رسالة الى مصر - 3

عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الى شعب مصر الثائر

ان تصريحات الاسلاميين حول تحريم السياحة هي مهزلة ولكنها مهزلة سقيمة ومرة. ان هذه التصريحات القرو-وسطية تريكم فقط عينة بسيطة لما ينتظر الشعب المصري على يد الاسلاميين ان وصلوا الى السلطة ومعهم هذه الرزمة من القوانين والتصورات والافكار المتخلفة والمعادية لكل تمدن وانسانية. انهم يريدون ان يحولوا مصر الى افغانستان والاهرامات الى جبال تورا بورا وتمثال ابو الهول المذهل الى حطام ويمحوا كل اثر للحضارة الانسانية بحجة ان ذلك وثنية.

ان المسألة ليست في نيتهم اصدار قوانين تحرم السياحة او تلغي القطاع السياحي او اتلاف النفائس الفرعونية التي هي تراث البشرية كلها تماما كما فعلت حركة الطالبان الارهابية في افغانستان، بل الاخطر من ذلك، فربما يلجأون، ان فشلوا، الى ممارسة الارهاب السافر واطلاق الفتاوي لقتل السياح والعاملين في السياحة كما فعلوا في المنتجعات السياحة حيث قاموا بتفجيرات الالغام والسيارات المفخخة وقتلوا العشرات وخلفوا المئات من الجرحى. ان وجود المشايخ في البرلمان سيمنحهم المزيد من القدرة والنفوذ على ممارسة ذلك وهاهو البرلمان العراقي شاهدا على ما اقوله. ان ذاكرة التأريخ مازالت مظطربة بافعالهم المرعبة ضد الابرياء في سيناء وشرم الشيخ ومدن الجزائر والمغرب وبغداد ومدريد ونيويورك ولندن وبالي، فهذه الحركة ذات منبع ايديولوجي وممارساتي واحد. يريدون اقامة حكم الله على الارض ولو ذبحوا كل سكان الارض.

وبالطبع قد يظن البعض بان هؤلاء هم مجرد خدم للرأسمال العالمي حيث يقررون غلق قطاع استثماري واستبداله باخر مربح. ولكن ما يحركهم هو اوسع. فهم يريدون احداث دمار اجتماعي على صعيد اوسع لفرض هيمنتهم السياسية. وبهذا فانه من غير المستبعد ان يقوموا بتدمير كل ما له علاقة بابداعية وخلاقية الانسان كاعمال الرسم والنحت والجدرايات السيراميكية والادب والثقافة والموسيقى والمسرح وفن العمارة لانهم يفضلون مجتمعا كئيبا ملفحا بالسواد ونساء ذليلات خانعات يخدمن الرجال مطأطآت الرؤوس. هذا هو جزء من مخططهم لتحطيم البنية الثقافية العلمانية التي بنتها اجيال من الحركة المساواتية والتقدمية والاشتراكية في مصر.

ومن الجانب الاقتصادي، فان الطبقة العاملة المصرية، في كل القطاعات الانتاجية والخدمية للانتاج وقطاعات المبادلة ستتأثر بالتغييرات التي سيحدثونها لخدمة استثماراتهم وزيادة رساميلهم من قبيل فتح بنوك الغش والزيف التي يسمونها اسلامية لخداعكم بانها ضد الربى والكل يعرف انه لا يمكن من الناحية الاقتصادية مطلقا انشاء بنوك او منح قروض او فتح اعتمادات دون فوائد. ان ما يسمى بالاقتصاد الاسلامي هو خرافة وهو في الواقع جزء لا يتجزأ من النظام الرأسمالي العالمي وهاهي بنوك السعودية والخليج و(قطر !) والجمهورية الاسلامية الايرانية والسودان ونيجريا مرتبطة ارتباطا وثيقا بشبكة الرأسمال العالمي وتعمل في خدمته بل وينتهك الرأسماليون الاسلاميون بشكل اكثر حدة وشراسة الجماهير العمالية الغفيرة في بلدانهم؛. السعودية وايران وانظمة الخليج شواهد واقعية على ذلك.

الى رفاقي عمال وعاملات ومستخدمي قطاع السياحة بمصر،

نؤيد اعتراضاتكم ضد التهديدات التي يطلقها مشايخ الاسلام السياسي ونقف معكم في نضالكم من اجل الحفاظ على وظائفكم واعمالكم وقوت معيشتكم بل ونطالبهم بزيادة معاشاتكم وتحسين ظروف عملكم وتوقف المشايخ واعضاء الاحزاب السلفية والاخوانية عن اطلاق التصريحات التي تحد من السياحة وتخلق اجواء الخوف والقلق والترقب. كما ندعوكم الى مد الجسور والتلاحم مع بقية القطاعات العمالية المعترضة وتقوية صفوف اعتراضاتكم لان في الاتحاد قوة. بامكانكم توضيح الاثار الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الكارثية لغلق القطاع السياحي على مجمل الوضع المعيشي للكادحين والعمال في عموم مصر، وما سيأتي على ايديهم من كوارث اعظم بحق كل منجز انساني في المجتمع المصري. انكم لم تستهينوا بالامر وقررتم الاعتراض وان ذلك يعطي العزيمة لكل شرائح الطبقة العاملة في القطاعات الاخرى التي تحت التهديد او المحاربة او طرد عمالها، للحذو حذوكم.

الى رفاقي عمال وعاملات مصر،

اعلنواعن موقفكم التضامني مع اعتراضات عمال القطاع السياحي وقفوا سوية بوجه كل تهديد ووعيد للطبقة العاملة في اي بقعة من مصر. اعلنوا تضامنكم العمالي على طول مصر وعرضها، فتضامنكم هو سلاح بيدكم بوجه سياسي الرأسمالية الجدد بمصر.

والى امام من اجل مصر حرة ومتساوية وعلمانية ومرفهة

عصام شكـري
سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

#عصام_شكري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات