أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - انزع رأسك أيها العربي














المزيد.....

انزع رأسك أيها العربي


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 13:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارفع رأسك يا أخي ، عبارة قالها الزعيم جمال عبد الناصر في إحدى خطبه التي كانت تصعد بالروح العربية إلى جبال الكبرياء ، وتتسلح بينابيع الأحلام التي جفت بعد ذلك ، وتحولت إلى مستنقعات تتجمع فيها مياه الخيبات القادمة من أنابيب الصرف الصحي للأنظة العربية .
بعيداً عن الندب ومواويل البكاء التي اصبحنا نتقن شجنها وعويلها ، ولا املك الروح الرومانسية لمقارنة التاريخ الإسلامي العربي بفتوحاته وغزواته وانتصاراته ورجاله، بالتاريخ الحاضر الذي أصيب بجنون الخراب ، لكن من يحدق في الصورة أو الخارطة العربية جيداً يحق له أن ينزع رأسه ويرميه في اقرب برميل قمامة ، لأن هذا الرأس قد صنع للشموخ والاعتزاز ونثر الفخر ، لكن قادته وزعمائه حولوه إلى كرة قدم في ملعب عالمي ، لم تبق رجل او قدم الا داست عليه او خبطته ، والشاطر الذي جاء يفرغه من باقي هواء الكرامة ويجعله مجرد جلدة ميتة لا قيمة لها .
المواطن العربي نزل الى الشوارع ، نعترف ان هناك ثوار وهناك فلول ، وهناك ميادين وشوارع ما زالت تغلي ، وهناك شوارع تجس نبض النظام وتتأهب ، وهناك أنظمة عربية تعيش في كواكب بعيدة ، تعتقد ان شعوبها محصنة ضد فيروس الحرية والانقلابات ، وهناك أنظمة تحاصر شعوبها وتقتلها بهدوء بغاز البترول والبنايات العالية ، وتمنع عنها غاز التفكير والرفض .
في كل هذه العواصف التي تعري وضعنا البائس وتسقط اوراق المهرجين ، نقف امام جامعة الدول العربية ، التي من المفروض عربياً ان تكون الحضن الذي يجمع ولا يفرق ، والثدي الذي يرضع الأخوة والحرص والعدالة ، هذه الجامعة التي نراها الآن اشبه بعرض دولي لأمة عربية ، تمزقت وتآكلت وتشتت وتاهت ، وبقايا عظامها الآن داخل معرض الكلاب .
لم ترتق الجامعة العربية يوماً باحلام المواطن العربي ، كانت وما زالت اطاراً لحالة الدول العربية المتنازعة ، المتفرقة ،والتي تحيا في دائرة الانحناءات المكهربة ، وحين يداهمها الخداع ويبدأ التراشق أرض أرض والتهديد والوعيد ، تعكس المرايا صور القادة الذين يسنون أسنانهم ليأكلوا بعضهم البعض ، وتكون القرارات كمعجون الأسنان الذي يزيد الأسنان بياضاً وحدة ، ليس بياض البراءة والثقة والعطاء ، انما بياض الاكفان ، كل قائد يريد تكفين الدولة الأخرى ، ليقدمها عروس الطاعة للسيد الامريكي ، الاسرائيلي ، الاوروبي ، الخليجي ..سيان .
طريق عمل الجامعة العربية ، لابد ان يمر بدفع عربون للجالس في الخفاء ، وهناك ابتكار للدسائس والمؤمرات ، خطط وملفات ، لا أحد يقول – لا شيء يكسرنا وتنكسر الدول الغربية على اصابعنا كفخار – بل يجلس المتنبي ويشير اليهم قائلاً ( يا امة ضحكت من جهلها الأمم - .
وصف المؤرخون العسكريون هزيمة نابليون وهتلر في الأرضي الروسية بان الذي انتصر عليهم هو الجنرال شتاء – يقصدون ان فصل الشتاء بجليده وعواصفه وأوحاله هو الذي أرهق القوات الفرنسية والالمانية التي غزت روسيا .
والمؤرخون سيصفون هزيمة الانظمة العربية أمام ربيع الشعوب العربي ،بفضل فصل الارادة الشعبية ، لكن سيبقى" الجنرال " الدسائس و"مارشال" المؤمرات جالساً في الجامعة العربية .
من حق الشعوب العربية ان تثور أيضاً على طريقة الجامعة العربية في التعامل مع القضايا العربية ، وان ترفض سياسة المكاييل ، والموازين ، ودول خانة دولار البقشيش ودول خانة الفقر والرغيف .
كان للمغول في القرن الثالث عشر اغنية تحت عنوان " نشيد الدم " يغنونها عندما يهاجمون الشعوب تقول الأغنية :
( اذا لم نجد الرجل ، خطفنا اولاده ، واذا لم نعثر على اولاده اسرنا زوجته ، واذا لم تكن هناك زوجة ، طاردناه حتى نجده ، فاذا لم نجده ... أشعنا أننا فعلنا ذلك ) .
وجامعة الدول العربية تغني اغنية المغول ، تأمل تصريحاتها ورجالها ، اسمع كيف يغنون لسوريا لتعرف كيف تكون حرائق الأخوة ، وكيف يمررون الدسائس المدروسة .
هل نصدق الشاعر صلاح عبد الصبور الذي قال
هذا زمن الحق الضائع
لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
فتحسس رأسك
فتحسس رأسك
.....



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة .. فوق البيعة .. شوقية عروق منصور
- علياء والوليد بن طلال
- الزوجة تتحدث من مالطة ...
- بقايا نشارة خشب ..
- الجد نوبل والأم توكل والابن الضائع ستيف
- قصة قصيرة .. التصريح والأفعى ..
- ليلة ابو عبد الله الكبير
- بحثت عن طارق فوجدت قبيلة من القرود
- قصة قصيرة ..امرأة من تمر هندي ..
- قصة قصيرة .. سوار تحمل حزاماً ناسفاً .. شوقية عروق منصور
- الفاجومي يدخل الحكاية
- سرير يوسف هيكل
- تجبير قدم التاريخ المكسورة ..!
- من راشيل الى اريغوني المجرم واحد
- لك يوم يا ظالم
- من طباخ الريس الى صراخ النملة
- بين إمرأة وإمرأة هناك امرأة
- دموع البترول وأقنعة الكلاب
- صفعة على وجه هذه المرأة
- من مؤخرة الدجاجة يخرجون قنابل مسيلة للدموع


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - انزع رأسك أيها العربي