يدعي بأنني فاضي للنت وبس... وكلما تُهتُ أكثر كلما وجد أعدائي ضالتهم التي يبحثون عنها.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوبة والاعتزال
- سياسة محمد
- مواطن بلا دين إسلامي
- الوجه الجميل لليهود
- من أين لكم مثلي!!
- الموسيقا والواجب الاجتماعي
- رؤيا
- سرقة المساجد
- الصحة والشباب
- إطلالة على الفن
- هل عمر بن الخطاب عبقري؟
- الراتب الشهري مثل الروح
- عقد الزواج عقد نصب واحتيال
- رؤية جديدة لسفر نشيد الانشاد
- منع المرأة العاقلة في الإسلام من ممارسة الجنس
- أجمل المدن في العالم
- الأيام الأخيرة من حياة سقراط
- المد الإسلامي والمسجد الأقصى
- قلب الفقير وقلب الغني
- المرأة غير الجميلة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - من أجلي أنا